يحتفل ابناء الطوائف المسيحية في هذه الأيام، بفترة عيد الميلاد المجيد.
وبدأت الكنائس في المجتمع العربي في اسرائيل باكتساء حلة جديدة تحضيرا لاستقبال العام الجديد.
وتأتي احتفالات هذه العام بشكل مختصر بفعل ازمة كورونا التي القت بظلالها على جميع مناحي الحياة.
وينادي رجال الدين المسيحيين بضرورة اختصار مظاهر الاحتفال والفرح وذلك حفاظا على صحة الجميع.
الأب امجد صبارة
كاهن رعية اللاتين في القدس - الأب امجد صبارة قال لـبكرا: هو ان نعيش هذه الفترة بما نقول عنه فترة السهر و السهر هو الانتظار اي تدخل الله في حياتنا اي تدخل نعيشه بروح الرجاء الرجاء المبني على الثقة ان الله لا يتركنا و لا يبتعد عنا و يزيد من جديد ان يتدخل بحياتنا و يجعل من حياتنا افضل من ذي قبل و هي هذه الفترة التي نحن بحاجة ان نجدد الثقة فيها.
وحول رسالته لابناء الطوائف المسيحية، قال:هذه الفرحة من الانتظار و الفرح التي يعيشها الانسان المسيحي في زمن المجيء علينا ان نعيشها بخبرة التوبة اي الرجوع الى الله و الرجوع الى الجوهر بحياة الانسان و هذا الرجوع بحد ذاته ما نسميه بالتوبة و ازالة كل ما يشين و يؤرق هذه العلاقة التي نعيشها بيننا و بين الله من خلال توبتنا و من خلال ان نفتح قلوبنا لتكون قادر على تغيير اسلوب حياتنا التي نعيشها فنخرج من جديد بروح الانانية و الانفرادية الى روح المحبة و التعاون.
وعن تزامن الاعياد مع فترة الكورونا، قال: جائحة كورونا التي نحن نعيشها هي كخبرة النفق التي عاشها و يعيشه العالم اجمع في كل مكان و في كل بقعة في هذه الارض و لكن الانسان تعلم من هذه الخبرة انه ليس هو خالق ذاته و ليس مقرر لحياته بل هو انسان مخلوق عليه ان يعتمد على الله في حياته و بهذا الاعتماد على الله لا يزيل من حريتنا و لا يقزمه كانسان بل يرتقي بانسانيته بطريقة مختلفة و هذا ما اكتشفناه بهذه الفترة بالذات روح التعاون بين الأمم روح التعاون بين العائلات روح الحفاظ على حياة الاخرين مع بعضنا البعض فلنخرج من هذه الخبرة بقوة ايمان اكثر بالله قوة ايمان بالانسان الذي يعيش معنا حيث نتتلمذ ان نحن مدعوون ان لا نكون قايين يقتل اخيه هابيل بل اخ يكتشف باخيه الانسان حتى الذي تآمر عليه بأنه اخوه ، هذه الخبرة التي عاشها يوسف مع اخوته عندما تعرف عليهم في مصر ، فلنكتشف من جديد دور الله بحياتنا و لنكتشف من جديد الاعمق في اخوتنا مع بعضنا البعض و هذا ما نريد ان نعيشه في فترة الميلاد هذه السنة بأننا لن نعيش ضوضاء الاحتفالات بل سنعشيها مع عائلاتنا لوحدنا و لكن سوف نعيش خبرة الميلاد حيث المسيح ولد بمغارة بيت لحم وحيداً و عاش بخبرة الانفرادية كعائلة مصغرة و لكن ما حصل في بيت لحم هو الذي جدد البشرية ككل ، و الذي يحصل الأن بطريقة عيشنا للميلاد هذا العام مع عائلاتنا لوحدنا هو الذي يجعلنا ان نعيش بأنفتاحية و محبة اكبر على العالم.
