الآثار بعيدة المدى لفيروس الكورونا على الوضع الاقتصادي للإسرائيليين حسب التقسيم لعرب وحريديم وعلمانيين
المجتمعان الحريدي والعربي هما الأكثر تضررًا من الأزمة الاقتصادية – هذا ما توصلت إليه دراسة أجراها معهد السياسة الاجتماعية التابع لجامعة واشنطن في سانت لويس، ترأستها البروفيسورة ميخال غرينشتاين-فايس، الأستاذة الزائرة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات، وبالتعاون مع مركز ماستركارد للدمج المالي
• ٢٠٪ من العرب فقدوا وظائفهم أو أخذوا إجازة دون أجر مقارنة ب-١٤٪ من الحريديم و-١٣٪ من العلمانيين.
• ٢٤٪ من العرب يواجهون صعوبة في سداد أقساط قرض الإسكان (مشكنتا) أو دفع إيجار المسكن مقارنة ب-١٣٪ من الحريديم و-٨٪ من العلمانيين
• ٤٣٪ من العرب و-٢٥٪ من الحريديم يواجهون صعوبة في سداد الأقساط ودفع الفواتير مقارنة ب-١٣٪ من العلمانيين
• ٤٠٪ من العرب و-٢٨٪ من الحريديم و-١٩٪ من العلمانيين أفادوا بحدوث نقص في الأمن الغذائي
• ما يقارب ال-٥٠٪ من العرب غير قادرين على إنفاق ٢٠٠٠ شيكل في حالة طوارئ
توصلت دراسة جديدة أجراها معهد السياسة الاجتماعية التابع لجامعة واشنطن في سان لويس، وترأستها البروفيسورة ميخال غرينشتاين-فايس، بالتعاون مع مركز ماستر كارد للدمج المالي إلى معطيات مثيرة للقلق حول التداعيات الاقتصادية المترتبة على فيروس الكورونا على المجتمعين العربي والحريدي مقارنة بالمجتمع العلماني في إسرائيل.
خلفية:
كما هو الحال في دول أخرى في أنحاء العالم، فإن إسرائيل أيضًا ترزح تحت التداعيات الاجتماعية، والاقتصادية والصحية المدمرة لوباء الكورونا - COVID19.
مع أكثر من ٢٠٠٠ حالة وفاة، يتم تصنيف إسرائيل الآن على أنها الدولة ذات نسبة الوفيات الأعلى للفرد في العالم. وعلاوة على ذلك فإن مشاعر اليأس والإحباط قادت إلى مظاهرات ضد الحكومة، مؤكدة على أن الأزمة الرئيسية خلال وباء الكورونا تتمثل في الانقسام المتنامي بين المجموعات الدينية والعرقية الرئيسية في إسرائيل من يهود غير حريديم، ويهود حريديم وعرب.
ستترتب على الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الكورونا آثار ستدوم لسنوات طويلة. ولذا، ومن أجل دراسة الآثار الاجتماعية والاقتصادية للوباء في إسرائيل، قام فريق من معهد السياسة الاجتماعية التابع لجامعة واشنطن في سانت لويس تقوده البروفيسورة ميخال غرينشتاين-فايس، الأستاذة الزائرة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات، وبالتعاون مع مركز ماستركارد للدمج المالي، بإجراء دراسة شملت عينة ممثلة من الإسرائيليين خلال الموجة الأولى من وباء الكورونا. وقد أجريت الدراسة عبر الإنترنت في الفترة ما بين ٤/٦/٢٠٢٠ و-١/٧/٢٠٢٠، وشارك فيها ٢٣٠٠ إسرائيلي.
عدد أكبر بكثير من العرب والحريديم سيجدون أنفسهم بلا عمل أو سيواجهون صعوبات خلال وباء الكورونا:
تعرض الإسرائيليون أثناء الوباء إلى صدمة شديدة في سوق العمل، حيث أفاد أكثر من ٢٥٪ ممن شملتهم الدراسة بأنه قد تم تسريحهم من وظائفهم أو أنهم أخذوا إجازة بدون أجر بين نيسان وحزيران ٢٠٢٠.
وعلى الرغم من أن درجة الصدمة الوظيفية متقاربة لدى جميع المجموعات (الشكل 1)، ٢٥٪ من العلمانيين، و-٢٦٪ من الحريديم، و-٢٩٪ من العرب، فإن القدرة على التغلب على الصدمة قد تفاوتت بين المجموعات خلال الثلاثة أشهر نيسان-أيار-حزيران؛ ففي حين بقي ١٣٪ من العلمانيين و-١٤٪ من الحريديم دون عمل أو في إجازة بدون أجر بدءًا من شهر حزيران، فقد وصلت النسبة إلى ٢٠٪ في أوساط العرب (الشكل ٢). والأمر الذي يجعل هذه الظاهرة مثيرة للقلق بشكل خاص هو أن مستويات التوظيف في أوساط المجتمعين العربي والحريدي كانت أكثر انخفاضًا حتى قبل تفشي وباء الكورونا.
