بيان مشترك للولايات المتحدة إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة اثار سخط الكثيرين بعد ان كشف عن عملية تطبيع متكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وهو ما وصف بالاختراق الدبلوماسي التاريخي بادعاء انه سيعمل على تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط.

المحلل السياسي والناشط إيهاب جبارين قال: مهم جدا ان نضع الأمور في نصابها، هذا الحدث بدون أدنى شك هو ذو صدى كبير بالنسبة لإسرائيل، تحديدا وأن الحديث عن أول دولة عربية تقدم على مثل هذا الاتفاق وهي ليست جارة لإسرائيل، وعن هذا الاتفاق وجب الحديث أنه أبعد ما يكون عن اتفاقية سلام، بل أقرب لاتفاق تطبيع علاقات، لإن بطبيعة الحال الإمارات لم تكن أبدا بحالة حرب مع إسرائيل.

وأضاف: يجب الإشارة هنا أن العلاقات مع إسرائيل هي قديمة سريا وجهريا ما قبل الاتفاق، لكن ما تحاول أن تقوم به الإمارات بشكل أو بأخر، هو القيادة بالقضية الفلسطينية قدما من جهة وتحديدا بأن هنالك حديث بأن الإمارات اشترطت عدم تنفيذ خطة الضم، أي لا ضم أراض مقابل ضم "اقتصادي". ومن جهة أخرى بدون أدنى شك هي من ستقود دول أخرى في المنطقة للإقدام على اتفاق شبيه. استبعد أن يكون صدى استنكاري كبير لدى الدول العربية من جهة، ومن أخرى في نهاية المطاف، سيكون الحديث عن كيفية التقدم بهذا الاتفاق بشكل فعلي ضمن عامل الوقت. ويجب ان لا ننسى انه من ضمن ال 12 مليون ساكن، فقط مليون واحد هم مواطنون في الإمارات. بالنسبة لإسرائيل الإمارات هي دولة غنية، وستكون منفذ مهم وضخم اقتصاديا.

دعم لنتنياهو الغارق في قضايا الفساد وأيضا فشل في معالجة أضرار وباء الكورونا

الخبير في الشؤون السياسية علي حيدر قال: إن إعلان التطبيع الإماراتي مع إسرائيل هو دعم للتواطؤ الأمريكي- الإسرائيلي الذي يعمل جاهدا للقضاء على القضية الفلسطينية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني وإعطاء مكافئة للاحتلال الذي لا يتراجع عن رغبته بالضم. تقدم الأمارات من خلال هذه الخطوة خدمة ودعم لكل من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ولنتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية المأزومين، حيث ان الأول فشل في تمرير صفقة القرن نتيجة المعارضة الفلسطينية وفشل أيضا في معالجة أزمة الكورونا من ناحية اقتصادية وصحية وشعبيته آخذه بالتردي واحتمالات إعادة انتخابه في شهر نوفمبر القادم. كما أنه دعم لنتنياهو الغارق في قضايا الفساد وأيضا فشل في معالجة أضرار وباء الكورونا وهو محط نقد كبير من قبل قطاعات واسعة في المجتمع الإسرائيلي الذين يطالبون باستقالته.

وأردف ل "بكرا": على مدار السنوات الماضية سادت علاقة سرية بين إسرائيل والإمارات والآن تظهر الى العلن في بشكل بائس ومسيء للفلسطينيين والعرب ولكل أحرار العالم. مما لا شك به، بأن هذه الخطوة سوف يكون لها تبعات وإسقاطات خطيرة على القضية الفلسطينية.

ليس صدفة ان يأتي الاعلان من البيت الأبيض

المحلل السياسي عبد اللطيف حصري: لا يمكن النظر الى اعلان الامارات التطبيع الكامل مع إسرائيل، بمعزل عن صفقة القرن من جهة وحاجة ترامب الملحة لترميم وضعه الانتخابي من جهة أخرى، وليس صدفة ان يأتي الاعلان من البيت الأبيض.

وتابع: لا جديد بموقف الامارات العربية المتحدة، ومؤشرات التعاون الإسرائيلي الاماراتي مدونة منذ عدة أشهر بمقال السفير الاماراتي لدى واشنطن، في صحيفة يديعوت أحرونوت، لكن لهذا الاعلان اسقاطات على منطقة الخليج لا تقل خطورة عن اسقاطاتها على القضية الفلسطينية. وفي الواقع تعثرت مسالة الضم بصلابة الموقف الفلسطيني وفي توازنات الائتلاف الحكومي وليس بفضل الموقف الاماراتي، وما ستجنيه إسرائيل من هذا الاعلان اكبر من الجدل الدائر حول مسألة الضم، ففي أجندة إسرائيل تحقيق اطلالة كاملة على الخليج الفارسي، ويمكن ملاحظة ذلك بالموقف الأمريكي الذي يشيد بهذا التعاون باعتباره مجموعة عمل ضد ايران، وبنفس الوقت لا يسقط مسالة الضم عن الطاولة.

ونوه قائلا: اعلان نتنياهو الاحتفالي بهذا الاتفاق يؤكد انه بات عميقا في خضم حملة انتخابية وتفكيك الحكومة الحالية، والطريقة المهينة التي اطلع بها شركاءه من ازرق ابيض على هذا الاتفاق ترمي الى التقليل من شان منافسيه وتقديم نفسه كرجل دولة من طراز مختلف لا تملك إسرائيل ترف التنازل عنه، فرغم النقد من الجهة اليمنى للخارطة السياسية، على ارض الواقع من يمنع اقامة الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 هو نتنياهو وحكومة إسرائيل، وسوف يقدم نفسه كمن يستطيع الوصول الى سلام مع دول عربية وازنة بدون دفع ثمن بالقضية الفلسطينية، وبتكريس الاحتلال والاستيطان الكولونيا لي.

زحف الامارات نحو الاتفاق مع اسرائيل هو جائزة للاحتلال

النائب السابق د. جمال زحالقة قال: زحف الامارات نحو الاتفاق مع اسرائيل هو جائزة للاحتلال والاستيطان والتهويد والاقتلاع والعدوان. هذه خطوة معادية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. كانت علاقة الامارات بإسرائيل سرية في معظمها، والآن تتحوّل إلى خيانة علنية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]