تشهد شبكات التواصل الاجتماعي موجة من الرّدود المستهجنة والغاضبة على كل مرشح جديد أو كل حزب جديد يترشح في الساحة السياسية، وآخرها ما بدر من "بعض" المعلّقين والمعقبين على ترشّح المحامية ايمان غرة الملك مرشحة حزب معًا، حيث هاجمها العديد والعديد من روّاد هذه المواقع والشبكات الافتراضية، لا لشيء إلا لمجرد كونها مرشحة على قائمة انتخابية جديدة تخوض غمار معركة الكنيست الـ 24.

وقد جاءت التعليقات والتعقيبات، كما قال العديد من المتصفحين، مهينة لشخص المرشحة ومجرّد فكرة ترشيحها، كما نعت البعض الآخر هذه التعقيبات بالركيكة وعديمة المستوى، حيث لم تكن تهدف إلى مناقشة المرشحة نقاشا عقلانيا موضوعيا، أو حتى بمستوى نقاش يرقى إلى الحد الأدنى الإنساني والسياسي المطلوب في مثل هذه الحالات.

تعقيبات 

فتحت عنوان "شو هالمجتمع هاد"، كتب الناشط علاء إغبارية أن من الغريب أن يتم الهجوم على أي شخص ينوي مجرد ترشيح نفسه لانتخابات الكنيست في إطار حزب جديد، لاعتقاده أنه يحمل رؤية جديدة. وانتقد إغبارية فكرة تخوين كل من يرشّح نفسه خارج إطار "المشتركة"

أما البروفيسور خالد أبو عصبة، فقد أعرب عن امتعاضه الشديد مما وصفه بـ"ردود يندى لها الجبين"... مؤكداً أن من حق كل شخص أن ينتقد حزباً أو برنامجا، وحتى أن يحاول ثني هذا الحزب ومرشحيه عن خوض الانتخابات ولو بدعوى "عدم حرق الأصوات" لكن هذا الانتقاد وحتى النقاش والجدال لا يجوز أن يتضمن التكفير والتخوين واستخدام الألفاظ المهينة عموما، وبصورة خاصة مع مرشحة.

وأكد أبو عصبة أن ما حصل هو في الواقع صورة من صور العنف الكلامي والنفسي الذي يبدأ بعدم تقبّلنا للآخر، مشيراً إلى أن ما دفعه للدفاع عن المرشحة بقدر اعتقاده أن هذا الحدث إنما يعكس حقيقة وجودنا على شفا هاوية، قد تكون عواقب السقوط فيها وخيمة إذا لم نتدارك أنفسنا، ولم نتعلّم كيفية النقاش والحوار مع الآخر، حتى في ظل اعتقادنا أنه على خطأ – من وجهة نظرنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]