تخوفات كثيرة برزت من إمكانية اجراء انتخابات خامسة في ظل النتائج المفاجئة وغير المتوقعة التي افرزتها الانتخابات الأخيرة، خصوصا وانه حتى هذه اللحظة لا يوجد أي إمكانية لأي تيار من تشكيل حكومة بينما يرجح محللون وخبراء وسياسيون السيناريو الذي يرفض إقامة انتخابات جديدة بمسعى للوصول الى صيغة لتشكيل حكومة ولو بالتنازلات لانها ستكون ضربة قاصمة للسياسة الإسرائيلية وسياسيين إسرائيليين.

ازمة حكم

المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية عبد اللطيف حصري قال: ما يبدو ظاهرا من نتائج الانتخابات هو ما يسمى لدى الدوائر الصهيونية "ازمه حكم"، وانسداد امكانية تشكيل حكومة ثابتة لسنوات اربع او دورة برلمانية كاملة. لكن حقيقة الأزمة هي ازمه المشروع الصهيوني، فانعدام الأفق السياسي لدى القوى السياسية على شقي الخارطة ومركزها أيضا، افضى بالضرورة الى تآكل المشروع الصهيوني من الداخل وتراجع ديمقراطية الدولة أمام تقدم وتغول الفاشية الصهيونية والأبرتهايد.

وتابع: وتيرة اعادة الانتخابات بمعدل مرة كل نصف عام لا تشبه الديمقراطية بشيء، ولا استبعد انتخابات خامسة أواخر هذا العام، فرغم حصول اليمين على نحو ثلثي مقاعد البرلمان، الا انه أعجز من ان يشكل حكومة، لا بل وسيذهب الى مزيد من شرعنة الفاشية الاستيطانية وتسليمها مفاصل القرار، وتلتقي هذه الرؤية مع مصلحة نتنياهو الشخصية للتملص من محكمته بملفات الفساد. وسيعمد نتنياهو بشكل مخادع الى استمالة أعضاء كنيست من اليمين المعارض له من أحزاب بينت وساعر وليبرمان، ولن يتورع عن إغداق الوعود حتى للقائمة العربية الموحدة بهدف الوصول الى الرقم السحري 61 وتشكيل حكومة.

وأضاف موضحا: في المقلب الأخر أظهرت نتائج الانتخابات ازمه حقيقية بالتمثيل العربي، ففي حالة الموحدة، ما يعتبره البعض "بيضة القبان" وفرصة سانحة لتحقيق مطالب، سيتكشف كحالة انهيار للقيم والثوابت الوطنية وانصهار اليمين العربي المحافظ باليمين الصهيوني. وفي حالة المشتركة، تراجع مريع الى حد عدم القدرة على المناورة حيال محاولات اليسار والمركز استقطاب اليمين المعارض لنتنياهو من جهة لكنه غير قادر على التصالح مع فكرة التمثيل العربي من جهة أخرى.

الاحمال الاكبر حظ تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو بدعم من ساعر وبينت

المحلل السياسي د. علي أبو زيد تحدث عن اربعة سيناريوهات متوقعة وقال: الاول تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، بمشاركة ساعر وبينيت. السيناريو الثاني تشكيل حكومة برئاسة بينت وبدعم من المشتركة من الصعب تطبيق ذلك على ارض الواقع. اما الثالث فهو تشكيل حكومة وحدة بين المعسكرين باستثناء ميرتس، حزب العمل، والاحزاب العربية والرابع هو انتخابات خامسة. الاحمال الاكبر حظ تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو بدعم من ساعر وبينت.

وتطرق الى الأحزاب العربية وقال: اما بخصوص احزابنا العربية فأتوقع ان يتم تغيير في القيادات السياسية والإدارية في جميع الاحزاب بما في ذلك الموحدة. نتيجة الانتخابات كارثية على جماهيرنا العربية وبالتالي ستحدث هزة أرضية، وتغيير مفاهيم وتغيير نهج القيادات المستقبلية وتغيير في وعي جماهيرنا.

