وصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني مصطلح التطبيع قائلا إنه “تعبير جديد من وضع الطرف الآخر” يراد به تجاوز العرب ما وقع من اغتصاب لفلسطين واحتلال لها، ومن تهجير للشعب الفلسطيني، والجرائم الأخرى.
وأكد الريسوني في حوار مع جريدة الشروق الجزائرية أن من يوصف بـ”العالم” ويبرر التطبيع فإنه ينفذ أهواء وإرادة ولي أمره وولي نعمته وصاحب الصولة عليه.


وعن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، قال الريسوني إنه “يقوم بواجبه الوظيفي وليس بواجبه الشرعي.. وهكذا نظراؤه من المشايخ الوظيفيين”.
وعن زيارة العيسى للمعسكرات النازية، قال الريسوني: “هناك تحولات سياسية ومذهبية عميقة وانقلابية، تجري في بعض الدول الخليجية. والشيخ العيسى يعمل منذ مدة على تقديم الخدمة الدينية للسياسات والتوجهات الجديدة، ويعمل على تسويغها وتجميل وجهها القبيح. فهو يتصرف بصفته موظفا في الشؤون الدينية”.
وقال: “الغرض من هذا التطبيع هو إخراج “إسرائيل” من الوضعية الخانقة التي تعيشها داخل محيطها، بسبب الرفض التام الذي تلقاه لدى مجمل شعوب المنطقة، مع أن بقاءها في الأمد البعيد متوقف على قبولها واندماجها في محيطها العربي”.
الغرض من هذا التطبيع هو إخراج إسرائيل من الوضعية الخانقة التي تعيشها داخل محيطها
واعتبر أن “التطبيع الذي تتبرع به بعض الأطراف العربية هو خدمة لإسرائيل وطوق نجاة لها، وهو دعم واستدامة لاحتلالها، ومكافأة لها على جرائمها وتشجيع لها على الاستمرار فيها. ثم هو فتح لأبواب الاختراق والهيمنة لهم على جميع الأصعدة”.
وأضاف: “موقف الشريعة، من هذا التطبيع، بهذه المعاني، لا يمكن أن يكون إلا التحريم الشديد والرفض التام. بل حتى الموقف الإنساني والأخلاقي، لا يمكن أن يكون إلا على هذا النحو”.
وعن بعض الشيوخ الذين برروا التطبيع قال الريسوني: “فتاويهم ومواقفهم إنما تصدر عن الأهواء، لكن هذه الأهواء في الأصل هي أهواء حكامهم. ولذلك لن تجد “عالما” واحدا مؤيدا للتطبيع إلا وهو ينفذ إرادة ولي أمره وولي نعمته وصاحب الصولة عليه، ويسعى في رضاه ويجاريه في هواه. فالقرار السياسي التطبيعي يأتي من الحاكم أولا، ثم يتبعه ويصفق له شيوخ الخدمة، حذو القذة بالقذة. بخلاف العلماء الرافضين للتطبيع مع العدو المحتل الغاصب، فهم إذا كان حاكمهم راغبا في التطبيع أو سائرا في ركابه، فهم يخالفونه ويعارضونه وينصحونه، وإن كان رافضا للتطبيع، فهم سابقون له ومتقدمون عليه”.
وتابع: “تحريم التطبيع في الحقيقة ليس سوى تحريم للظلم والاغتصاب والاحتلال وشتى أنواع الجرائم التي قام ويقوم بها الصهاينة ودولتهم منذ ثمانين سنة. وهذا هو الشرع الذي لا مرية فيه. وهذا أيضا موقف سياسي، نزيه وعادل. ولذلك نجد حتى من اليهود ومن العلمانيين من يرفضون هذا التطبيع مع دولة الاحتلال والعدوان، ويعملون على فضح جرائمها”.
أما فيما يتعلق ببعض الكيانات الدينية الإماراتية فقال الريسوني: “الكيان الإماراتي له تحالفاته التي انكشفت أخيرا وظهرت للعيان، وهو بحاجة إلى “تغطية وخدمات دينية” لسياساته. فلذلك أنشأ عددا من المنظمات والهيئات والكيانات الموازية، لمساعدته في الدعاية والعلاقات العامة، مع عدد من الجهات الإسلامية.. فهو محتاج لهذه الخدمات الدعائية، سواء بوجود الاتحاد ولضربه، أو بدون ذلك”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]