اختار أطباء فلسطينيون أن يربطوا بين إنسانية شهادتهم وبين قدسية المسجد الأقصى المبارك، فأدوا القَسَم الطبي داخله، ليكون فاتحة عهد جديد في حياتهم يحمل أسمى معاني الأخلاق والشرف.
عشرات الأطباء من خريجي جامعة القدس، توسطوا قبة الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، مرتدين المعطف الأبيض والسماعات الطبية رافعين كفهم الأيمن، مريدين قَسَمهم "اقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي... وان أصون حياة الإنسان في كافة أدورها في كل الظروف والأحوال... باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق ..."
أداء القسم الطبي في المسجد الأقصى، عادة واظب عليها طلبة كلية الطب في جامعة القدس منذ عام 2000، والى ذلك يقول الطبيب محمد الكسواني :" أول دفعة في كلية الطب عام 2000 أدت القسم الطبي داخل الأقصى، وسيستمر ذلك سنويا رقم الصعوبات والعقبات التي تواجه الطلبة بالدخول إلى مدينة القدس لأن معظم الطلبة يحملون هوية الضفة الغربية".
وأوضح الكسواني أن الطلبة الذين حضروا إلى الأقصى اليوم يمثلون معظم الخارطة الفلسطينية، من القدس والداخل الفلسطيني وشمال وجنوب الضفة الغربية.
ويبلغ عدد خريجي دفعة كلية الطب لعام 2020 106 طبيبا وطبيبة، تمكن 60 منهم الوصول الى الأقصى لأداء القسم، فيما حرم البقية من ذلك بسبب "القيود والرفض الأمني وعدم إصدار التصاريح لدخول المدينة"، كما أوضح الكسواني، وقال:" زملائنا معنا في القلب رغم غيابهم القسري عنا".
عن اختيار الأقصى لأداء القسم قال :" نؤدي القسم في الأقصى، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني فيه وللتأكيد على حقوقنا في الأقصى، والمسجد هو مكان مقدس ليزيد من قداسة القسم الذي نؤديه ولنؤكد على إنسانية وقداسة مهنة الطب في هذا المكان المقدس."
الطبيبة إباء ميادنة من مدينة نابلس أعربت عن سعادتها لوصول الى الأقصى وأداء القسم فيه رغم تأخره في ظل الكورونا وقالت :" نحن محظوظون لادائنا القسم في الأقصى، تأخر تخرجنا بسبب فيروس كورونا وكانت دفعتنا قلقة أن تحرم من آداء القسم كما كل الدفعات السابقة."
وأضافت:" الاسبوع الماضي رفض طلب التصريح لدخول القدس، ثم تم تقديم مرة ثانية لنتمكن من الدخول الى القدس والأقصى، وبحمد الله وصلنا الى المكان، وقمنا بأداء القسم الطبي."
وحالت الحواجز المقامة على مداخل مدينة القدس من مشاركة الأهل فرحة أبنائهم في هذا اليوم وأوضحت ميادنة :" كانت ترغب عائلاتنا التواجد معنا خلال أداء القسم في هذا المكان المقدس، لكن الاحتلال حرمهم، لافتة أن معظمهم -وبحسب الأعمار- من الممكم الدخول الى القدس ، لكن تم ارجاعهم بحجة الكورونا."
الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى قال في كلمة للأطباء بعد أداء القسم:" نفتخر بأبنائنا من جامعة القدس كلية الطب البشري، نعهدهم أمامنا الآن لممارسة حياتهم العملية، وهو ثمرة جهدكم وعلمكم لتنفعوا به الوطن، وانتم فخر للوطن وهذه المهنة الإنسانية للحفاظ على الحياة البشرية ."
وأضاف الشيخ :" آداء القسم في الأقصى رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني يحب الحياة ويحب أن يتعلم ويقدم
رغم الظروف التي يمر بها الظروف ."
وبارك الشيخ الكسواني لجامعة القدس على هذه الخطوة اللافتة للنظر بحضور الطلبة الى الأقصى وآداء اليمين أمام قبة الصخرة، وهورسالة للعالم أجمع أن أبنائنا يربطهم حب للأقصى.
ودعا الشيخ الكسواني كافة الجامعات والكليات الفلسطينية تخريج طلبتها في الأقصى لتكون رسالة للعالم على التمسك بالمسجد الذي ورثناه عن رسول الله والصحابة من جهة، ولتعزيز اسلاميته وعروبته من جهة ثانية.
المصدر: معا
[email protected]
أضف تعليق