أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرذوكس المطران الياس عوده أنّه "مئةُ يومٍ مرّت على انفجارِ #المرفأ، وقد غَــيَّــرَتْ هذه الكارثةُ وجهَ العاصمة وخلّفـتْ ضحايا وجرحى ومشرّدين، بالإضافة إلى رجالِ الإطفاءِ الذين اعتبروا رسالة حياتهم محاربة النار، وإبعاد لهيبها وإنقاذ الإنسان منها. ولكنَّ المسؤولين يشعلون النار في قلوب الأهل والمعارف وأبناء الوطن. رجالُ الإطفاء دفعوا حياتَهم ثمناً لإهمالِكم ولا مبالاتِكم"، مشيراً إلى أنّ "المشكلةُ ليست فـقـط في أنّ الدولةَ عاجزةٌ عن التعويضِ المادي، أو في إجراءِ تحـقـيقٍ شفافٍ يكشفُ حقيقةَ الانفجارِ وأسبابَه والمسؤولين عنه"، بل المشكلةُ في تقاعسِ الدولةِ عن احتضانِ المواطنين وبلسمةِ جراحاتِهم".
وقال عوده: "إذا كان المسؤولُ عاجزاً عن تبريرِ سببِ الكارثة أو عن التعويضِ المادي أو عن تسريعِ عجلةِ القضاء، لمَ التقصيرُ في استقبالِ المواطنين الذين فــقـدوا أحباءَهم. هؤلاء أرادوا أن يرجعوا إلى مسؤولين من الدرجات العليا إلى الأدنى وما حصلوا على موعدٍ أو جوابٍ ينتشلهم من ظلمة حزنهم وألمهم ويأسهم لأنَّهم ينتظرون تعزيةً من الذي يجب أن يعزيهم. لِمَ التقصير أيضاً في استقبال الذين نُــكبوا في منازلِهم، وتعزيتِهم وإظهارِ التعاطفِ معهم، والعملِ على تبريدِ غضبِهم، واحتضانِهم على الأقــل بالمحبةِ الصادقةِ مع وعـدِهم بصدقٍ بالقيامِ بأقصى الجهدِ لمساعدتِهم؟".
وسأل عوده: "أينَ القضاءُ اللبناني من هذه الكارثة؟ أيـنَ القضاةُ الشرفاءُ النزيهـون الذين يحملون مسؤوليةَ الكشفِ عن الحقيقةِ وتطبيقِ العدالة؟"، مضيفاً: "نحن نعـرفُ أنّ التحقـيقَ الدقــيقَ يتطلّبُ وقــتاً، ولكنَّ حجم هذه الكارثة يفرض على كل مسؤولٍ معنيّ بالتحقيق ألاَّ ينام ليبحث عما يجب أن يبحث وذلك بدون تلكُإٍ أو راحة، لأنّ صبرَ الإنسانِ المتألّمِ ليس طويلاً. ومن فَـقَـدَ عزيزاً بحاجة إلى من يعزّيه ومن يُطَمْئِنَه أنّ العدالةَ ستنتصرُ والحقَ لن يضيع. السامريُّ الشفوقُ كان غريباً عن اليهودي الجريح، لكنَّه أظهَـرَ تجاهَـهُ الاهتمامَ والمحبةَ والتعاطفَ والمساعدة. هلّا تعلّمنا نحنُ اللبنانيين، والمسؤولينَ بشكلٍ خاص، من هذا السامريّ؟".
[email protected]
أضف تعليق