جرت يوم الأربعاء الماضي، الموافق ٩.١٢.٢٠٢٠، انتخابات نقابة الطلاب في جامعة حيفا، حيث خاضتها هذا العام الكتلة الطلابية المنبثقة عن حراك "نقف معًا" في قائمة مرشحين ومرشحات عربية-يهودية. هذا وقد وضعت الكتلة برنامجًا انتخابيًا شمل قضايا عديدة تسعى للنضال من أجلها في إطار النقابة، ومن ضمنها قضايا تتعلق بتوفير بيئة تعليم لائقة تراعي الطلاب العرب، لغتهم وثقافتهم، خصوصًا وأنهم يشكلون حوالي ٥٠% من مجمل عدد الطلاب في الجامعة.
نظرًا لأهمية المرحلة ولزيادة احتمالات إسقاط الكتلة الطلابية اليمينيّة التي تسيطر على نقابة الطلاب منذ أكثر من عشر سنوات، وفي خطوةٍ إستراتيجية هامة ونوعية، عملت كتلة "نقف معًا" بالتنسيق والتعاون مع كتل طلابية أخرى في الجامعة - الجبهة، التجمع وطلاب العمل الاجتماعي، موزّعةً ما بينها مناطق الانتخاب لمنع التنافس بينها وضمان أكبر تمثيلٍ ممكن لليسار، كما وللطلاب العرب، في نقابة الطلاب.
على ما يبدو، فإن هذا التحالف نجح في قلب الموازين، ذلك إذ منذ أغلقت الصناديق الرقمية يوم الأربعاء في تمام الساعة ٢٠:٠٠، تتكتم إدارة النقابة اليمينية على نتائج الانتخابات وترفض الإعلان عنها، في سابقةٍ لم يكُن لها مثيلًا فيما مضى، فلطالما ما كانت النتائج تُعلَن ساعات قليلة بعد انتهاء العملية الانتخابية. زادت إدارة النقابة الطين بلةً عندما قررت إقامة "انتخابات خاصة" مكمّلة يوم الجمعة - أي بعد إغلاق الصناديق بيومين - يشارك بها طلاب لم ينجحوا بالتصويت يوم الانتخابات. بدايةً ادّعت إدارة النقابة بأن عدد هؤلاء الطلاب يبلغ ٢٢٠ طالبًا؛ لاحقًا تراجع هذا العدد ل-١٨٠ ومن ثمّ ل-٥٠. أما هويات الطلاب الذين كان من المفترض أن يصوتوا بالانتخابات الخاصة - رفضت الإدارة الإفصاح عنها لبقية الكتل المتنافسة.
التماس
في أعقاب سلسلة من الاختراقات الواضحة لقواعد النقابة ولنزاهة وديمقراطية الانتخابات، تقدّم حراك "نقف معًا" يوم الخميس الأخير بالتماس للمحكمة المركزية في حيفا، بهدف منع إعادة فتح التصويت بشكلٍ متلاعب، فاسد وغير قانوني وإعلان نتائج انتخابات الأربعاء على وجه السرعة. في اليوم ذاته أصدرت المحكمة قرارًا يقضي بمنع فتح التصويت يوم الجمعة إلى أن تبتّ المحكمة بالالتماس وتصدر حكمها به. في هذا السياق، عقّب قائلًا أرنون بيليج أحد الطلاب الذين ترشحوا للانتخابات عن كتلة "نقف معًا": "نحن في نقف معًا نرى بقرار المحكمة هذا إنجازًا في غاية الأهمية بنضال الطلاب من أجل نقابة طلاب نزيهة، فعّالة، مبادرة، تتواصل مع احتياجات الطلاب وتعمل على خدمة مصالحهم. خلال السنوات العشر الأخيرة كان هناك الكثير من الفساد في نقابة الطلاب بجامعة حيفا، وحان الوقت لتغيير هذا النهج. في قرارها هذا، منعت المحكمة إجراءً لا-ديمقراطيًا خطيرًا وغير مسبوق. لا يُعقَل أن تتحفظ إدارة النقابة على نتائج الانتخابات بهذا الشكل التعسفي والبلطجي. بحال اعتقدوا أننا سنجلس بصمت مكتوفي الأيدي أمام محاولاتهم سرقة الانتخابات - فالآن صاروا يعرفون أنهم قد أخطأوا الظن. يوم الاثنين ستقام جلسة محكمة تتناول هذه القضية، ونحن على يقين أن الحق سيرى النور، أننا سننجح بإقناع المحكمة بضرورة الكشف عن نتائج الانتخابات، وأنها ستحكم لصالحنا. فسادهم ونهبهم لن يمرّ".
[email protected]
أضف تعليق