الأحزاب الاسرائيلية لن تراهن على انتخابات خامسة

اما المحلل السياسي إيهاب جبارين أستبعد ان أيا من الأحزاب الاسرائيلية مستعد ان يراهن ويدخل الى انتخابات خامسة وأوضح: بمعنى ان غانتس يعلم ان الحظ لن يحالفه وكذلك الامر بالنسبة الى جدعون ساعر لذلك فانهم سيضعون الايجو جانبا وتحديدا الان سنرى ائتلافات بجبهة اليسار خصوصا اذا انضمت اليه الموحدة ايضا، خصوصا وان كثير من الجماهير العربية توافق طرح الموحدة وان كانت لديها استياءات من التوجه العقائدي. ولكنهم يوافقون الطرح بان يكونوا شركاء فعالون ولاعب مركزي بصرف النظر عن قضية نتنياهو، اظن ان الامر الان مرهون بالموحدة وبمدى تنازل الاحزاب الاسرائيلية للتوصية لان انتخابات خامسة ستكون كارثية بمعايير كبيرة جدا.

مرحلة مصيرية

القيادي ومدير مركز مساواة جعفر فرح بدوره عقب قائلا: من الواضح ان تيار نتنياهو متناسق اكثر من الطيار المعارض له ما يعني ان التيار المعارض يحوي على مجموعات منها حزب جدعون ساعر وحزبي بينيت وليبرمان مجموعات ممكن ان تدعم حكومة نتنياهو اما المجموعة المعارضة بقيادة لابيد هي مجموعة تعتبر غير متماسكة مع الاخذ بعين الاعتبار ان عشرة اعضاء كنيست من المشتركة والموحدة ممكن ان يدعموا من الخارج ومن الصعب مجرد التخيل ان يكونون جزء من حكومة تشمل لابيد وايضا ممثلين عرب، نتنياهو يعمل على محاولة استقطاب عضوي كنيست من جدعون ساعر وربما بينيت، ستمر فترة مفاوضات ليست بالهينة.

وأضاف: الضربة التي ضرب بها التمثيل العربي البرلماني من 15 الى 10 يؤثر بشكل واضح على الاغلبية التي كان ممكن ان تكون من قبل تيار معارض لنتيناهو، حيث كان ممكن وجود خمسة اعضاء كنيست اخرين محسوبين على التيار المعارض لنتنياهو واليوم هم غير موجودين.
وتابع: نحن في مرحلة مصيرية، حيث انه بحال تم حكومة يمين فاشي ستتعقد قضايانا اكثر، النقب عنف الشرطة الهدم سموترتش وبن غفير مع بينيت لديهم مشروع واضح يشمل الجهاز القضائي تغييرات قانونية وايضا هدم وعنف تجاه المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل وايضا في المناطق المحتلة نحن في مرحلة حرجة يجب ان نتوقع كل السيناريوهات وان نكون مستعدون لاعادة بناء بيتنا الوطني، هناك اهمية لاعادة تنظيم المجتمع الفلسطيني وليس بطريقة ان نحاصر نفسنا بل ان ننظم نفسنا لنغير عقلية الاحتلال او الحصار والاستعلاء القومي الموجودة في الشارع اليهودي ولدينا دور في هذا المجال وممكن ان نقوم به خلال الفترة القادمة

احتمال الذهاب الى انتخابات خامسة هي صعبة

المحلل السياسي غسان عبد الله رأى ان الخارطة الحزبية معقدة ومركبة وامكانية التحالفات وتشكيل حكومة سواء من قبل نتنياهو او المعارضة فرص النجاح ضئيلة ولكن احتمال الذهاب الى انتخابات خامسة هي صعبة ومن اجل تفادي انتخابات خامسة وهذا الكل يرفضه الاحزاب والشعب قد يكون مفاجئات والاتفاق على صيغة معينة وتركيب حكومة وبكل الاحوال ستكون حكومة غير طويلة وغير قوية تصمد سنتين لربما ليس اكثر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]