تعمّ الطيرة والمثلث الجنوبي، حالة من الغضب والسخط في اعقاب جريمة القتل التي اودت بحياة الشاب الطيراوي محمد اياد قاسم (27 عامًا).

وفارق قاسم، الحياة، بعد تعرضه لجريمة قتل، أمس، أمام منزله في الطيرة.

وقال رئيس بلدية الطيرة - مأمون عبد الحق لبكرا: للأسف، الاساليب والاجوبة اصبحت مملة وواضح انها غير مجدية. نعيش حرب وعلينا البحث واتباع حلول وطرق غير تقليدية لمواجهة حالة الحرب التي يعيشها مجتمعنا العربي برمته.

وبدوره، قال الشيخ نضال قشوع من الحركة الاسلامية في الطيرة لبكرا: بالرغم من السوداوية التي تخيم على مجتمعنا العربي نتيجة العنف والقتل والخسائر التي تكاد لا تعد ولا تحصى واراقة الدماء التي حرمها الله على العباد.

وتابع: أرى انه ينبغي ان تكون صرخة جماهيرية مؤثرة تنادي شرطة اسرائيل بعدم التواطئ في قضايانا كمجتمع عربي وان تقوم على حملة مكافحه للسلاح غير المرخص في شارعنا.

وأضاف: كما وانادي المسؤولين من اعضاء برلمان ورؤساء بلديات ان يأخذوا بخطة جذرية بكل ما يملكوا من امكانيات لجمع الناس على اواصر المحبة وعدم التفرقة لمحاربة للعنف وان يقوموا على بناء نوادي ومرافئ ثقافية وترفيهية لعل وعسى نجد من خلالها مأوى لشبابنا الذي يرتمي في الشوارع تائه دون عنوان .

واختتم حديثه: كما وانادي الشباب باللجوء الى الله فالدنيا فانية والعمر قصير فلا تبيعوا دينكم بعرض من الدنيا.

عنف مستمر 

ومن جانبها، قالت عضوة الكنيست - روت ڤاسرمان لاندا لـبكرا: العنف والجريمة في المجتمع العربي الإسرائيلي مستمران. محمد اياد قاسم ابن 27 عام من الطيرة قتل الليلة الماضية امام بيته، محمد قاسم ومحمد عدس ابن الخامسة عشر ينضمان الى 21 قتيلا في المجتمع العربي الإسرائيلي منذ بداية هذا العام وما زلنا في منتصف شهر اذار. منذ بداية العام الماضي وحتى الآن وصل عدد القتلى في المجتمع العربي الى 130 قتيلا.

وأضافت: ما الذي ننتظر حدوثه حتى تقوم الدولة بالقضاء ومحاربة ظاهرة العنق والجريمة؟ادعو مجددا عضو الكنيست منصور عباس بصفته رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة للقضاء على العنف والجريمة في المجتمع العربي ان يعقد اجتماعا عاجلا لمناقشة الإجراءات التنفيذية والفورية للقضاء على العنف.

واوضحت: لقد أرسلت حتى الآن رسالتين إلى عضو الكنيست عباس الذي لم يجد الوقت للرد عليها ولم يدعو لعقد اللجنة - التي لم تنعقد منذ كانون الأول 2020.

واختتمت حديثها: هذه ليست "مشكلة عربية" ، إنها مشكلة المجتمع الإسرائيلي بأسره.

هيبة على الردع

ومن ناحيته، قال القائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة - المحامي سامح عراقي لـبكرا: ان القتل المتكرر فقط يؤكد ان المؤسسة ، الدولة ، الشرطة فقدت هيبتها وقدرتها على الردع . ان الدولة تتغيب عن اخذ دورها ، اما عن سابق الاصرار ، وهذه كارثة وأما نتيجة الاستهتار وهذه مصيبة اكبر .اصبحت المسافة بين اندلاع اي خلاف بين طرفين وبين ان يتخذوا قرار بتنفيذ قتل او اطلاق نار ، مسافه قصيرة جدا وهذا لن كل من يفكر في تنفيذ الجريمة ، اصبح متأكدا ان الشرطة لن تصل اليه ، فلقد اصبح واضحا لانعدام ، تقديم المجرمين للمحاكمة وعدم كشف هوية اي قاتل ، ان الجريمة اصبحت جزء من الحياة العادية .

واختتم حديثه: المؤسسة عليها ان تستعيد دورها في قلع منظمات الجريمة من بيننا وان تباشر خلال شهر بجمع السلاح من كل المجمعات السكنية وهي قادرة على فعل ذلك ان توفرت الارادة الحقيقية لدى الحكومة.

صمت 

وبدورها، قالت طالبة الحقوق - سجى ابو خيط لبكرا: اصبح العنف والجريمة عادة وسط صمت طيراوي مخيف كل يوم نفقد شاب من شباب بلدنا الطيب دون ان نحرك ساكن!.

وتابعت: التظاهرات والاحتجاجات لم تعد تجدي نفعا ويجب ان نتحرك بصفتنا اهل وافراد ومجموعات لمنع الجريمة القديمة.

واوضحت: أخشى كثيرا من سكوت اهل البلد على مثل هذه الجرائم، فقدنا حس الفزعة ووقفة الصف الواحد ضد العنف والجريمة الذي ينهش بلدنا كل يوم .

واختتمت حديثها: للأسف ان رصاصة تتحكم بحياة المواطنين وتنهي حياة بعضهم وترمل النساء وتيتم الاولاد وتدب الحصرة بقلب كل ام واخت وأب وأخ.

لم تبدأ 

ومن ناحيته، قال مدير مشارك في مركز "امان " لمجتمع امن- المحامي رضا جابر لـبكرا: المعركة ضد الجريمة ليست سهلة ولن تكون كذلك. ولكنها، وهذا شيء بغاية الخطورة، هي لم تبدأ بشكلها الحقيقي بعد. لان المعركة بشكلها الحقيقي تحتاج الى ثلاثة أمور متفاعلة: عمل شرطوي عميق ومتواصل مع هدف محدد وهو القضاء على الاجرام المنظم والغير منظم, حراك شعبي متواصل ( ام الفحم نمذجاً) وعملية تنظيم مجتمعي هائلة ومتراكمة تستنفر القوة الكامنة داخل المجتمع ضد الاجرام وتسد الثغرات في صفوف المجتمع التي يدخل منها الاجرام.بين هذه العناصر الثلاث هناك عملية جدل وتفاعل كفيلة بالتعامل الجدي مع الاجرام.

وتابع: الان وقد بدأ الحراك في أم الفحم وشهدنا تحركا في جلجولية فنحن بحاجة الى نقلة في التنظيم الاجتماعي بعملية تكامل تجبر الدولة القيام بواجباتها واستغلال الحالة السياسية في اسرائيل والتي بدأت تتحدث بأكثر جدية عن الموضوع.

واختتم حديثه: كنت اتوقع بأن المعركة الانتخابية تكون معركة مجتمعنا ضد العنف والجريمة وتحويل الانتخابات الى وحدة جماهير ووحدة مصير عوضا عن المناكفات. لكي ننظم مجتمعنا نريد ان تنتظم حياتنا السياسية تحت مشاريع بناء وتنافس عليها. هذه هي الطريق فلنبدأ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]