العرب هم الأكثر تضررًا
إن من شأن التأثير غير المتناسب للكورونا أن يؤدي إلى عواقب أخرى كالصعوبات المادية والاقتصادية. ونظرًا لحقيقة أن العرب قد تعرضوا للصدمات الاقتصادية الأكبر، بما في ذلك فقدان الوظائف، فليس من المستغرب أن الدراسة تفيد بأن العرب الإسرائيليون هم الأكثر عرضة للتأخر في دفع أقساط قرض الإسكان والإيجار، وللتأخر في دفع المصاريف الجارية، وللتعرض لنقص في الأمن الغذائي من اليهود غير الحريديم، وذلك باحتمال مضاعف قدره ٣,٠، ٣,٣، و-٢,١ على الترتيب (الأشكال ٣، و-٤، و-٥).
أفاد ٢٤٪ من العرب بأنهم قد تأخروا في دفع إيجار المسكن وقرض الإسكان مقارنة ب-١٣٪ من الحريديم و-٨٪ من العلمانيين. الشكل ٣.
كما أفاد ٤٣٪ من العرب بأنهم يواجهون صعوبات في دفع الفواتير الجارية مقارنة ب-٢٥٪ من الحريديم و-١٣٪ من العلمانيين. الشكل ٤.
كما أفاد ٤٠٪ من العرب بأنهم يواجهون نقصًا في الأمن الغذائي مقارنة ب-٢٨٪ من الحريديم و-١٩٪ من العلمانيين. الشكل ٥.
كما أفاد ٣٣٪ من العرب بدخول السحب على المكشوف (overdraft) في البنك مقارنة ب-٢٠٪ من العلمانيين و-٢٥٪ من الحريديم. وعدا عن ذلك فقد أفاد أكثر من ٥٠٪ من العرب بأن ديون بطاقات الائتمان الخاصة بهم قد ازدادت خلال وباء الكورونا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى صعوبات واسعة في سداد الديون والأقساط مع استمرار الوباء.
نقطة البداية الاقتصادية لدى العرب أشد انخفاضًا بكثير منها لدى بقية قطاعات السكان في إسرائيل
إن حجم الأصول المالية التي تمتلكها المجموعات المختلفة ضرورية عند محاولة تحليل المستويات المختلفة للضائقة المادية والاقتصادية التي تعاني منها هذه المجموعات. ووفقًا للدراسة فإن متوسط حجم الأصول المالية لدى الإسرائيليين العرب قد شكل أقل من سدس متوسط الأصول المالية لدى العلمانيين (٢٠,٠٠٠ شيكل مقارنة ب-١٢٥,٠٠٠ شيكل، الشكل ٦).
وقد أفاد حوالي ٥٠٪ من العرب الإسرائيليين المشمولين بالدراسة بأنهم غير قادرين على إنفاق ٢٠٠٠ شيكل في حال حدوث أمر طارئ خلال الشهر التالي. وتعد هذه النسبة أعلى بكثير منها لدى العلمانيين (١٩٪) ومن اليهود الحريديم (٢٦٪، الشكل ٧). وعلاوة على ذلك فإن أكثر من ٥٠٪ من العرب المشمولين بالدراسة و-٤٤٪ من الحريديم قد أفادوا بأن مدخراتهم ستكفي لمدة لا تتجاوز شهرًا واحدًا في حالة طوارئ، وهي نسبة أعلى بكثير منها لدى العلمانيين – ٢٦٪ (الشكل ٨).
معالجة عدم المساواة هذا يستدعي ردة فعل قوية من الحكومة
على الرغم من التأثير غير المتناسب للكورونا على العرب فإنهم لم يحظوا بمساعدات حكومية كما ينبغي: ففي حين أشارت الدراسة إلى أن ٩٪ من العلمانيين و-٨٪ من الحريديم أفادوا بأنهم قد حرموا من مساعدات حكومية متعلقة بالكورونا، قال ١٩٪ من العرب بأن طلباتهم قد رفضت (الشكل ٩) في مرحلة مبكرة من الوباء.
الحاجة إلى الوحدة في ظل حالة عدم التيقن
تذكر البروفيسورة ميخال غرينشتاين-فايس التي أجرت الدراسة أن "الفجوات الاجتماعية والاقتصادية الواضحة بين العرب، والحريديم والعلمانيين كانت قائمة قبل تفشي الوباء بكثير. ومع ذلك فإن الوباء يشكل فرصة لخلق وبناء مستقبل "جديد طبيعي" – مجتمع تنخفض فيه مستويات عدم المساواة وتزداد الوحدة. ومع عدم وجود جدول زمني لحل واضح للوباء، فإن على حكومة إسرائيل أن تجتمع من أجل ضمان عدم بقاء المجموعات السكانية الأضعف في المؤخرة، وضمان حصولها على الدعم في هذه الفترة المليئة بالتحديات. إن قوة المجتمع الإسرائيلي تقاس بقوة الضعفاء وأولئك الأكثر عرضة للتأثر بالأزمات فيه. إن جهود رأب عدم المساواة الصحي، والاجتماعي والاقتصادي في دولتنا ستمكننا هي وحدها من التعامل كما ينبغي مع الوباء ومن اجتيازه".
[email protected]
أضف تعليق