توجهت الكتلة الطلابية التابعة لحراك "نقف معًا"، في الجامعة العبرية، إلى عميد الطلبة، البروفيسور غاي هربز، لطرح قضية الفجوات وعدم المساواة بين الطلاب العرب والطلاب اليهود في الجامعة، وعرضت عليه عدة حلول مطالبةً بالاستعانة بها من أجل تحسين أحوال الطلاب العرب.
وتطرقت كتلة "نقف معًا" الطلابية لموضوع التعليم عن بعد والفجوات بجودة خدمات الانترنت في البلدات العربية مقارنة باليهودية، وعدم توفر الحواسيب لدى بعض الطلاب مما جعل نظام التعليم عن بعد بالنسبة لهم أصعب، كما وتم التطرق في الرسالة لمواضيع أخرى مثل نظام التعليم المدمج (قسم من الطلاب في قاعة المحاضرات وقسم عن بعد) والذي يضر بشكل كبير في الطلاب الذين يتعلمون عن بعد، وبالإضافة إلى التطرق لمواضيع أخرى، تم عرض بعض الحلول التي اقترحها الطلاب في استفتاء أجرته الكتلة.
وجاء في الرسالة:
الموضوع: رسالة مفتوحة بشأن اتساع الفجوات وعدم المساواة بين الطلاب الفلسطينيين والطلاب اليهود خلال فترة الكورونا
ازمة الكورونا كشفت الفروق الاجتماعية-اقتصادية الموجودة بالمجتمع، وجعلها تتفاقم. نحن، الطلاب والطالبات، تأثرنا بشدة في هذه الأزمة وينعكس ذلك في سياقات مختلفة. كنا اول من طرد من العمل او اخرج لإجازة غير مدفوعة، اضطررنا ان نترك الشقق التي عشنا فيها بسبب صعوبات في دفع أيجار الشقة والمعيشة; وكان من بيننا من اضطر ان يترك التعليم; وجميعنا اضطررنا ان نتكيف مع التعليم عبر الانترنت، بين الطلاب، كان هناك من تأثر أكثر من غيرهم بالأزمة، خاصة بعد الانتقال إلى الزوم، - هؤلاء هم الطلاب الفلسطينيين – وهذا هو سبب توجهنا في هذه الرسالة. التعليم عبر الإنترنت يخلق تحديات جديدة. والتي تختلف إلى حد كبير عن التحديات الموجودة في الفصول الدراسية المباشرة، وينعكس ذلك بوضوح في قدرة الطلاب واستعدادهم للمشاركة بنشاط في المناقشات، طرح الأسئلة، وتبادل الأفكار والشعور انهم جزء من المساحة الاجتماعية التي تم إنشاؤها في الفصول الدراسية الافتراضية.
بحسب استطلاع شمل 118 طالب وطالبة ظهر أنه وعلى الرغم من أن العديد منهم يرغبون في المشاركة بنشاط في فصول الزوم، إلا أنهم لا يشعرن بالراحة في القيام بذلك لأسباب مختلفة، وينعكس ذلك بشكل أكثر حدة بين الطلاب الفلسطينيين. ومن بين هذه الأسباب المحددة، يتعلق السبب الرئيسي بالمشاكل التقنية المتصلة بالبنية التحتية غير السليمة للإنترنت أو بعدم سهولة الوصول إلى الحاسوب. بالإضافة إلى ذلك، أعرب الطلاب عن عدم ارتياحهم لواجب تشغيل الكاميرات، والسبب يتعلق بتصوير(تسجيل) الدروس. المشاركة النشطة في الدروس ضرورية لعملية التعلم، لفهم المواد، للحفاظ على التركيز، وإبقاء الصلة بين الطالب والمشاركين الآخرين في المساق (زملاء الدراسة والمحاضر). المشاركة النشطة تثري النقاش، وتسمح للطلاب بصياغة ادعاءاتهم، وتبادل أفكارهم، والتعرض بشكل نقدي للتصورات الأخرى. ولذلك، فإن هذه الصعوبة الكبيرة بين العديد من الطلاب، وخاصة بين الطلاب الفلسطينيين، تضر بجودة الدراسة وتعمق الفجوات القائمة بين مختلف المجموعات الطلابية. في مقال نشر مؤخرا في صحيفة ذا ماركر، يعزز تحليل خاص أجراه بنك إسرائيل، بيانات استطلاعنا. وقد وجد أنه "في حين أن 83٪ من الطلاب اليهود لديهم حاسوب، فإن 31٪ فقط من الطلاب العرب لديهم حاسوب. واضطر الباقي إلى استخدام هاتف محمول للدراسة أو على استعمال حاسوب عائلي. بالإضافة إلى ذلك، 35٪ من الطلاب العرب لا يحصلون على بنية تحتية جيدة للإنترنت، مقارنة بـ 12٪ من الطلاب اليهود". ". وهذا يوضح أن هذه مشكلة واسعة النطاق تتجاوز نطاق الجامعة العبرية، والتي تتطلب حل نظامي شامل.