وردا على سؤالنا عن الامور التي يود ايصالها الأب صبارة في هذه المناسبة، أجاب:رسالتي لكل مسيحي و لكل انسان بهذه الفترة بان نكون كلنا اداة لزراعة الحب حيث البغض ، السلام حيث الحرب و الاختلافات ، التعاون حيث الانشقاق و المحبة التي نريد ان تدوم من نبع المحبة الذي ولد في بيت لحم و ان نكون نحن عطر له في كل مكان نتواجد به و كل عام و نحن بالف خير.
د. الياس ضو
وقال رئيس محكمة الاستئناف الكنسيّة وكاهن رعية دير حنا - د. الياس ضو في حديثه مع بكرا:" مع قرب الاعياد المسيحية،اولا أتقدم للجميع بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الميلاد الجديد، وصلاتي أن تكون بركة العيد هي تحرير البشرية من وباء الكورونا، وأتمنى الشفاء لجميع المرضى والتعزية لكل من فقد غالي.
وتابع عن رسالته لابناء الطوائف المسيحية:العيد هو فرصة للتجدد الروحي، فرصة ليتأمل كل إنسان في السؤال التالي: ما في طبيعة علاقتي مع الله؟ أدعو الجميع إلى التأمل بشخص المسيح المتواضع والوديع القلب الذي وُلد فقيرا ودعانا الى الطريق التي نتصالح فيها مع الله والاخر والذات.
وحول الأعياد والكورونا، قال: الاحتفال الحقيقي كما قال السيد المسيح هو في العبادة بالروح والحق. الزينة جميلة والمسيرات تضفي رونقا ولكنها تبقى القشور، اما الاحتفال فهو في الفرح الروحي الذي يتم بتوبة الإنسان وعودته إلى الله وتغيير سلوكه ويقلع ما هو سيء في حياته وشخصيته ويزرع ما هو خير، وكما جاء في الترتيلة المشهورة، في ليلة الميلاد، حيث ننشد: "في ليلة الميلاد يُمحى البغض، ليلة الميلاد تزهر الأرض، ليلة الميلاد تُبطل الحرب، ليلة الميلاد ينبت الحب... عندما نسقي عطشان كأس ماء، نكون في الميلاد.عندما نكسي عريان ثوب حب نكون في الميلاد، عندما نكفكف الدموع من العيون نكون في الميلاد.... الخ". وتستمر الترتيلة وكأنها تضع دستور حب وغفران للمؤمن تجاه كل انسان... فلنتوقف ولنتذوق طعم الاحتفال بمذاقه الحقيقي.
واختتم حديثه عن الذي يود ايصاله في هذه المناسبة: التغيير يبدأ من كل إنسان وهو فرصة لكل إنسان أن يفكر بولادة جديدة اي في تغيير جذري في تصرفاته.... نحن بحاجة لهذا التغيير فسرطان العنف ينهش في مجتمعنا وللأسف يعيش البعض منا وكأن الله غير موجود وكأن لا حساب ولا عدالة... وأقول أن الله موجود وهناك حساب ولكن علينا طاعته لا مخافة بل حبا له لأنه رحوم ورؤوف . كل عام والجميع بخير وسلام.
مكاريوس جريس
وقال كاهن رعيّة القدّيس أنطونيوس في المكر ورعيّة القدّيس جوارجيوس في الجديدة - قدس الأب مكاريوس جريس لـبكرا: رسالتي ليست مُقتصرة للمسيحيّين فحسب وكأنّهم جسمٌ منفصل عن مجتمعهم الفلسطينيّ بل هي رسالة إلى كافّة أبناء شعبِنا برئتَيْه المسيحيّة والاسلاميّة، لأنّنا نؤمنُ بأنّ الميلاد الذي سنحتفِل به في الأيّام القريبة، هو ميلادُ سيّدِ المحبّةِ والسلام، ميلاد النّور الذي بزع من بلادنا إلى المسكونة كلّها. بهذه الروح أشجّع الجميع، أن نُصغي بآذانِنا وقلوبنِنا لسماع صوتِه ليحلّ سلامه على الأرض وفي نفوسِنا المسرّة. رسالتي هي رسالةُ الميلاد الذي أصبحَ بهِ الله قريب من شعبه ليُعلّمنا المعنى الحقيقيّ للمحبّة، التسامح، الغفران، التواضع وغيرها من قِيَمٍ مسيحيّة وإنسانيّة قلّ ما نجدها اليوم في عالمِنا ومجتمعاتِنا.
