تعتبر المحامية "نافا سفيرسكي سوفير "احدى سيدات الاعمال الرائدات في اسرائيل ، وتشغل عدة مناصب هامة مثل منصب مديرة مجلس الادارة في شركات حكومية وعامة في البلاد والخارج ، وعضوية المجموعة الحكومية لمديري مجالس الادارة ، كونها خبيرة لشؤون الحداثة والتحديث والمبادرات ورئيسة للبرنامج الجديد للموسيقى والتكنولوجيا والحداثة في كلية "ريمون" للموسيقى .
ويتوزع عملها الوظيفي اللافت على ثلاث قارات أقامت وعملت فيها على مدى ثلاثة عقود . وفي مسيرتها المهنية دمجت السيدة "سوفير" ما بين مهاراتها القضائية والقانونية (علماً انها كانت أصغر المحامين سناً في اسرائيل ) واشغالها مناصب ادارية عليا في البلاد والخارج بصفتها نائبة رئيس شركة "نوفرتيس" العملاقة للأدوية في سويسراً وبصفتها شريكة في الصناديق الرائدة المتخصصة بالمغامرة المالية في ولاية كاليفورنيا وفي اسرائيل ، وبصفتها مديرة عامة للتنفيذ في شركة الاتجار التابعة للجامعة العبرية ، وهي احدى اكبر الشركات في العالم ، بالإضافة الى النشاط الجماهيري الواسع ، بما في ذلك المبادرة الى المشاريع وريادة "نانو اسرائيل" والاطلاع والمعرفة الجيدة لعالم الاكاديميا لكونها عضواً للجنة الادارية لمركز "روبين" الاكاديمي ، وعضواً في مجلس أمناء هذا المركز ومجلس هذا أمناء في اكاديمية تل أبيب يافا , ورئيسة لبرنامج المشاريع والمبادرات والحداثة في المركز المتعدد المجالات في هرتسيليا، هذا بالإضافة الى شهرتها الواسعة في هيئات علمية رائدة وكمحاضرة في موضوعات الحداثة والمبادرات والمشاريع في أرقى الجامعات وفي منتديات المصالح والاعمال في مختلف دول العالم ، بما في ذلك انتدابها من قبل وزارة الخارجية لالقاء محاضرات حول الحداثة والتحديث في اسرائيل
تشجيع فعلي لتكافؤ الفرص
وتشدًد المحامية "نافا سفيرسكي سوفير " في أنشطتها الشخصية على الربط بين الاكاديميا والصناعة ، وبين اسرائيل ودول العالم ، وبين الحداثة والمبادرات المتعلقة بالصناعة والاكاديميا – وكل ذلك من خلال الالتزام العميق والتشجيع الفعلي لتكافؤ الفرص.
وبالمقابل ، مارست طوال السنين الانشطة الاجتماعية والتطوعية . وبالإضافة الى مهماتها ومناصبها في الكليات الاكاديمية ، فهي تشغل منصب عضوية اللجنة الادارية لقرية الاحداث المسماة "هداسا نعوريم" ومئتي جمعية تحت مسمى " براس لحاييم" ("جائزة للحياة").
وفي السنوات الاخيرة تتصدر رئاسة مجالس الادارة التي النسوية تقود عمليات التغيير وهي مجموعة من المديرات الرائدات في مجالس الادارة بالمجتمع الاسرائيلي عموماً ، واللاتي يشغلن مناصب العضوية في مجالس ادارة الشركات الحكومية والعامة التي تنشط لتحقيق التوازن الجندري في مجالس الادارة ، ولتوفير وظائف رفيعة والمشاركة في صنع القرار.
صدى واسع في وسائل الاعلام الدولية
وفي حديث مع موقع" بكرا " – أجانت السيدة سوفير على سؤال حول وجهة نظرها بخصوص مساعي التأثير من أجل المساواة والتمثيل المناسب ، فقالت ان التأثير المطلوب يجب ان يكون متواصلاُ ومثابراً ، وان ردود الفعل على أحداث عينية محددة يجب ان تكون متزنه وفورية ، فعلى سبيل المثال – حين زارت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اسرائيل في اكتوبر تشرين الاول من العام 2018 ، تم التقاط صور للقائها مع رئيس الحكومة نتنياهو بينما هي محاطة بالرجال فقط ، وقد وجهت (المستشارة) ملاحظة الى رئيس الحكومة بهذا الخصوص . لقد كانت هذه الصورة لسيدة وحيدة ترتري سترة حمراء وسط اربعة رجال يرتدون بدلات غامقة اللون – مثيرة للازعاج ، وعلى الفور انتظمت مجموعة من النساء المؤثرات من البلاد والخارج وخلال بضعة أيام قمنا بنصب صور بديلة لمئات النساء الرائدات في ستة اماكن في العالم ، من بينها تل ابيب ولندن ونيويورك وبرلين وتورنتو . وفي اطار الصورة المركزية في تل أبيب أعددنا يافطة كرتونية بحجم طبيعي للمستشارة ميركل وتم التقاط صور لنا مع هذا المجسم "كاصلاح "للصورة الاصلية . وأثارت هذه العملية صدى واسعاً في وسائل الاعلام الدولية ووضعت في مقدمة الاهتمام أهمية التمثيل المتنوع في مفاصل اتخاذ القرارات . وأعتقد ان أهمية هذه العملية تكمن في سرعة رد الفعل والطابع الفكاهي الكامن فيها احتجاجا على العنف ضد النساء.
