رأى الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات ان عدم توقيع اتفاقية فائض الأصوات بين المشتركة والموحدة هو حدث غير مسبوق في تاريخ الأحزاب الفاعلة على ساحة الجماهير العربية.
وتابع: لقد حرص قادة الأحزاب في كل انتخابات على التوقيع على هذا الاتفاق من منطلقين: الأول هو رسالة واضحة للجماهير العربية، أن الصوت العربي غالِ علينا، فعلى الرغم من اختلاف الآراء والاجتهادات والمواقف الفكرية، فإن ما يجمّعنا هو أكبر بكثير مما يفرقنا، أمام سيف التمييز والتهميش والتحريض، هذا السيف المسلط على رقابنا جميعًا. لا اذكر انتخابات واحدة لم يتم فيها توقيع اتفاق فائض أصوات، بين قائمتين من القوائم الثلاث التي خاضت الانتخابات.
وأضاف: الثاني هو رسالة إلى جماهيرنا وخاصة للشباب، ومفاد الرسالة أنه مهما احتدّ النقاش ومهما تباينت الآراء، علينا أن نذكر أن الخلاف لا يفسد للود قضية، فمعنى هذا الاتفاق، في حالتنا، أن الصوت للموحدة، نتيجة هذا الاتفاق، من الممكن أن يُنجب ابنًا او ابنة لهذا الشعب المكافح لعضوية الكنيست من المشتركة، ومن جهة اخرى فالصوت للمشتركة من الممكن أن يًنجح أبنًا/ ابنة لهذا الشعب المكافح لعضوية الكنيست من الموحدة. ثالثًا: كنا نقول صحتين على قلب الناجح/ الناجحة، بأصوات الاخوة من الحزب المنافس، فالكل يبقى في العائلة، لأنه مهما تناقشنا واختلفنا، فهذا أفضل من أن يذهب هذا المقعد، وعلى الأغلب لأحزاب اليمين.
وختاما قال: ما حدث الآن، هو تحول غير مسبوق في العلاقات بين الإخوة. كان اتفاق فائض الاصوات يعني على خيط الود قائمًا. ومن أصر على قطع هذا الخيط، لا بد أن تحاسبه جماهيرنا.

ضربة قاصمة

وقال نايف أبو صويص ناشط ومحلل سياسي ل "بكرا": اتابع وبكل أسف الوضع الذي وصلنا اليه في وسطنا العربي من نقاشات بائسة وتصريحات أقل ما يقال عنها أنها سفسطائية أوصلتنا لأسفل الدرك في التعامل اليومي بيننا، وحولت الخطاب اليومي بيننا الي حوار كله عنف وتعدي على حركات وشخصيات بصورة شخصية وللأسف.
وأضاف: شعبنا وجماهيرنا العربية كأي مجموعة أصلانية تعيش في أوطانهم او في دول العالم تبحث عن " انجازات" تفيد المواطن البسيط في حياته اليومية إن كان ذلك على المستوى الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي. وبدون أدنى شك اننا كمواطنين وقيادات في اوساط جماهيرنا العربية يهمنا دوما مصلحة المواطن البسيط والذي " كلفنا" و" منحنا" الثقة لتمثيله على افضل صورة ممكنة.
اليوم وفي ظل هذه الانتخابات والتي شهدت انقسامًا ليس فقط على مستوى التمثيل السياسي لجماهير شعبنا وجماهيرنا، بل الى شرخ واضح وظاهر للعيان بين شركاء الأمس و"الاخوة" بالهم اليومي. عدم توقيع القائمتين العربيتين المتنافستين على فائض اصوات وبغض النظر عمن يتحمل المسؤولية ورفض التوقيع هي بمثابة "ضربة قاصمة " لأي عمل مستقبلي ولا يخدم الطرفين المتنافسين، وكان الأجدر والأجدى عدم قطع " شعرة معاوية" بينهما، ما سيؤدي لاحقًا الى عزوف الناخبين الخروج للتصويت. وبدون أدنى شك عدم التفاف بينهما وبدون أي مبرر.

أخطأت القيادات التي قررت عدم التوقيع على اتفاقية فائض الأصوات

وقال الناشط والمحامي باسل دراوشة: عدم التوقيع على اتفاقية فائض اصوات هو اضاعة فرصة اضافية لتهدئة الاوضاع وتغيير مسار الدعاية الانتخابية من مسار هجومي الى مسار وحدوي يخدم الجماهير العربية، هل وصلت قيادات الاحزاب الى مرحلة من العداء اوصلهم الى عدم التوقيع على اتفاق فائض أصوات؟ فائض الاصوات للقائمتين الموحدة والمشتركة ممكن ان يذهب لأحزاب اليمين العنصري من حزب بن جفير ونفتالي بينت والليكود وليبرمان ومع هذا يصدر قرار بعدم التوقيع على الاتفاق.
وتابع: للأسف القرار بعدم التوقيع على الاتفاق لم يأت من فراغ لدبل هو نتيجة حملة تحريض وعداء وتخوين وتكفير خلال الاشهر الاخيرة بين القائمين وبالتالي فإن عدم التوقيع هو ثمرة العداء والخلافات التي وصلت الى النشاط للأحزاب. للأسف هذا القرار يتجاهل جرائم العنف والجريمة وجرافات الهدم التي تهدم ببلداتنا العربية بدون توقف واتجاهل قضايا الارض والمسكن بمجتمعنا والفقر والبطالة وكل ما يهدد مستقبلنا ووجودنا في البلاد.
وللأسف تجد نشطاء الاحزاب عبر صفحات التواصل الاجتماعي تشجع التوجه لعدم توقيع الاتفاق بدلا من مناشدة القيادات بالتوقيع الفوري والغير مشروط على اتفاقية فائض الاصوات. أخطأت القيادات التي قررت عدم التوقيع على اتفاقية فائض الأصوات وهي تساهم بحرق الاصوات العربية بدلا من الحفاظ على الصوت العربي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]