رأى محللون إسرائيليون وعرب انه بالرغم من التصويت بالقراءة التمهيدية على حل الكنيست الا انه من السابق لأوانه الحديث عن انتخابات جديدة حيث قال الباحث والناشط، د.ثابت أبو راس قال ل "بكرا": من السابق لأوانه الحديث عن انتخابات جديده بعد التصويت على القراءة التمهيدية بان يوم يوم حل الكنيست اليوم. لكننا نقترب من نهاية الحكومة الحالية والتي ستكون خلال السنة القادمة. اعتقد ان غانتس الذي حسم اليوم التصويت لا مصلحة له في انتخابات مبكرة. كذلك الامر بالنسبة لنتانياهو الذي يفضل انتخابات بعد شهر حزيران بعد احضار تلقيح الكورونا للبلاد.

وتابع: اما بالنسبة للمشتركة حان الوقت للإقرار بالحاجة الى تيارين سياسيين او أكثر بين المواطنين العرب. لا اعتقد ان استمرار المشتركة ككتلة واحده يخدم مواطنينا. لكن من المهم التنسيق بين احزابنا كلها في القضايا المصيرية في الكنيست.

حكومة نتنياهو الحالية تلفظ أنفاسها الأخيرة

اما المحامي علي حيدر، وهو مختص في القضايا السياسية، فقال لـ "بكرا": قد تكون حكومة نتنياهو الحالية تلفظ أنفاسها الأخيرة وتحتضر احتضارا علنيا صاخبا، والدليل الأبرز على ذلك، هو مصادقة الكنيست بالقراءة التمهيدية اليوم بأغلبية 61 عضوا، على حل نفسها، بمشاركة ودعم حزب كاحول- لافان الذي يشارك في الائتلاف الحكومي. ومع ذلك، فإن الثقافة السياسية الإسرائيلية لا تكف عن تقديم المفاجآت وعرض أمور غير متوقعة فلا يوجد ناظم أخلاقي يؤطرها ولا مرجعيات فكرية وأيدولوجية تتحكم في مجراها ولا قيادات تحمل رؤى وتحترم تعهداتها.
وتابع: من هذا المنطلق لا يمكن القطع والحسم بأن الحكومة أصبحت في عداد الأموات ومن الممكن تأبينها وعد مثالبها، فما زالت هنالك ثلاثة قراءات يجب أن يمر بها القانون حتى يصادق عليه، وبين كل قراءة وأخرى من الممكن التراجع والعدول عن إقراره وخصوصا أن غانتس كان قد ألقى في الأمس(من خلال خطابه) بحبل النجاة الى نتنياهو وأبقى الباب مفتوحا ومشرعا أمامه من أجل التفاوض والاستمرار في الشراكة في حال رضي نتنياهو بالمصادقة على الميزانية بالموعد المحدد وهو 23 كانون أول القادم (وفي كل الحالات ففي حالة عدم المصادقة على الميزانية تحل الكنيست وتجري الانتخابات في شهر آذار). ولذلك فمن الممكن أن يواصل غانتس عضويته في الحكومة أو التوصل الى اتفاق معدل بينهما لإن كلا الحزبين الليكود وكاحول- لبان غير معنيين بالانتخابات لأن نتنياهو يريد الانتظار حتى توفر ووصول لقاح الكورونا وغانتس وحزبه من جهتهما موجودون في وضع لا يحسدان عليه فقد أصبحا قوى انتخابية هامشية، لا تشكلان بديل لتشكيل الحكومة القادمة وتعاني من موتوريه مع كافة القوى السياسية سواءً كانت في الحكومة أم في الائتلاف. وبناءً على ذلك فعلاقة غانتس ونتنياهو تتراوح بين المفارقة والمعانقة وكلاهما جبريتان.
ونوه قائلا: بالرغم من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والأوضاع الصحية المزرية وفشل نتنياهو الواضح في التعامل معهما. ورغم ملفات الفساد المفتوحة ضده إلا أنه ما زال هو الشخصية السياسية الأقوى وهو القادر على الحسم متى ستذهب إسرائيل الى الانتخابات وهذا من مميزات الأنظمة الديكتاتورية والشعبوية المقيتة.

انتخابات رابعة هي مسألة وقت فقط لا غير
المحلل السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن قال معقبا بدوره: بات واضحًا منذ الأيام الأولى لهذه الحكومة أن انتخابات رابعة هي مسألة وقت فقط لا غير، وذلك بسبب تعامل رئيس الوزراء نتنياهو ووزير المالية مع موضوع الميزانية. وبدلا من أن يتم تقديم الميزانية للحكومة بشكل فوري، أمتنع الليكود من ذلك طوال الفترة منذ إقامة الحكومة لليوم وبدون اي مبرر ما عدا الرغبة بالذهاب إلى انتخابات مبكرة كطوق نجاة لنتنياهو من المحاكمة، فالخطة واضحة: إقامة ائتلاف حاكم يميني مع أغلبية واضحة لسن ما يسمى بالقانون الفرنسي الذي يمنع محاكمة رئيس الوزراء طالما يشغل هذا المنصب.
وتطرق شتيرن الى موقف الحركة الإسلامية وقال: بعض الكلمات عن موقف القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية الشق الجنوبي: مفاوضات سياسية مع الحكومة عن توزيع الموارد هي جزء لا يتجزأ من السياسة، ولكن هل لا ترون أن نتنياهو يقوم بتفكيك كل الكتل السياسية المعارضة له؟ هذا هو سر بقائه في الحكم كل هذه السنين واخر ضحية له هي الحركة الإسلامية والجماهير العربية برمتها.

المشتركة استجمعت قواها في خطوة جادة على عكس المتوقع

الناشط والمحلل السياسي إيهاب جبارين قال: صراع ظاهره ميزانية الدولة باطنه لعبة كراسي لكن ما تزال هذه الخطوة شكلية ليست أكثر، بل على العكس إذا كانت المعارضة جادة في نزع الثقة من هذه الحكومة، فستبقى فضها بسبب الميزانية أفضل ألف مرة لها، لأسباب إستراتيجية أهمها، عدم قدرة نتنياهو على استجماع قواه والمراوغة إن كان عبر تطعيمات الكورونا أو سن قوانين مثل تخفيض نسبة الحسم وما الى ذلك.
مما يعني أنه من الممكن أن تستمر القراءات الثانية والثالثة على مدى الأسبوعين القريبين مما يقربنا من تاريخ الحسم 23.12 ولربما من ناحية أخرى نتنياهو كان بحاجة للعب دور الضحية والمستهدف ليزيد قليلا من شعبيته في لعبة يجيدها جيدا. وهذا يقول إنه إذا شعر نتنياهو أنه في مأزق جاد وبطريق بلا مخرج، فحينها سيعمل على فض الكنيست ما قبل تاريخ المخصص للمصادقة على الميزانية. المشتركة استجمعت قواها في خطوة جادة على عكس المتوقع، إذ خففت الإسلامية من حدة خطواتها وامتنعت عن التصويت في رسالة موازنة بين الطرفين، شركاء الفكرة وشريك الطريق، وهذه لربما تكون رسالة لاستمرارية المشتركة وتسويق فكرة أن المشتركة مجرد حافلة للوصول للمقاعد ليس إلا وبشكل صريح. ومن جهة أخرى رسالة لليسار أنه هنالك قواعد جديدة للعبة في الساحة العربية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]