أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة نشرة خاصة لبدء موسم هجرة الطيور الخريفية، التي تصادف سنويًا في الخامس عشر من آب، اشتملت معطيات تخص طيور فلسطين، وتصنيفاتها، وأعدادها، ومراقبتها، وتحجيلها، وما يتصل بها من ممارسات، والتهديد الذي يلاحقها.
واستهل المركز النشرة بالإشارة إلى جهوده المشتركة خلال فترة الجائحة، بالشراكة مع سلطة جودة البيئة، والتي أثمرت عن إعادة إطلاق وتأهيل صقر العوسق، وحوام طويل الساق، مثلما أطلقت إلى الطبيعة مجموعة من الحساسين المصادرة عبر معبر الكرامة.
وقالت النشرة إن جائحة (كوفيد 19) شكلت ضغطًا على التنوع الحيوي في فلسطين؛ من ناحية ازدياد انتشار الممارسات الخاطئة كالمتاجرة بالطيور، وصيدها، والاعتداء على موائلها وأعشاشها، وصيدها الجائر الذي يُجرمه قانون البيئة الفلسطيني.
وأوضحت أن الجائحة تحتم علينا مضاعفة الاهتمام بالبيئة، والحرص على التنوع الحيوي، إذ لا تعني الأوضاع الاستثنائية والإغلاقات وحالة الانقطاع عن الأعمال والدراسة، تنامي الاعتداء على الحياة البرية، والمس بالطيور والحيوانات، التي تشكل عاملًا هامًا في التوزان البيئي.
وأكد المركز على أهمية التعريف بالتنوع الفريد لفلسطين، وصيانة النظم البيئية والمحافظة عليها من التخريب والعبث، والاعتناء بموائل الطيور والمحافظة عليها. وحماية الأنواع المهددة بالانقراض منها، ومحاربة الصيد الجائر الذي تتعرض له، وحظر الاتجار بالحيوانات البرية، وإنشاء قاعدة معلومات لتوثيق الطيور.
وكرر الدعوة إلى بناء إستراتيجية وطنية خاصة بحماية التنوع الحيوي، والإعلان عن الأنواع المهددة بالانقراض وصون المناطق المهمة للطيور، وسن تشريعات وتفعيل القوانين السارية لغرض حماية التنوع الحيوي. والدعوة إلى الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، والمساهمة في تطور متحف التاريخ الطبيعي لفلسطين التابع للمركز، بجانب البدء بتطوير الوعي البيئي، وتحفيز الإعلام في بلادنا لإعطاء قضايا البيئة المساحة التي تستحقها.
وأشارت النشرة إلى أن الطيور المهاجرة تعبر سماء فلسطين خلال موسمي الهجرة الخريفية والربيعية، وبعض أنواعها تمر بسرعة، والأخرى تستريح فيها عدة أيام أو أسابيع، أو تهاجر ليلاً، أو نهارًا.
وبينت أن السبب الرئيس لكثرة الأعداد والأنواع في الطيور المهاجرة عبر فلسطين، موقعها الجغرافي الحيوي بين آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، ووقوعها في منتصف طريق الهجرة. حيث تعتبر بلدنا عنق الزجاجة بالنسبة إلى هجرة الطيور.
وذكرت إن أهم مسارات هجرة الطيور في فلسطين تلك الواقعة ضمن حفرة الانهدام وهي الأغوار وأريحا الذي تم دراستها من باحثي "التعليم البيئي" خلال إنشاء محطات مراقبة للطيور وتحجيلها فيها.
وأشارت النشرة إلى أن القسم الأكبر من الطيور يأتي من أوروبا، ووسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا. وتعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال الخريف والربيع. ويُلاحظ بعضها بأعداد أكبر خلال الخريف مثل النكّات (السّياف)، فيما يُشاهد البعض الآخر بأعداد أكبر خلال الهجرة الربيعية كاللقلق الأبيض، الذي يعتبر من أكثر الطيور المهاجرة مشاهدة خلال الربيع، وتشاهد منه أسراب مُحلقة بالمئات أو بالآلاف مستخدمة تيارات الهواء الساخن، متجهة شمالاً، وهي تهبط للطعام والراحة. كما أن العديد من الطيور الجارحة تحلق فوق فلسطين، في خطوط هجرة محددة، وأكثرها عدداً حوّام النحل، إذ تم تسجيل نصف مليون طائر منه في سنة واحدة!
وقالت: تتميز 90% من الطيور المهاجرة، بأن عبورها لسماء فلسطين التاريخية عادة يكون أقصر في الربيع منه في الخريف؛ بسبب الاندفاع القوي للطيور للوصول إلى مناطق تفريخها بأسرع وقت ممكن، لتأسيس مناطق نفوذ أو سيطرة، واستغلال الوقت الثمين بأقصر فرصة.
وأكدت النشرة أن فلسطين شاهدة كل عام على عبور أكثر من 500 مليون طائر، كون بلادنا أهم ثاني موقع عالمي لهجرة الطيور المُحلّقة.
وأضاف أن اختفاء أسراب الطيور المهاجرة أو تراجع أعدادها يثير العديد من التساؤلات حول تدمير النظام البيئي، والعبث بتوازنه، وقتل الكثير من الأعداء الطبيعية للآفات الزراعية، بفعل الاستخدام المفرط للكيماويات السامة، وما يمثله ذلك من تهديد للتنوع الحيوي وعناصره. وهناك دور حيوي للطيور المهاجرة في النظم البيئية ومقومات الحياة على الأرض، وتعيد الأمل للتخلص من الزراعات الكيماوية والعودة للعضوية منها، وبخاصة في حال تطوير المكافحة العضوية للآفات، التي تساهم أنواع عدة من الطيور في تحقيقها، من خلال تنظيف البيئة من الجيف والقوارض والحشرات المسببة بالآفات والفيروسات.
وذكرت النشرة أن المركز أصدر عام 2015 قائمة طيور فلسطين، وهي دراسة عن الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة، جرى خلالها توثيق وحصر(373) نوعًا من الطيور، تشمل (22) رتبة و(64) عائلة أساسية، و(30) عائلة فرعية، و(186) جنسًا، والتي جرى تحجيلها ورصدها ومراقبتها وتوثيقها في الضفة وغزة. فيما كانت التقديرات السابقة تشير لعدد أقل، أما في فلسطين التاريخية فالرقم أكبر وهو 530 نوعًا.
وجرى تحجيل 20000 طائر في محطات المركز الدائمة ببيت جالا، والموسمية في أريحا، وطولكرم، ومرج ابن عامر، ومنطقة عش غراب ببيت ساحور.
[email protected]
أضف تعليق