من بين المفاجئات الكثيرة التي برزت خلال هذه الانتخابات هو الهرولة الى أحضان اليسار الإسرائيلي خصوصا حزبي العمل وميرتس على حساب تراجع التمثيل العربي وتقويض قوة القوائم العربية، حيث عزا المحللون والخبراء ذلك الى الشعارات المكررة والحملة الانتخابية الضعيفة والمناكفات السياسية التي جرت قبل الانتخابات بين القوائم العربية بينما رأى اخرون ان الناخب الإسرائيلي يبحث عما هو جديد للخروج من الازمة السياسية التي تعاني منها السياسة الإسرائيلية منذ أعوام في ظل عد تشكيل حكومة مستقرة، حيث برز تغيير في حزبي العمل وميرتس قاد الى استقطاب أصوات عربية ويهودية على حد سواء.

غضب الجماهير من الاحزاب العربية

المحلل السياسي د. علي أبو زيد قال لـ "بكرا": التصويت للأحزاب الصهيونية وبشكل خاص ميرتس وحزب العمل تعبير عن غضب الجماهير من الاحزاب العربية ونتيجة لتفكيك القائمة المشتركة، لا يوجد يسار اسرائيلي بمفهوم اليسار الحقيقي. نجاح الموحدة في اجتياز نسبة الحسم لن يعطي قيادة الموحدة ومنصور عباس اي امتياز او تقليل من دورة في خسارة العرب 5 مقاعد.

عودة بعض الناخبين لميرتس وحزب العمل سببه خيبة الأمل

المحامي محمد غالب يحيى قال بدوره: نتيجة الانتخابات تفتح باب التوقعات على مصراعيه. واضح صعوبة تشكيل حكومة جديدة وان حصل ذلك فلن تكون مستقرة. عودة بعض الناخبين لميرتس وحزب العمل سببه خيبة الأمل من ازرق ابيض وغانتس وهي في نفس المعسكر يسار مركز. عدم تشكيل اي حكومة دون دعم اخدى القوائم العربية الموحدة او المشتركة بمثابة نقطة تحول في الساحة الحزبية الاسرائيلية ويسحب البساط من حجة عدم شرعية النواب العربي كشريكين في اي حكومة محتملة. على القوائم العربية التصرف بحكمة.

ليست صحوة

المحلل السياسي غسان عبد الله قال بدوره: انا لا اعتبر التصويت الى معسكر اليسار الاسرائيلي صحوة لأنني لا ارى بان ميرتس والعمل هم يسار، بل هي يمين مركز ولا اعتقد انها رفضت سياسات المؤسسة الحاكمة في كثير من المجالات بل كانت بنفس الاتجاه وسهامها موجهة الى نفس اليمين المتطرف وهي تحسب على اليمين المركز وليس اليسار.

صحوة

بينما خالفه الرأي مدير مركز مساواة جعفر فرح حيث قال: عودة المصوت اليهودي بالأساس لدعم حزب العمل وميرتس هي صحوة من المركز الاسرائيلي، حيث خلال العشرون عاما الاخيرة منذ بدء فترة حكومة شارون وحتى اليوم كان هناك انتقال مستمر ما يعني ان المصوت الذي يعتبر نفسه ليبرالي وغير يساري نقل دعمه الى غانتس واعطاه مثل نتنياهو ولكن خيبة الامل من غانتس وعدم وجود عامود فقري لما يسمي المركز غانتس لابيد او اي حزب مركز اسرائيلي او عرض نفسه كمركز يمين اسرائيلي سبب خيبة امل لدى المصوت الليبرالي اليهود والان هو يستعيد ثقته بحزب العمل وميرتس ومعهم ست اعضاء كنيست، المفاجئة ان غانتس حافظ على قوته ووجوده السياسي حيث كان من المتوقع ان يختفي من الخارطة السياسية ولكن احزاب المركز يسار صهيوني يعتبرون اقلية وبحاجة على الاقل الى حزب يميني واحد مثل ليبرمان وبحاجة الى المجتمع العربي.

الناخب العربي ذكي

المحلل السياسي إيهاب جبارين قال لـ "بكرا" حول الموضوع: بدون ادنى شك ان السيناريو الذي طرح امامنا هو سيناريو انتخابات 2013 سيناريو تكرر، الناخب العربي هو ناخب ذكي ويقرأ الصورة السياسية بشكل اوعى مما تقرأه الاحزاب المطروحة على الساحة وبالتالي مثل ال 2013 الحملات الانتخابية انتكفت على نفسها ونسيت القضايا الملحة والمهمة وانشغلت بشعارات ديماغوجية، خصوصا الاحزاب العربية، وبالتالي الناخب العربي كان يبحث عن بديل من خلال خطاب واقعي يخاطبه ويخاطب قضاياه بدون شعارات او مناكفات وبنهاية المطاف هذه الامور هي التي فرضت نفسها وهي التي فازت.

وفصل: بالنسبة الى حزبي العمل وميرتس يجب ان نعي ان كل شريحة من الحزبين لديهما شريحة جماهيرية كل حزب لديه عدد مقاعد كبير وهذا درس هام لقيادة هذه الاحزاب ان يحرصوا على مصالح مصوتيهم لأنها مختلفة لذلك فان هناك صحوة لليسار الاسرائيلي يجب المحافظة عليها بشكل حذر وهذا مرهون حاليا بالأحزاب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]