عقبت النائب عايدة توما على التغريدة التي  كُتبت ردًا على تغريدة للوزيرة السابقة شاكيد، التي وصفتها  بتغريدة "مُعطَّرة" برائحة الفاشيّة، وللرد على التشفّي الحقير للنائب السابق فيغيلين الذي قال إنه استمتع بمشاهدة عرض الألعاب النارية في لبنان.

وقالت:"  أبناء وبنات شعبي الأعزّاء، رفيقاتي ورفاقي، 

انتخبتموني لأطلق صوتكم وصوتكن الحقّ والمبدئي في كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصاديّة، وفي كل الظروف: في أيّام الحرب وأيّام السِلم -وإن كانت قليلة في واقعنا المُركَّب.

بعد أن وصلتني منذ البارحة توجهات من رفاق وأصدقاء يعهدون مواقفي جيدًا -ويرافقونني أمام التهجّمات التي أتعرّض لها عند كلّ موقف لا يروق لا للأذن الصهيونية ولا للمؤسسة الحاكمة أو عند مواقف لا تُجاري أجندات جهات أخرى- مستفسرين عن التغريدة على حسابي في تويتر التي كتبتها في سياق مواجهة التشفّي السافل والحقير بمأساة الشعب اللبناني، أُوضِّح ما يلي:

أولاً، التغريدة كُتبت ردًا على تغريدة للوزيرة السابقة شاكيد، تغريدة "مُعطَّرة" برائحة الفاشيّة، وللرد على التشفّي الحقير للنائب السابق فيغيلين الذي قال إنه استمتع بمشاهدة عرض الألعاب النارية في لبنان.

ثانيًا والأهم، لا أنا ولا غيري، يمكن لنا أن نتناسى جراح الشعب اللبناني النازفة حتى اليوم جرّاء الاحتلال الإسرائيلي والاجتياحات والمجازر التي ارتكبها في لبنان. إن ما يعانيه لبنان اليوم من مآسي ليس إلّا مخلّفات لهذه الجرائم المستمرة حتى اليوم لخرق السيادة اللبنانية وضرب مقاومتها. لا أحد، لا أحد يغفل عن دور ماكنة الحرب الإسرائيلية في لبنان، لا في الأمس ولا اليوم.

ثالثًا، نحن نعي جيدًا أن "التباكي" الإسرائيلي على المأساة اللبنانية، و"اللهفة" لتقديم المساعدات "الإنسانية" ليست دموع تماسيح وحسب، وليست لأغراض دعائية وتسويقية محض، بل بالأساس لدقّ الأسافين بين أبناء وبنات الشعب اللبناني في مصيبته الصعبة.

رابعًا، واقعنا مُركّبٌ. جدًا. فوسط الكمّ الهائل من الحقد والضغينة والتشفّي من أوباش وقطعان اليمين، جاء تصريح بلدية تل أبيب ورئيسها رون حولدائي حول إضاءة علم لبنان على بناية البلدية ردًا مختلفًا أمام الكم الهائل من الحقد والحقارة. في عصر السرعة الإعلامية، جاء في تغريدتي عن هذه الخطوة عبارة "كل الاحترام". وليكُن واضحًا، أنا على علم بأن حولدائي وبلديته قد يكونا بادرا لاسترضاء بعض من الجمهور اليهودي الذي قد يكون تعاطف إنسانيًا مع مخلّفات الكارثة وقد تكون محاولة لتجميل صورة الرأي العام العنصري. الأمر المؤكّد أنها استفزت قوى اليمين العنصري وكان لها أثرها على الرأي العام الإسرائيلي الذي يتغذّى على الحقد والكراهية والعنصرية كل يوم.
أقول لكم ولكُن، واجبي كممثلة لكم أن أشير الى سهواتي كما أشير الى عملي اليومي لأجلكم، الصياغة لم تكُن موفّقة، فهي لم تحمل الموقف كاملاً من سياسات الحرب الإسرائيلية تجاه لبنان، ولا مواقف بلدية تل أبيب من قضايانا.
لا أرى بحولدائي ولا ببلدية تل أبيب التي تقمع أهلنا في يافا سرًا وعلانية، لا دعاة سلام ولا خالصين من العنصرية.
جرائم إسرائيل ضد الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني لا يمكن تبييضها ولا محوها لو "أضاءوا أصابعهم العشرة". ونعم، من يريد أن يقف الى جانب لبنان في مصيبته عليه أن يعترف بالجرائم التي اقترفتها يداه وسياساته حتى اليوم، وإن كانت إنسانية حولدائي طافحة فليوقف فورًا نبش القبور والتمييز ضد يافا وأهلها.

نهايةً، هناك فرق بين الهفوة والزلة والخطأ والخطيئة، فلا تُحمِّلوا تغريدتي - وإن كانت غير موفقة- وزرًا لا تحمله.
لكل المخلصين أقول ميّزوا بين الأطياف الأربعة وثقوا أن مواقفي ما زالت كما كانت دومًا: وطنية، صلبة وإنسانية. أما للمهرولين للشتم والتهجّم وحرق الأخضر واليابس أقول ماضية في عملي ونشاطي من أجل الناس- كل الناس، ولهم الحكم. مواقفي السياسية متاحة لكم ولكنّ جميعًا، وكُلّي قناعة أن الدرب التي سلكتها حتى اليوم أكبر دليل على أنّي أعيش مآسي شعبي والشعوب المستضعفة في كل مكان، فكيف لو كان هؤلاء شعب لبنان الأبيّ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]