"الشطرنج"، سميّت سابقًا برياضة العقول الراقيّة، لذا مارسها الملوك على وجه التحديد، هذه المجموعة التي رغبت بتطوير مهارات من خلال بناء استراتيجية وتكتيك.
تعد رياضة "الشطرنج"، رياضة ذهنية وليست جسدية، فهي لا تتطلب مجهود جسدي، فقط عقل مدبر ومفكر، أنت فيها تقوم جيوشك نحو هدف واحد، النصر، ولعل هذا ما دفع بليئور ايزنبرغ إلى العمل على تطوير هذه الرياضة، خاصة في الظروف الحاليّة، وسط تباعد إجتماعي فرضه وباء الكورونا، وتباعد سياسي وثقافي فرضه منطق السياسة الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
تأسيس جمعية ومباريات مع العالم العربي
ايزنبرغ، اختار استغلال رياضة العباقرة والملوك نحو تأسيس جمعية "شطرنج للجميع"، وعن هذه الجمعية يقول: هي مخصصة لكل فرد يرغب بتطوير مهارات في التفكير وبناء مخططات إستراتيجية، هي مخصصة لكل فرد سواءً كان عربي أو يهودي أو من أي بقعة في العالم.
وأوضح: من المهم الإشارة إلى أنّ هنالك عددًا من الجمعيات الناشطة في مجال الشطرنج دوليًا، فمقابل عملنا هنالك فريق متخصص آخر في السلطة الفلسطينية وحقق إنجازات مهمة.
وقال في السياق: الكورونا غيرت أصول اللعب، مع بداية تفشي الوباء انتقلنا إلى اللعب أون لاين، وهذا مككنا من التنقل افتراضيًا واللعب أمام جميع فرق العالم، فقط قبل حوالي فترة شاركنا في مباراة ضمت لاعبين من إسرائيل، والجزائر وتونس وسوريا وغيرها من البلدات.
وأوضح: على هذه الرقعة من الأسود والأبيض لا يوجد حدود، سوى حدود اللعبة، الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية تختفي لتحشد لنفسك جيش أفتراضي وتحارب به، ترغب الفوز لأنه لديك مقولة، لأنه لديك موقف وتحاول أن تفرضه.
نشاط الجمعية في المجتمع العربي
وعن نشاط الجمعية في المجتمع العربي قال: نشاطنا ايضًا في المجتمع العربي، قبل حوالي الشهر نظمنا أول مسابقة شطرنج في باقة الغربية، وحينها كان السؤال الموجه لنا هل سيشارك أهل باقة؟ والمفاجئة أنّ عدد المشاركين وصل إلى أكثر من 70! وسجلوا أفضل المباريات، هذه المسابقة نظمت ايضًا في ابو غوش ونحن بصدد تنظيم أخرى في زيمر الأسبوع المقبل.
وأسهب: يشار إلى أنّ هنالك تعاون من وزارة التعليم، وجلال صفدي، المعروف بدعمه للبرامج اللامنهجية يحاول أن يساعدنا أكثر على ترسيخ هذه الرياضة، التي تعود بالفائدة على الجميع.
واكمل موضحًا: نحاول أن نقرب بين الشعوب من خلال مباراة الشطرنج، إلا أنه واضافة إلى ذلك نحاول تربية جيل كامل على التفكير. فقط اثبت الأبحاث أنّ هذه الرياضة تطور مهارات ذهنية مميزة، وهي أيضًا موصى بها ليس فقط للصغار، انما للجيل الطاعن في السن، فمعظم مصابي الأمراض العصبية والذهنية وهنالك حاجة إلى تنشيط أدمغتهم يوصيهم الأطباء بلعب الشطرنج.
وعن المجتمع العربي ورياضة الشطرنج قال: من اللافت أنّ الصبي العربي يفكر بصورة ممتازة، هنالك عدد من المتألقين، نذكر منهم على سبيل المثال هدى قاسم من الطيرة.
وتطرّق إلى المخططات المستقبلية وقال أنّ الجمعية عملت على بناء لعبة شطرنج افتراضية، يمكن التعلم خلالها اصول اللعبة، وتعمل الجمعية الآن على تسويقها لكافة الطلاب والأجيال الصغيرة.
[email protected]
أضف تعليق