أغرق كشف الشرطة عن قضيّة اعتداء على فتاة من سكّان وادي عارة بالعصي والقضبان الحديدية وسكب مواد حارقة على وجهها وجسمها من قبل والديها، اخيها واختها، شبكات التواصل الاجتماعي بالمنشورات الغاضبة.

وتعود حيثيات القضيّة بحسب بيان الشرطة، بدأ التحقيق مع تلقي الشرطة بلاغا من المركز الطبي رمبم قبل حوالي اسبوعين حول استقبال مصابة (18 عامًا) بحالة خطرة فاقدة للوعي وعلى وجهها وجسدها علامات حروق ولاصابات في انحاء جسدها، حيث ادعى ابناء عائلتها انها قفزت عن السطح.

ومنذ ان كشفت الشرطة عن الموضوع، تعالت الاصوات التي تطلب انزال اقسى العقوبات على المشتبه فيهم الذين تقدّم ضدهم تصريح مدّعي، ما يعني انه سيتم تقديم لائحة اتهام قريبًا.

داعش 

وقالت مها النقيب لـبكرا: تفاصيل ووصف الجريمة حسب بيان الشرطة تقشعر له الابدان، عمل لم تقوم به داعش او المافيا بكولومبيا، بل هؤلاء المفروض الاب والام، الاخ والاخت، من المفروض في داخل اكثر مكان أمن لاي فتاة بالدنيا " بيتها الدافئ" هل هذا بيتها ام هو قطعة من الجحيم؟!!!لا يوجد سبب بالدنيا الذي يشرع كل هذه البشاعة ولا حتى عُشرها!.

وأنهت حديثها: اقول لمن يتبجح ويقوم بذم وشتم الجمعيات النسوية، من يحمي هذه الفتيات التي تعيش في عنف يومي ،هذه الفتيات التي تعيش بجحيم، هل هنالك من يحميها؟؟ هل هنالك من يسمع صوتها او أنينها، انا لا تعنيني الجمعيات النسوية، الامر الوحيد الذي يعنيني هو من يحمي هذه الضحايا وكيف ممكن ان ننتشلهم من هذا الجحيم، لذلك اذا لم تكن من يحرك ساكنا من اجلهن، وهذا أن لم تكون اصلاً ممن يدس الحطب في النار ، اطلب منك الصمت او حتى اخرس واترك الجمعيات ان تنقذ من تستطيع انقاذه، لانه لا يمكن الصمت على هذه الجرائم البشعة.

لا اخلاق 

وبدورها، قالت عضو بلديّة اللد - فداء شحادة لـبكرا:الخبر صادم للغاية ويظهر كم نفتقد البوصلة الاخلاقية ولا استطيع ان اتخيل الظروف الصعبة التي عاشتها الفتاة ومستوى التفكير الاجرامي الذي واجهته. هؤلاء اصحاب قلوب ميتة فهم عذبوا بنتهم بهذه الطريقة البشعة.

وأنهت حديثها: فيروس العنف يعقد العزم على عدم مغادرتنا ونحن تساعد في تطور هذا الفيروس العنيف داخل مجتمعنا لعدم رفضنا للعنف وتنظيم ثورة ضدّه.

لا انسانية 

وعقبت مديرة "نساء ضد العنف" - نائلة عوّاد على الموضوع قائلة: بشاعة إجرام، عدم انسانية وعدم ضمير تمنياتنا لها باسم نساء ضد العنف الشفاء العاجل ونحن معها ونقف الى جانبها في كل خطواتها ونتأسف لها باسم كل ضمير حي اننا لم نستطع الوقوف معها قبل حدوث هذه الجريمة وحمايتها ومنع هذا الاجرام الذي ارتكب بحقها .

