في الرابع من كانون الثاني 2019، أدخلت "بتول.ح" الى مستشفى الجعيتاوي اثر تعرّضها لحروق في الوجه واليدين. والدة الفتاة تؤكّد لرجال التحري بأنّ الحادث وقع قضاء وقدرا. الطبيب الشرعي أحمد المقداد خلص في تقريره أن الفتاة بحاجة للتعطيل عن العمل مدة ستة أسابيع بالنظر لدرجة الحروق ومواضعها، مشيرا الى أنها ناجمة عن صبّ مواد قابلة للإشتعال.
ما الذي حصل في ذاك اليوم، وماذا كشفت التحقيقات الأمنية والقضائية؟
بعد تعافيها استدعيت "بتول" أمام فصيلة النهر ، فأدلت أنّ الحادث وقع قضاء وقدرا، حين حاولت أن تشرب من قنينية بلاستيك معدّة لشرب المياه دون علمها أنها تحتوي مادة السبيرتو، وكان في يدها سيجارة مشتعلة ما تسبّب لها باشتعال سترتها ومن ثمّ إصابتها بحروق. غير أنّ الوالدة "ناريمان" عادت وقالت أنّ ابنتها أعلمتها فور إستعادة وعيها أنّ المتهم "ربيع.ش"(مواليد 1996، سوري) هو من رمى عليها مادة السبيرتو ومن ثمّ لفّ عليها "حرام صوف" محاولاً خنقها.
أمام فصيلة الأوزاعي، أدلت "بتول" أن "ربيع" هو من رشها بالسبيرتو ومن ثمّ أضرم النار فيها بواسطة "قدّاحة" كانت بحوزته، ومن ثمّ رمى عليها حرام صوف محاولاً إخماد النيران ونقلها برفقة خالتها "زينب" الى مستشفى الجعيتاوي واتخذت صفة الادعاء الشخصي بحقه.
لدى التوسّع بالتحقيق من قبل مفرزة الضاحية الجنوبية، كرّرت المدعية أقوالها المعطاة منها أمام فصيلة الأوزاعي، وأوضحت أن مردّ إقدام المتهم على فعلته هو غيرته من شاب قريب والدتها، وبأنه حاول تهديدها بإشعال "قدّاحة" كانت بيده لإجبارها على الإتصال بذاك الشاب من أجل إرغامه على الحضور، إلا أنّ النيران اندلعت بثيابها فحاول المتهم إخمادها بواسطة "حرام".
أما الوالدة ناريمان فأدلت أن "ربيع" هو من رمى مادة السبيرتو على ابنتها ومن ثمّ حاول المغادرة، غير أن "بتول" دفعته وهو يهمّ بالمغادرة في وقت كان يشعل سيجارة فاشتعلت النيران بابنتها، فبادر لإطفائها.
وأنكر "ربيع" محاولته قتل المدعية موضحاً بأنه رشّها بقنينة المياه دون معرفته أنها تحتوي على مادة السبيرتو عوضا عن الماء، وبأنّ النيران اندلعت حين أشعل سيجارة فلفّها ببطانية ونقلها الى المستشفى.
المدعية عادت وأسقطت حقوقها الشخصية وتراجعت عن الشكوى وأفادت بأن الحادث وقع قضاء وقدراً وبأنه لا خلافات بينها وبين المتهم، لا بل توجد صداقة بينهما، ومثلها قالت والدتها التي أكدت أن ما حدث هو من قبيل الصدفة لأن المتهم كان يريد رمي المياه على ابنتها ولم يكن يعلم أن بداخلها سبيرتو.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي محمد المرتضى، أعلنت براءة المتهم من جناية محاولة القتل القصدي لعدم توافر عناصرها، وجرّمته بجنحة الإيذاء والتعطيل وقضت بحبسه لمدة سنة، وإدانته بجرم دخول البلاد خلسة وحبسه ثلاثة أشهر على أن تطبق بحقه العقوبة الأشد.
[email protected]
أضف تعليق