يقدر الجهاز الأمني الإسرائيلي، أن التصعيد الكبير في يهودا والسامرة حول مسألة الضم قد يؤثر أيضًا على الاستقرار الأمني في الجنوب، مقابل قطاع غزة. وحسب تقديرات الجهاز الأمني فإنه إلى جانب اهتمام يحيى سنوار، زعيم حماس في غزة، بالاستمرار في تحسين الظروف المعيشية والاقتصاد في قطاع غزة، إلا أن قضية الضم يمكن أن تؤثر على الاستقرار الأمني في الجنوب كذلك. وتشير معطيات الجهاز الأمني إلى أن مدى الهجمات الإرهابية من قطاع غزة كان في الأشهر الأخيرة من أدنى المعدلات منذ فك الارتباط. وحسب الجهاز الأمني فإن العوامل الرئيسية للهدوء النسبي خلال هذه الأشهر يرجع أساسًا إلى السياسة التي يقودها السنوار.

وفقًا لهذه السياسة، تعتبر قضية تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة حاليًا في مقدمة أولويات سنوار، إلى جانب أولويات أخرى مثل معالجة وباء كورونا ومواصلة تضخيم قوة التنظيم الإرهابي عسكريًا. في كل واحدة من هذه الأولويات، لا يخدم التصعيد الأمني والمواجهة مع إسرائيل مصالح حماس في هذه المرحلة وقد تضر بهم. وفي حالة حدوث تصعيد أمني كبير في يهودا والسامرة بسبب التوتر السياسي المحيط بقضية الضم والإعلان الإسرائيلي المتوقع الشهر المقبل، ستواجه حماس في غزة معضلة حول كيفية الرد على التطورات. بصفتها منظمة إرهابية تقدم نفسها على أنها زعيمة حركة المقاومة ضد إسرائيل، على عكس السلطة الضعيفة والمتعاونة مع إسرائيل، قد تجد حماس أن وقوفها على الحياد سيعرضها إلى انتقادات شديدة في الشارع الفلسطيني.
في كلتا الحالتين، لا يتم حاليًا تحديد سيناريو التصعيد الأمني الكبير في غزة على أنه احتمال كبير، في المدى القريب، ولكن من ناحية أخرى – يشير الجهاز الأمني، أيضًا، إلى توقع انعكاس التطورات في يهودا والسامرة على الاستقرار الأمني في الجنوب. لذلك، يستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريو تقلص فيه السلطة الفلسطينية مرة أخرى الموارد المالية والرواتب التي تحولها إلى غزة، كما حدث بالفعل في الماضي، وأدى إلى زيادة التوترات الأمنية في المنطقة. جدير بالذكر أن المساعدات المالية القطرية لم تصل إلى حماس مؤخرًا، مما يزيد من الضغط في قطاع غزة.
في غضون ذلك، أفاد مصدر فلسطيني أن حماس تعتزم استئناف تشغيل وحدات السياج في الأسبوعين المقبلين، وبحسب التقرير، تهدد حماس بأنه إذا لم تدخل الأموال القطرية إلى غزة، ولم تنفذ إسرائيل التزاماتها تجاه قطاع غزة، فسوف تستأنف أنشطة الارباك الليلي، يوم الجمعة المقبل. كما جاء أنه إذا لم يتم استيفاء هذين الشرطين، فسيتم استئناف نشاط وحدات اختراق السياج بعد أسبوعين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]