قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن عدد الكنائس والكنس في تركيا، يفوق بأضعاف عدد المساجد بأوروبا.

جاء ذلك في كلمة عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة بالمجمع الرئاسي في أنقرة، أمس الثلاثاء، حيث تعهد بالحفاظ على صفة التراث الثقافي العالمي لمسجد آيا صوفيا بإسطنبول مع فتحه للعبادة مجددا.

ولفت أردوغان إلى أن السلطات التركية هي من حوّلت آيا صوفيا إلى متحف بقرار خاطئ في الماضي، وأضاف: "وها نحن نعيده إلى مسجد مجددا".

وأكد أنه سيجري الحفاظ على صفة التراث الثقافي العالمي لآيا صوفيا بـ "نفس الطريقة التي عمل بها الأجداد"، مع إعادته إلى وظيفته الأصلية كمسجد.

وتطرق أردوغان إلى الانتقادات الغربية لهذه الخطوة، ولفت إلى أن دور العبادة لغير المسلمين في تركيا تفوق 4 أو 5 أضعاف عدد المساجد في أوروبا.

وأوضح أن هناك دار عبادة واحدة لكل 460 شخصا غير مسلم في تركيا، مقابل مسجد واحد لكل 2000 مسلم في أوروبا.

وأكد أردوغان أن آيا صوفيا تم تحويله عبر القرار الأخير "من متحف إلى مسجد وليس من كنيسة".

ولفت أردوغان إلى أن مبنى آيا صوفيا كان متداعيا عندما استلمه السلطان محمد الفاتح عام 1453، وحوله إلى مسجد.

وأشار إلى أن الفاتح ومن جاء بعده من السلاطين أضافوا تعديلات وملحقات على آيا صوفيا على مر العصور، بحيث تم تطويره وتجميله وتوسعته.

وأوضح أنه عند استلام آيا صوفيا لدى فتح إسطنبول، كان شكل خرابة تتألف من قبة رئيسية، ومن ثم تحول إلى معلم يخص تركيا، من خلال الإضافات التي جرت عليه، كالمآذن والمكتبة والموضىء والحمام وسبل المياه والأضرحة وغيرها من الملحقات.

ولفت أردوغان إلى أن الذين يحاولون حصر نقاش آيا صوفيا بالقيمة الثقافية، لم ينبسوا ببنت شفة، حيال تدمير الميراث العظيم الذي خلفه العثمانيون في البلقان وأوروبا الشرقية.

كما أشار إلى أن تلك الجهات لم يعل صوتها حيال تدمير ونهب معالم الحضارة الإسلامية من الأندلس إلى القرم.

وبيّن أن الذين يتحفظون على إعادة آيا صوفيا كمسجد، تحت ذريعة الميراث الثقافي، إنما يحاولون إيجاد غطاء لمعاداة الإسلام والأتراك التي تتملك قلوبهم وعقولهم.

كما نوه أردوغان أن السلطان محمد الفاتح شرع بترميم وتطوير آيا صوفيا بعد فتح إسطنبول مباشرة، بينما قام "الجيش الصليبي" الذي احتل المدينة قبل نحو 250 عاما من الفتح، بنهب آيا صوفيا بكل وحشية.

وأشار إلى أن الآثار التي تم نهبها في ذلك الوقت لا تزال تعرض وبفخر في العديد من المدن الأوروبية على رأسها الفاتيكان.

وأضاف: "إذن القضية ليست آيا صوفيا بحد ذاتها، بل هي قضية السيادة على هذا المعبد والمدينة التي يوجد فيها".

ولفت أردوغان إلى أن فتح إسطنبول كان نقطة تحول تاريخية بالنسبة للعالم بأسره وليس للأمة التركية فحسب، وبات رمزا لخروج أوروبا من ظلام العصور الوسطى، كما هو وارد في كتب التاريخ.

وتابع: "بالطبع إن فترة الحكم العثماني الذي امتد من المحيط الهندي إلى أواسط أوروبا، تعد مصدر فخر كبير لنا".

ونوه أن أهم ما يميز العهد العثماني التسامح غير المسبوق الذي تم إبداؤه حيال أصحاب المعتقدات والثقافات الأخرى.

والجمعة، ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1934، القاضي بتحويل "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف.

والأحد، أعلن رئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، خلال زيارته "آيا صوفيا"، أن الصلوت الخمس ستقام يوميا في المسجد بشكل منتظم، اعتبارا من الجمعة 24 يوليو (تموز الجاري)".

و"آيا صوفيا" هو صرح فني ومعماري فريد، يقع في منطقة "السلطان أحمد" بإسطنبول، واستُخدم لمدة 481 سنة مسجدا، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.

المصدر: الأناضول
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]