تحدث محللون سياسيون حول ابعاد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أعلن فيها أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللرموز الإسلامية والمطالبات بمقاطعة المنتجات الفرنسية.

وقال المحاضر السابق في الجامعات الفرنسية د. امجد شهاب لـ بكرا " هناك قرار واضح من المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ان الاساءة لرسول الاسلام لا يندرج ضمن حرية التعبير وهذا القرار من المفروض ان تلتزم به جميع الدول الاوروبية بما فيهم الجمهورية الفرنسية وخاصة ان المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان تقع في مدينة ستراسبورغ الفرنسية وبررت المحكمة قرارها ان الاساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد يؤثر بشكل سلبي على مشاعر المسلمين ويهدد السلم الأهلي وان اصرار الرئيس الفرنسي على نشر الرسومات يعد انتهاكا لقرار المحكمة والدستور الاوروبي.

وأضاف ان الاساءة للرسول ليست المرة الاولى ولا اعتقد الأخيرة, في ظل غياب اي تحرك حتى الدبلوماسي. اصوات المثقفين الفرنسيين بدأت تتصاعد ضد ما يحدث من إجراءات وعلى عكس مسؤولي الجاليات والسفراء والقناصل العرب الذين ونددوا فقط بعملية قتل المعلم دون ان يتجرؤوا على انتقاد الإجراءات الفرنسية.

قلق من مقاطعة المنتجات

وراى شهاب ان مقاطعة المنتجات الفرنسية بالعالم العربي والاسلامي وخاصة الدول الفرانكوفونية (شمال افريقيا والساحل) بدأت تقلق رجال الطبقة السياسية بفرنسا واذا حافظت على نفس الزخم ستؤدي الى الضغط على الراي العام الفرنسي وخاصة اصحاب رؤوس الاموال مما قد يضع حد ونهاية لحياة الرئيس الفرنسي السياسية اذا استمر على اصراره بنشر الرسومات ولم يتراجع وخاصة ان هناك اصوات للمثقفين الفرنسيين بدأت تتصاعد انتقادا لطريقة ادارة ملف الازمة من قبل الرئاسة الفرنسية وهذا قد يؤثر على صورة فرنسا على المستوى الدولي ويهدد مكانتها وسمعتها ومصالحها.

تحديات خطيرة

وقال المحلل الأردني عريب الرنتاوي, مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية ل بكرا اعتقد انه لا احد يقبل بالإساءة للرموز الدينية وبالذات للرمز الإسلامي الاول نبي المسلمين محمد عليه السلام عن أي جهة صدرت , ولكن يبدو لي ان انفجار هذه القنبلة الان تصرف اهتمام الشعوب العربية كثيرا عن التحديات الأكثر خطورة التي تواجهها, قطار التطبيع الذي يقود في العواصم العربية, وإسرائيل تتمدد في العالم العربي, فيما نحن متلهون في معارك في ظني انها جانبية , اعتقد انها تتغذى برغبة بعض المراكز الإقليمية في التصدي للنفوذ الفرنسي المستجد في المنطقة واشير هنا الى تركيا التي تتميز علاقتها مع فرنسا بالتوتر الشديد في كل الملفات من ليبيا الى لبنان وصولا الى جنوب القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورني كارباخ .

وأضاف ان لتركيا قاعدة نفوذ كبيرة في أوساط العالم العربي وهناك محطات إعلامية وحركات شعبية اخوانية بالأساس مستعدة للاستجابة لمثل هذا النداء , وتوظيف الغضب الرسمي الشعبي العربي على الرسوم المسيئة للرسول والتبني الفرنسي بشكل رسمي لهذه الرسوم ربما من اجل الدخول في معارك تخدم مصلحة بعض المراكز الإقليمية ولكنها في المقابل تدفع الى الخلف القضية الجوهرية التي لا ينبغي ان يغطي عليها أي حدث من هذا النوع وهي مقاومة صفقة القرن ومشروع الضم وقطار التطبيع الجاري في المنطقة العربية.

كراهية وحقد

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. مخيمر أبو سعدة ل بكرا من المفترض ان الرموز الدينية سواء كانت إسلامية او مسيحية او يهودية يجب ان تبقى فوق اعتبارات حرية الراي والحريات المدنية لان من شان مثل هذه التصريحات ان تشعل حالة من الكراهية والحقد بين الشعوب ولذلك اعتقد ان المسالة ليس لها علاقة بحرية الراي وحرية الانتقاد بقدر من ان الموضوع له علاقة بالإساءة للدين الإسلامي خاصة ان هذا الموضوع تكرر اكثر من مرة مثل حديث الرئيس الأمريكي حول الحرب الصليبية وتصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون من ان الإسلام في ازمة لذا المسالة من وجهة نظري تجاوزت مسالة حرية الراي بل هناك إساءة مقصودة للدين الإسلامي والمسلمين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]