قال المؤرخ والباحث في الشأن السياسي، د. جوني منصور، ان اللغة العربيّة في البلاد تعاني من مقتلين.
جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربيّة.
وقال في حديث مع "بكرا": تعود اهمية اللغة العربية الى كونها لغة الام لحوالي نصف مليار انسان في العالم العربي من محيطه حتى خليجه. وأيضا لكونها لغة الانجازات الفكرية- الحضارية عبر الزمن، فثقافة العصور الوسطى في الوطن العربي تم انتاجها باللغة العربية ومنها تمت ترجمات الى لغات اوروبية وابرزها اللاتينية مثل مؤلفات ابن سينا في الطب والفارابي في الفلسفة وسواهما. وامر ثالث بل هو الاهم انها لغة الدين الاسلامي، لغة القرآن الكريم وهذا يعني ان انتشار الاسلام اكسب العربية فرصة الانتشار في مواقع كثيرة في العالم مثل افريقيا واسيا.
وتابع: ولا شك في ان العربيّة لغة الخطاب اليومي والتعامل بين الناس داخل المجتمعات العربية، وهي لغة التعليم كذلك.
معاناة
وحول مكانة اللغة العربيّة في البلاد، قال: للاسف ان اللغة العربية في البلاد تعاني من مقتلين؛ الاول من الدولة - اسرائيل التي اخفضت من مكانتها من لغة رسمية الى لغة ذات مكانة خاصة وفقا لقانون القومية العنصري الذي شرعه الكنيست في تموز 2018. وتسعى اسرائيل الى انكار وجود العربية والى اقصائها من الحيز العام وابقاء التعامل معها في الحيزات العربية فقط. وبهذا فإن مواطني اسرائيل اليهود في غالبيتهم العظمى لا يرون العربية في الحيز العام الا في يافطات الشوارع. الى جانب ذلك تقليص تعليمها في المدارس، وخصوصا في الثانويات لمستوى 3 وحدات فقط وهو المستوى الادنى. ونشر فكر ان اللغة العربية لن تفيد الراغبين في الالتحاق في الجامعات في اسرائيل لان التعليم هناك بالعبرية.
ابراز العربيّة
وعن سبل الحفاظ على اللغة العربيّة، قال: يمكن الحفاظ عليها بواسطة اعادة مكانتها ضمن تشريع جديد يبطل ما ورد في قانون القومية، والافضل الغاء قانون القومية العنصري الابارتهايدي. وحث السلطات المحلية العربية والمؤسسات العامة واصحاب المحلات والمتاجر والاطباء والمحامين والمهندسين الى تبني ابرازها في مواقع عملهم وعدم اللجوء الى التزلف باستخدام العبرية والانجليزية والروسية واخفاء العربية مسايرة للزبائن اليهود.
كما أسهب: بالاضافة الى اعادة الاعتبار لها في المدارس والمؤسسات التعليمية بشكل كبير. وايضا تشجيع القراءة والمطالعة مما يثري المواطنين على رفع مستوى خطابهم اللغوي وبالتالي مستوى تفكيرهم وتعاطيهم مع اللغة الام.
هويّة
واختتم حديثه موجها رسالة عبر "بكرا": رسالتي الى كل عربي بالاهتمام بالتكلم بالعربية الجيدة ولا اريد القول بالفصحى في البيوت، وعدم اللجوء الى الاكثار من كلمات في لغات أخرى، والاهم من كل ذلك من يحترم لغته يحترم نفسه ويحترم مجتمعه وشعبه. فاللغة هي الهوية الفردية والجماعية لشعب له حضارة وثقافة امدت الحضارات الاخرى في العالم بأسس فكرية وعلمية على مدى عصور كثيرة.
[email protected]
أضف تعليق