واضافت: ولكن ... نحن على ثقة انها انسانة قوية صامدة جريئة بإرادتها ورغبتها بالعيش الكريم وعدم الرضوخ لمجتمع ذكوري يفرض قوته وسيطرته ويحاول تهميش كيانها فقط لكونها إمرأة مسؤوليتنا اليوم بالوقوف متحدات ومتحدين في وجه الذكورية الشوفينية العنصريه الداعية والاصولية لمنع العنف والعنف ضد النساء والتصدي للإجرام والمجرمين ونبذ منتهكي الحريات والمطالبة بمعاقبة المجرمين ومن يهلل لهم ويشد على اياديهم وعدم التقاعس وانزال اقسى العقوبات اتجاه من قام بهذه العملية الاجرامية .

واختتمت حديثها: كفى مساومة على حق المرأة في عيشها الكريم كفى المساومة على حرياتنا الفردية والجماعية.

امانة 

ومن جانبه، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا: مؤسف، ومحزن، انه ما زالت هنالك بؤر في مجتمعنا تتعامل مع الفتيات بهذه الطرق المفزعه. لا توجد اي خطيئة او جريمة تقترفها فتاة توجب الاعتداء عليها بهذا الشكل، وبالذات اذا كان الامر من داخل العائلة.

وزاد: ديننا يعاقب من ينكل ببناته، والبنات أمانة باعناق اهلاليهن للرعاية والحماية، حتى يوم الدين. ما يتبين من بيان الشرطة هو انتهاك للاعراف الانسانية بحق هذه الفتاة، ولكن هذا يكشف فشل منظومة اجتماعية كاملة ما زالت موجوده في بعض البؤر المجتمعية. حان الأوان ان لا تأخذ العائلة دور المجرم واحيانا القاتل بحق الفتيات، بل التوجه الى قسم الشؤون الاجتماعية في المجالس البلدية للحصول على مساعدة في حل الازمات العائلية ومنع تفاقمها الى هذه المستويات البشعه، لا بل والاجرامية.

وأنهى حديثه: اتمنى للفتاة الشفاء العاجل، والعوده الى الحياة الطبيعية، في كنف باقي افراد العائلة الذين يرفضون هذا التصرف، وانت متاكد انهم كثيرون، وسيرعاه ويحموها كما يجب.

بشاعة 

وقالت سماح سلايمة من جمعية "نعم" (نساء عربيات في المركز) لـبكرا:جريمة جديدة تكشف بشاعة وتوحش البشر وتحول البعض لمجرمين بلا قلب ورحمة وتجردوا من إنسانيتهم، كيف وصل الحال بعائلة كاملة من اب وام واخوة نهش لحم اختهم وابنتهم بهذة الطريقة؟

واضافت: الضرب المبرح الحرق والتشويه لوجهه البشع لفتاة في مقتبل العمر، بوسائل كما نسمع عن استخدام عناصر طالبان وداعش لها ، وتقشعر ابداننا من الصور ونحتج عليها.وهذه هي الجرائم ضد النساء تتفاقم وتصل لقاع انحطاط جديد لم نعرفه من قبل.

واوضحت: كنّا وما زلنا في الجمعيات النسوية نوهنا ونبهنا من خطورة العنف ضد النساء والفتيات على المجتمع، وشاهدنا بام اعيننا ارتفاع عدد النساء المعنفات اثناء ازمة الكورونا. ان هذه الفتاه مع كل الالم الذي تمر به تعد محظوظة لانها تتلقى العلاج الان وقصتها كشفت وسيقدم احد للمحاكمة.تخيلوا كم امرأة تعرضت للعنف اثناء الإغلاق ولا نعرف عنها ولم نستطع مساعدتها او حتى توثيق حالتها.المئات بل الالوف ، فمن كثر حالات القتل والعنف تحولنا لخط انتاج سريع لضحايا العنف بالمجتمع الذي سيحولنا لغابة ياكل فيها القوي الضعيف .

واختتمت كلامها: ادعو الشرطة ومكتب المدعي العام عدم التهاون بهذه القضيّة وانزال اقسى العقوبات على هذه العائلة المجرمة من صغيرهم لكبيرهم ليكونوا عبره لمن يعتبر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]