بعد عطلة عيد الفصح، من المتوقع عودة جزئية إلى الحرم الجامعي، ولكن من المهم أن نوضح أن المشاكل التي ذكرنا أعلاه ستستمر طوال الفصل الدراسي المقبل أيضا، وربما تزداد سوءً. بالإضافة إلى الطلاب والطالبات الذين سيواصلون الدراسة في الدورات على الانترنت (أي الدورات التي تجري فقط في الزوم)، وسوف تعقد العديد من المحاضرات بشكل مدمج (مباشرة وافتراضية)، مما سيعمق الأزمة وعدم المساواة بسبب الفروقات بين قاعات وصفوف الدراسة العادية، والأخرى. على الرغم من أن الغرف الصفية مخصصة ومجهزة للتعليم المدمج (الهجين) ، فمن الطبيعي ان الطالب المتواجد جسديًا في المحاضرة ستفوق على الطالب المتواجد في المنزل ويشاهد المحاضرة عبر الفيديو، يتفوق بالمشاركة وفي كل شيء، المحاضرون والمحاضرات في الغالب سيكون تركيزهم أكثر مع ما يحدث ومن يتواجد أمامهم في الفصل الدراسي ، وسيجدون صعوبة في مخاطبة الطلاب والطالبات المتواجدين في المنزل. ويمكن الافتراض أنه حتى في هذا السياق، الطلاب الفلسطينيين الذين سيضطرون لأسباب مختلفة إلى البقاء في منازلهم، سيتضررون أكثر من الطلاب الآخرين.
نظرا إلى الواقع الكئيب الذي تظهره المعطيات، نود أن نقترح عدد من الحلول الممكنة، بعضها اقترحها الطلاب الذين استجابوا للاستطلاع. أولاً، يمكن تشجيع المحاضرين على الاتصال شخصياً بالطلاب وخلق فرص للمشاركة، سواء باستخدام وسائل تفاعلية مختلفة أو بطرح أسئلة مستهدفة. ثانيًا، كلما كان ذلك ممكنًا وفقاً لطبيعة المساق وعدد المشاركين فيه، من المستحسن العمل في الغرف الصفية بمجموعات صغيرة، حيث سيتمكن الطلاب والطالبات من التعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل وسيشعرون بالراحة أكثر. ثالثًا، من الجيد الحفاظ على علاقة شخصية وثابتة مع الطلاب طوال الفصل الدراسي، سواء من جانب عميد الطلبة أو من جانب الكليات المختلفة، من أجل سماع الاحتياجات والتحديات والصعوبات التي تتطلب الإجابة. وحتى يتم توفير حلول للمشاكل، هذا الامر سيظهر بأن هناك أذن صاغية واستعداد حقيقي للمساعدة. وإلى جانب هذه المقترحات، هناك حلول ضرورية لخلق بيئة تعليمية متساوية: من الضروري ضمان أن يكون لكل طالب، دون استثناء، الوسائل والموارد اللازمة للتعلم عبر الإنترنت (أولا وقبل كل شيء، الوصول إلى بنية تحتية كافية للإنترنت وحاسوب شخصي).
في واقع الأزمة الصحية والاقتصادية الخطيرة للغاية، واقع تتفاقم فيه ظاهرة عدم المساواة، يجب على الجامعة أن تضمن عدم ترك أي طالب.// إلى هنا ما جاء في رسالة الكتلة الطلابية "نقف معا" في الجامعة العبرية.
[email protected]
أضف تعليق