فجعت قرية الطيبة الزعبية بداية هذا الاسبوع بوفاة الزوجين وائل محمد زعبي وزوجته ابتهال ماجد زعبي (الأصل من كفر مصر)، في الأربعينيات من عمرهما، وذلك بعدما مكثا في قسم الكورونا بمستشفى العفولة لنحو اسبوعين، واتهمت العائلة المستشفى بالإهمال أو التقصير أو عدم التصرف بمهنية في حالة المرحومة ابتهال بشكل خاص، كونها لم تكن تعاني من أي أمراض مزمنة، وكون وفاتها جاءت بسبب جلطات تعرضت لها، وأن المستشفى كان بإمكانه تجنب هذه الجلطات بإعطائها الدواء الذي يميّع الدم، لكن الطاقم اكتفى بسؤالها حول الموضوع، وعندما رفضت، أخذوا برأيها، وبعد أن أصيب بأول جلطة بدأوا بإعطائها الدواء، وكان ذلك متأخرًا جدًا، وقالت العائلة أن المرحومة كانت في حالة خوف وزوجها كان بحالة حرجة لذلك كان يجب ابلاغ العائلة برفضها وإقناعها بذلك، فبقاء مريضة في السرير لفترة يتسبب بتخثر الدم وهذا أمر بديهي فكيف غاب عن الطواقم؟ وفي نفس الوقت شكرت العائلة المستشفى على التعامل الانساني الدافئ من قبل الطواقم.

شهادة تقدير وشهادة وفاة، للمركز الطبي "هعيمك" في العفولة
وكتب المحامي ماهر ماجد زعبي من كفر مصر، وهو شقيق المرحومة ابتهال وفي نفس الوقت، وبالإضافة إلى كونه صهر المرحوم وائل، هو ابن خالته أيضًا، كتب:  
نتقدم أنا وأبناء عائلتي بكامل الشكر لطاقم قسم الكورونا في مستشفى هعيمك بالعفولة على المعاملة الانسانية الطيبة التي تعاملوا بها معنا طوال فترة مرض شقيقتي ابتهال وزوجها وائل رحمهما الله، إلى أن ودعانا بداية هذا الاسبوع 20/21.12.2020. الطاقم وقف ومع أولاد وبنات المرحومين وقفة انسانية حقيقية، وردًا على ذلك نقدم لهم شهادة تقدير، على التعامل الانساني فقط.
لكن للأسف، فإن التعامل المهني، العلاج، من قبل الطاقم الطبي حول 6 أولاد الى ايتام! لا أريد التحدث الآن عن حالة صهري وائل - رحمه الله - الذي كان يعاني من أمراض مزمنة، رغم أنها لم تكن خطيرة وقاتلة، لكن أريد التحدث عن حالة شقيقتي وغاليتي ابتهال -رحمها الله- والتي أصيبت بالكورونا ولم تكن مصابة بأي مرض مزمن، كانت بصحة جيدة وقوية، أمٌّ مُحبة انتقلت اليها العدوى من أولادها الذين نقلوا بغير علمهم العدوى من المدرسة الى البيت، وبعد 5 ايام من اصابتها تم نقلها لمستشفى هعيمك بالعفولة، كانت تعاني من بعض الضعف لكنها كانت بخير وكانت تتواصل معنا بشكل عادي، حتى أننا لم نخف عليها، ظننا أنها مسألة يومين أو 3 وستعود الى منزلها، لكن طاقم قسم الكورونا فشل بشكل كبير، فالحديث يدور عن سيدة شابة تبلغ من العمر 46 عامًا وبدون خلفية مرضية، وأريد أن اكون حذرًا بكلماتي كوني لستُ طبيبًا، لكن المنطق يقول أن شخصًا يرقد في السرير مريضًا لمدة غير معروفة، يجب على الطواقم الطبية أن تعطيه دواءً لتمييع الدم وعدم تخثره، حيث أن تخثر الدم وتجلطه كان المسبب في وفاة شقيقتي وليس الكورونا بشكل مباشر .. 

الكورونا كان السبب لكن الاهمال أو عدم المعرفة أو الاستخفاف من قبل الطواقم الطبية، أمور تسببت بوفاتها. فقد عرضوا عليها منذ البداية أن يعطوها دواء " الكلكسان" لتمييع الدم، ورفضت بدورها لأنها سمعت عن قصة الشابة من الناصرة التي توفيت بسبب حقنة زائدة من الكلكسان، وهذا ما أخاف شقيقتي، لكن في كل الاحوال هي لم تكن بحالة تسمح لها باتخاذ القرار لوحدها، خصوصًا وأن الحديث يدور عن دواء يمكنه انقاذ حياة الشخص، لذلك كان عليهم مشاورة العائلة وابلاغنا بأن ابتهال ترفض تلقي الدواء، كنا سنحاول اقناعها، وربما كانت ستتواجد اليوم بين أولادها وبناتها، وكان الألم سيكون أقل من هذا ألم وفاة الزوجين، كنا على الأقل سنودع أحدهما فقط، وهذا كان سيخفف عنا وعن أولادهما.
أنا شخصيًا دخلت للقسم عدة مرات، ومرة أخرى أشكر الطاقم على تعامله الطيب، لكن مهنيًا اعتقد أنهم لم يقوموا بعملهم كما يجب، واعتقد أن نسبة الوفيات بالكورونا في مستشفى هعيمك أعلى منها في مراكز طبية أخرى، وكل الذين شاهدتهم كانوا أطباء شباب، أعتقد أن ڤيروس الكورونا أقوى منهم. والأنكى أنني كنت أتواجد كل يوم، وتقريبًا كل يوم أرى وجوهًا مختلفة عن التي كانت في اليوم الذي سبق. وأتحدث عن الطواقم.
في النهاية، لا شيء سيعيد لي اختي وزوجها، وقد فقدنا زوجين شابين بالكورونا، وهذا يعني أن لا مجال للاستخفاف بهذا المرض.
وأتمنى أن لا تروا مكروهًا في عزيز عليكم.
ونحن مع كل الألم، نؤمن بالله عز وجل وبالقدر الذي يكتبه لنا.
ومرة أخرى، اتقدم بشهادة تقدير لمستشفى هعيمك، على المعاملة الانسانية فقط.
// إلى هنا ما جاء في رسالة المحامي ماهر زعبي

تعقيب المستشفى

جدير بالذكر أن هذه هي أقوال العائلة، وفي تعقيب المستشفى جاء: نتقدم بصادق مشاعر العزاء للعائلة، الحديث يدور عن حدث تراجيدي صعب للأسف الشديد، مرض الكورونا مرض ليس له علاج حتى الآن، وبين الضحايا من كل العالم هنالك أيضًا شباب وبدون أمراض مزمنة، نتمنى بأن نستطيع التغلب على الجائحة مع اللقاحات التي بدأ الناس بتلقيها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]