خمسة وخمسون عاماً مرت وسنوات مضيئة في عمر فنانة لبنانية أضاءت مسيرتها وصنعت نجمة خاصة بها عبر مسيرة الفن اللبناني.
في مسيرة نجوى كرم كما في مسيرة كل العمالقة "وهي بالتأكيد واحدة منهم"، هناك نقاط مضيئة كثيرة ونقاط تستحق التوقف عندها ومراجعتها وهذا طبيعي جداً في مسيرة أي فنان أو فنانة سطر اسمه وصنع لنفسه خطاً فنياً يسير عليه.
قد لا يحب البعض ما تقدمه نجوى كرم ولكن بكل تأكيد الكل يجمع على احترام مسيرتها الكبيرة.
اتخذت نجوى لنفسها خط الأغنية اللبنانية فبرعت وقدمت نفسها كأحد سفراء الأغنية اللبنانية في العالم فترددت أغنياتها على لسان كل عربي وأصبحت مرجعاً في هذا اللون الغنائي الذي يمكن وصفه بأنه قريب من القلب وباعث على الفرح.
نجوى التي اعترفت أن الأغنية الشعبية اللبنانية هي ملعبها لم تخجل أو توارب عندما أكدت أنها لن تغير هذا الخط وهي ثقة عالية بالنفس تحسب لها على مبدأ " ليس من المعيب أن أكون قائد الفريق في ملعبي بدلاً من لاعب في ملاعب أخرى ".
هكذا استطاعت نجوى ربما أن ترث ملعب الأغنية الشعبية اللبنانية وتتوج نفسها كإحدى عمالقته الذين مروا بتاريخ لبنان ومنهم الراحلة صباح والراحل وديع الصافي.
فنوعية الأغاني التي اختارتها نجوى تقاربت إلى حد كبير مع طبيعة أغاني الراحلين صباح ووديع الصافي وحملت نفس البساطة والقرب من الناس عدا عن المساحة الصوتية الكبيرة التي خدمتها في هذا النوع من الأغاني أسوة بهما بينما كانت من أبرز من غنوا الموال الشعبي بالإضافة إلى الراحلين وديع وصباح فكانت خير خلف لخير سلف في هذا الجانب الغنائي المتعدد المشارب.
ولا يختلف اثنان على أن نجوى كرم تملك حنجرة ذهبية ومساحات صوتية واسعة ساعدتها على أن تتحرك بحرية في ملعب صوتها عدا عن التكنيك الكبير الذي مكنها من التدرج بمساحات الصوت كما تريد وتحب وبانضباط إيقاعي ولحني مميز. وهو ما منحها أفاق جديدة للتميز.
انطلاقة نجوى كرم الفعلية كانت بأول ألبوماتها في العام 1989 ومنذ ذلك الوقت وهي تحصد النجاح تلو الآخر وتحولت إلى واحدة من أهم فنانات الوطن العربي وتحقق ألبوماتها وأغنياتها أفضل نسب الاستماع والمشاهدة. فحوالي اثنان وثلاثون عاماً من صوت نجوى كرم كانت كافية لتجعلها سفيرة لبنان إلى قلوب الناس أو على الأقل سفيرة المحبة اللبنانية.
من أسرة "سيدتي" كل عام و"شمس الغنية اللبنانية " بألف خير وإلى مزيد من النجاح و العطاء .
[email protected]
أضف تعليق