استضاف مركز السياسات ودراسات حل الصراع بالجامعة العربية الأمريكية المفكر العالمي المعروف نعوم تشومسكي عبر تقنية زووم الإلكترونية في ندوة للحديث عن التطورات على الساحة والدولية والمحلية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
وافتتحت الندوة مديرة مركز السياسات ودراسات حل الصراع في الجامعة الأستاذة رولا شهوان بكلمة تعريفية عن المركز الذي يهدف بشكل رئيسي الى اتاحة المعرفة الأكاديمية والثقافية التي تخلق حواراً فكرياً بين اطياف المجتمع الفلسطيني والمفكرين العالميين ومناقشة التغيرات على الساحة الدولية والمحلية وتداعياتها على القضية الفلسطينية في جميع جوانبها.
وأدار الندوة الدكتور ايمن يوسف أستاذ دراسات العلوم السياسية في الجامعة مرحبا بالضيف ومعرباً عن اعتزازه باستضافة هذه المحاضرة في الجامعة العربية الامريكية، وعرف دكتور ايمن بالمفكر العالمي بأنه من أبرز الفلاسفة والمثقفين في العصر الحديث، درس الفلسفة والمنطق واللغات في جامعة بنسلفانيا، حيث طور اهتمامًا شديدًا بالفلسفة، بعد الانتهاء من دراسته التحق بكلية ماساتشوستس للتكنولوجيا لمدة خمسون عاماً وشارك في الاحتجاجات المناهضة للحر يعرف بانتقاده الشديد للإمبريالية ،والرأسمالية، والصهيونية وللعديد من السياسات الأمريكية اتجاه الحرب على فيتنام ، والعراق، نيكاراغوا.
واكد ان الندوة ستكرس لمناقشة الانتخابات الامريكية وتبعياتها،، خاصة في ظل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، في ظل التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار المفكر العالمي نعومي تشومسكي في حديثة أن هناك عدة محددات تحكم السياسة الامريكية الدولية والخارجية، واعتبر تشومسكي أنّ "السياسة الخارجية الأميركية، كسياسات الدول الكبرى، مدفوعة أولًا من القوى المحلية المهيمنة التي هي المحرك الرئيسي الدافع للسياسة الخارجية بشكلٍ عام، واهم هذه محددات السياسة الخارجية هي العلاقة الاقتصادية مع الشرق الأوسط، حيث ما زال النفط هو المحدد الأساسي لهذه السياسة ، عازياً حروب أمريكا في الشرق الأوسط الى الحفاظ على مصالحها النفطية خاصة في حربها على العراق التي من وجهة نظر تشومسكي كانت سبباً رئيسيا في خلق الجماعات الراديكالية مثل داعش وغيرها واثرت بشكل سلبي على الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي أجابته على سؤال دكتورة ناهد حبيب الله أستاذة العلوم الاجتماعية في كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الأمريكية حول استخدام الدين لتبرير العديد من السياسات الداخلية للولايات المتحدة؟ أشار بروفسور تشومسكي ان حكومة ترامب تستخدم الدين بشكل معلن لتحقيق مصالح سياسية تدّعي ان الرب أرسل ترامب لحماية إسرائيل من إيران، في سعي ترامب لكسب اكبر عدد من المؤيدين خاصة من المسيحيين الانجيليكيين، وعلق برفسور تشومسكي أن ما يحدث حاليا في السياسة الامريكية الداخلية هو شي فريد من نوعه ولم يحصل في تاريخ الولايات المتحدة من قبل، فأن يعلن الرئيس دونالد ترامب عدم قبوله بنتائج الانتخابات في حال خسارته وانه سيطعن بالعملية الانتخابية شيء مستهجن وغريب على المجتمع الأمريكي ويهدد بعدم الاستقرار في المجتمع الأمريكي.
وأشار لبرقيات ويكيليكس التي اعتبرها "كاشفة ومثيرة للاهتمام"، داعيًا الحضور الى الاطّلاع على الوثيقة التي تتناول أساس العلاقة الاستثنائية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، واوضح ان الوثيقة الأميركية الداخلية وثيقة البنتاغون، التي سردت أولويات الولايات المتحدة الاستراتيجية، والمناطق الأهم في العالم والتي تتوجب حمايتها بأي ثمن، كان من بينها "حيفا، صناعات رفاييل العسكرية، وصناعات عسكرية كبيرة حيث تم تطوير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
وأكد تشومسكي أنّ الروابط بين الولايات المتحدة والصناعات العسكرية الإسرائيلية فائقة التقنية وثيقة للغاية، لدرجة أنّ "رفاييل" نقلت مقر إدارتها الى واشنطن، حيث يتواجد المال. وتابع قائلًا: "إسرائيل الآن هي كيان صغير لكنها تملك صناعة التكنولوجيا الفائقة، وتلعب دورًا رئيسيًا في القمع والعدوان".
تميزت هذه الندوة بالحضور الأكاديمي المتنوع من معظم الجامعات الفلسطينية ومن ممثلي المجتمع المدني ، حيث تم توجيه العديد من الأسئلة للضيف، وأيضا بمشاركة فاعلة من طلبة الدراسات العليا في الجامعة العربية الأمريكية.
[email protected]
أضف تعليق