وتابع: إنّ ميلاد ابن الله الكائن قبل الدهور ليس مجرّد رواية نتناقلها جيلا بعد جيلٍ بل إنّه ميلادًا يُحدِثُ تغييرًا ويُعطي سلامًا لكلّ من ينتظر تعزيةً سماويّة! فلنفتح أبواب قلوبِنا لنستقبل الطفل الإلهي لتتحوّل قلوبنا المظلمة، إلى قلوبٍ تشعّ نور ورجاء ونُقدّم يسوع للعالم تمامًا كما قدّمته مريم.
وحول الاعياد والكورونا، قال: لا يُخفى على أحد أنّنا والعالم نمرّ بظروفٍ صَعبة جرّاء جائحة كورونا والتي بالرّغم من السلبيّات والتحدّيات الكثيرة التي نعيشها إلّا أنّني أرى أنّها قد تكون مناسبة لنعود إلى أصالةِ مسيحيّتنا وجوهرِها، وأن نبتعد قليلًا عن البرّ، لنتعمّق في سرّ التجسّد الإلهي بعيدًا عن الاحتفالات والمظاهر التي تطفّلت على صاحب العيد الحقيقيّ! أعني يسوع! كما أنّها مناسبة ممتازة لنجتمع فيها ككنيسة بيتيّة، كنيسة العائلة التي يوحّدها طفل المغارة الذي اختار أن يولدَ في عائلة النّاصرة لتكون نموذجًا لكلّ منّا!
ونادى جيريس باهمية الحفاظ على التعليمات قائلا: كما وأتوجّه إليكم كأبٍ وراعٍ مشدّدًا على أهميّة الحفاظ على تعليمات وزارة الصحّة قدر المُستطاع وأن نأخذ مسؤوليّة شخصيّة، كلّ من موقعه، لنحافظ على سلامة الجميع وألّا نكون سببًا لانتشار العدوى.
وأردف: يكشِف لنا سرّ التجسّد الإلهي أنّه بالمسيح، تحقّق القصد الإلهيِّ بأكمله، معلنًا محبّة الله اللّامتناهيةَ للإنسان. في الميلاد، لا يكتفي الله بأن يكتُب على حائط التّاريخ البشريّ نُبوءةً بشأن مستقبلنا ومصيرنا، بل يصير واحدًا منّا، عمّانوئيل، إنسانًا يذهب إلى ملء الإنسانيّة حبًّا بكلّ واحدٍ منّا، ليقضي بموته على الموت ويحقّق الخلاص ويُعلن الانتصار الأبديّ على الشّرّ والخطيئة والموت. إصبع الله ظهرت بالميلاد بشخص طفلٍ تجلّت في تواضعه وفقره قدرةُ المسيح المنتظر، المخلّصِ الذي يقود البشريّة إلى الآب، إلى ملء الحياة الأبديّة. غالبًا ما ينتظر الناس من الله أشياء وأشياء لحياتهم الأرضيّة المادّيّة فقط، لأنّهم لا يدركون البعد الأساسيّ لتجسّد ابن الله ألا وهو أن يخلّصنا من خطايانا التي هي في أساس الشّرّ الذي في العالم بكلّ أشكاله.
وأنهى حديثه: وأخيرًا أوجه تهنئة ميلاديّة لكلّ المُحتفلين بالميلاد المجيد طالبًا من الوافد من السّماء أن يكون ميلاده تعزيةً للحزانى وشفاءً للمرضى وأن يردّ عنّا وعن العالم أجمع هذا الوباء لنعود إلى حياتِنا الطبيعيّة بأقربِ وقتٍ ممكن.
[email protected]
أضف تعليق