وأضافت السيدة سوفير : أنشط كثيراً من أجل التمثيل المناسب من خلال المنابر والمؤتمرات ومختلف المناسبات ، فمثلا : حين توليت أمانة " مؤتمر رئيس الحكومة "للحداثة عام 2018، والذي استضاف نائب الرئيس الصيني سوية مع رئيس الحكومة نتنياهو ومع زعماء عدة دول ورؤساء كبرى الشركات – تمكنت من جلب واشراك مجموعة متنوعة من المتحدثات والمتحدثين ، ليصبح المؤتمر متساوياً متكافئاً وحظي بردود فعل واسعة من التقدير والاعجاب .
وفي نهاية تموز يوليو الماضي بادرت الى تنظيم احتجاجات من خلال الشبكة العنكبوتية ضد تهميش واقصاء النساء عن المشاركة في اتخاذ القرارات بشأن مكافحة جائحة الكورونا ، من خلال هاشتاغ # أنا – ايضاً- شارة - حمراء . وأثارت هذه الحملة صدى واسعاً ظهر من خلال المشاركات والشارات . وبعد بضعة اسابيع ، وخلال الاضراب الذي نظم احتجاجاً على العنف ضد النساء ، قمت باستخدام قوة ونفوذ مجموعة " رئيسات مجالس الادارة الرائدات نحو التغيير "لاعلان الاضراب في الشركات والتنظيمات والمؤسسات التي تعمل فيها عضوات هذه المجموعة ، وقد انضم الى هذه الاحتجاجات اكثر من ربع مليون موظفة وموظف
نساء يهوديات وعربيات
وفيما يتعلق برأيها حول مكافحة المجتمع الاسرائيلي عموماً لجائحة الكورونا ، قالت المحامية "سوفير" ان العالم بأسره منهمك في نصف العام الاخير بمكافحة هذا الوباء ، وتواجه اسرائيل أيضاً حالة طوارئ مستمرة ، وفي مثل هذه الحالة نلاحظ ميلاً الى مفاقمة الاوضاع ، وتصبح المجموعات القوية اكثر قوة . ولقد رأينا ، المرة تلو الاخرى ، كيف يتم اقصاء النساء كلياً عن مفاصل صنع القرار ، على الرغم من أنهن يتأثرن اكثر من غيرهن من هذه الاوضاع ، ان كان ذلك من ناحية أعباء العناية بالأسرة بسبب اغلاق المؤسسات التعليمية والتربوية ، او بسبب فصل أعداد اكبر منهن من العمل ودخولهن في دوامة البطالة وتراجع قدرتهن على تحصيل الاجور ومثل اقصاء النساء – كذلك الامر بالنسبة لأقصاء وتهميش الاقليات ، التي لا يُسمع صوتها في مفاصل صنع القرار . وبما أنني أومن بأن على كل رجل وامرأة المساهمة في الجهد والتأثير والمساعدة حيثما تتوفر هذه الامكانية ، كنت سعيدة بالفرصة المتاحة للمبادرة الى التعاون بين "مديرات مجالس الادارة الساعيات الى التغيير " وبين جمعية "ياسمين" التي تُعنى بتطوير وتقدم المصالح والاعمال في اطار برنامج لتأهيل (27)امرأة عربية ويهودية ، ولقد قمت بتجنيد عضوات ورئيسات مجالس ادارة من الجمعية ، وأقوم بدور الموجهة والمرشدة ، وكل ذلك من خلال قناعتي بالأهمية القصوى لتطوير وتقدم النساء من كافة شرائح وفئات المجتمع الاسرائيلي ، نحو اكسابهن القدرة على التأثير.
أملي في الطلاب والطالبات العرب
وفي مجال مكافحة الكورونا أيضاً ، أعمل كمرشدة وموجهة في جامعة بئر السبع حيث أواكب عمل الشركة التي تعمل على تطوير الجهاز الفاحص للزفير لاكتشاف فيروس الكورونا بسرعة والعودة الى الحياة الطبيعية وهنا أيضاً كنت مصرّه على مواكبة عمل طاقم متنوع وأنا فخورة بانجازاته التي ستُعرض اليوم (15/09) على المستثمرين .
وأضافت : في بداية انتشار الوباء قدمت العون والمساعدة لطاقم اجتهد في تطوير جهاز تنفسي سريع ورخيص التكلفة ، وذلك برئاسة شاب بارع أعمل على ارشاده وتوجيهه منذ اكثر من ثلاث سنوات . وهنا أيضاً جرى تعاون خارق للقطاعات من الجيش وأطباء المستشفيات ونجمة داوود الحمراء وحتى مجموعة "روبوتيكا" المكونة من طلاب مدارس ثانوية ، قاموا معاً بتطوير هذا الحل البارع خلال اسبوعين ونصف فقط.
أود أن أنهي حديثي بالكلام عن مجال آخر قريب من قلبي ، وكم أتمنى ان أرى فيه مزيداً من أوجه التعاون – الا وهو مجال الموسيقى : فقبل بضع سنوات بدأت بمساعدة مدرسة "ريمون" للموسيقى على التفكير في الحداثة والتحديث ، وفي العام الاخير انطلقنا ببرنامج جديد أتولى رئاسته ، وكم أتمنى أن أرى مزيداً من الطالبات والطلاب العرب في مدرسة "ريمون عموماً ، وفي البرنامج الموسيقى والتكنولوجي والحداثي – خاصة ، حيث أن ذات قوة وتأثير حقيقيين نحو صنع التغيير ، واتمنى ان نقوم بذلك سوية .
[email protected]
أضف تعليق