اكد مدير قسم التخطيط للمهن الطبية بوزارة الصحة سابقا ومسؤول ملف التوعية بالموجة الاولى للجائحة عبد الله زعبي ان الاعراس والمناسبات الاجتماعية هي من أسباب ارتفاع المصابين بالكورونا في المجتمع العربي مشددا ان ما يحصل اليوم بمجتمعنا هو عدم انضباط وخرق لكل الوسائل التي من شأنها الحفاظ على سلامتنا.

جاء ذلك في سياق مقابلة له مع موقع بكرا بمناسبة انتهاء عمله في وزارة الصحة، وانتقاله للعمل لشركة " غيلياد" (GILEAD )العالمية، وهو أول عربي يحظى بهذا المنصب.

وبهذه المناسبة التقى موقع بكرا، مع عبد الزعبي، ليلخص معه تجربته في مواجهة الكورونا ورؤيته المستقبلية لذلك.

س:كيف تلخص فترة عملك بوزارة الصحة؟

ج: أجمل فترة بحياتي، وأكثرها تحدي. العمل بوزارة الصحة اعتبرته رسالة من أول يوم هناك، هذه فرصة لتخلق واقع جديد ولتؤثر على قرارات شاملة تخص كل المواطنين بالبلاد. إكتسبت أدوات عمل كثيرة، تعرفت على أشخاص مؤثرة واكتسبت خبرة في عدة محطات. لو نظرت للوراء لألخص هذه الفترة، سأشير الى 3 مشاريع فخور بإنجازها:

1. إقامة موقع "كل الصحة"، اول موقع حكومي يعطي كل المعلومات عن الخدمات الصحية.

2. مشاركتي بعمل لجنة السلة الصحية. 

3. إقامة دورات "المصطلحات الطبية" للأطباء العرب الذين أنهوا تعليمهم خارج البلاد. لكن- ما صادفته خلال أشهر الكورونا لا يمكن وصفه ابدا الضغط الرهيب الذي عملنا به لم يكن له مثيل. على مدار 4 اشهر متتالية لم نحظ بيوم استراحة واحد على الأقل، ألصقنا اليوم بالنهار وأخرجنا من انفسنا ما لم نكن نتوقعه ابدا.

س: ما هي التحديات التي تواجه المجتمع العربي بخصوص موضوع الكورونا؟

ج: الارتفاع الحاد بعدد الاصابات بالفترة الأخيرة. المصدر واضح- الاعراس والمناسبات الاجتماعية. المجتمع العربي الذين كان نجم موجة الكورونا الاولى بفضل إتباع التعليمات والتعاون مع كافة السلطات، أصبح من أكثر المجتمعات لا مبالاة بالموجة الثانية.

مؤكدًا في حديثه، واضح جدا، الاعراس والمناسبات الاجتماعية هي من أسباب ارتفاع المصابين في المجتمع العربي. المعادلة واضحة- اذا استطعنا وقف مهزلة الأعراس، سنوقف سلسلة العدوى حتما. ما يحصل اليوم بمجتمعنا هو عدم انضباط وخرق لكل الوسائل التي من شأنها الحفاظ على سلامتنا حتى نتخطى هذه الأزمة، من يفضل ان يستمر بإقامة الأعراس رغم هذه الظروف فهو بأحسن حال أناني وغير مكترث لسلامة غيره، ولا ابالغ اذا قلت ان بالامكان اتهامه بالقتل المتعمد. نعم، هذه محاولة لقتل الآخر. من يفضل ان يقيم عرس إبنه او ابنته بهذه الظروف، فهو مستعد أن يحرق الأخضر واليابس كي لا يخسر فرحة ليلة.

لا نريد ان نمنع الناس من ان تفرح، بالعكس- مجتمعنا العربي يحتاج لهذا الفرح، فهذا اوكسجين لا غنى عنه- لكن يا اهلي ويا شعبي، نحن في جائحة عالمية ويجب علينا تغيير سلوكنا حسب هذه الجائحة وليس العكس.

لا يمكن الاستمرار بهذه اللامبالاة وإغلاق العيون امام هذا الواقع. تحملوا مسؤولية انفسكم وغيركم.

أوجه رسالتي لكل رؤساء واعضاء السلطات المحلية- التوقعات منكم/ن أن لا تزوروا الاعراس ولا تدعموا هذه الظاهرة الخطرة الآن، اتوقع ان تحاربوها وأن تظهروا الآن قوة قيادتكم وتقودوا الناس لبر الآمان. .لا ان تقودهم للتهلكة.. يؤسفني ان ما يحدث على أرض الواقع هو العكس تماما، فمنتخبي الجمهور يتصرفون وفق رغبات الشعب وليس وفق مصلحتهم.

س: هل الاغلاق الليلي سيؤدي الى انخفاض اعداد المصابين؟

ج: بشكل جزئي، انا اتوقع ان تستمر اللامبالاة عند جميع المواطنين، لذلك الاغلاق الليلي وحده لن يكفي.

س: هل تعتقد ان الحل الوحيد هو الاغلاق الشامل؟

ج: في هذه الظروف، للأسف الجواب هو نعم. لا يمكن استعمال وسيلة اخرى. يجب أن يتم الإغلاق الكامل مع كل الضرر الذي يحويه، ولكن بعد الاغلاق بالامكان العودة بشكل تدريجي للحياة- هنالك دول مثل نيوزيلاندا والمانيا اثبتت ان بالإمكان العيش في ظل جائحة الكورونا. كيف؟ بالإمكان تحديد التجمهر، وقف مهزلة الاعراس والمناسبات التي يشترك بها المئات والآلاف وتجهيز المدارس ومؤسسات العمل لفترة جديدة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]