هناك الكثير من قصص النجاح التي نصادفها في طريق الحياة ومنها مايمرّ مرور الكرام، ولايعلق منها في ذاكرتنا شيء يذكر، ومنها ما يبقى عالقاً في الذاكرة، لما لصاحبها من تأثير كبير في الحياة، حيث يترك بصمة دامغة ومؤثرة، تجبرنا أن نقف عندها ونستلهم منها الدروس والعبر، ونجد أن من واجبنا الإنساني والإعلامي أن نسلط عليها الضوء تقديراً منّا لهذه الشخصية المؤثرة
ألشخصية ألتي أتحدث عنها هي المحامية ابنة النقب ، الناشطة القانونية والنسوية ، د. راوية أبو ربيعة التي فازت بمنحة "معوف" لمجلس التعليم العالي ولاعضاء هيئة التدريس المتفوقين من الجمعية العربية. وبدءا من العام القادم ستنضم الى الطاقم الاكاديمي لكلية الحقوق في كلية سبير الاكاديمية.
انها كتلة من النشاط والعطاء ، وتمكنت من كسب حب واحترام جميع من عرفها وعمل معها ،وأرى بأنها مثال مشرّف للمرأة العربية الناجحة، وأتمنى أن تطلع فتياتنا على سيرتها لجعلها قدوة لهم، في طريق النجاح وخدمة المجتمع، برغم صعوبة الظروف وقساوتها في مجتمعاتنا العربية وخاصة بالنسبة للمرأة.
المجتمع العربي في النقب حقق قفزة نوعية
عن سيرورة حياتها، وعن قصة نجاحها، في ظل التحديات والصعاب، اشارت الى أن فوزها يعكس مدى نجاح المرأة الفلسطينية وقدرتها على الوصول لاعلى المناصب لايصال صوتها وصوت شعبها . تحدثت د. رواية أبو ربيعة لموقع بكرا :" نشأت في بيت يشجع العلم ، والدي طبيب وامي معلمة، واثنتين من شقيقاتي حصلن على لقب دكتوراة ، وعلية ساد بالبيت مناخ يشجع العلم، والمثابرة والتغلب على الصعاب، من جهة أخرى المجتمع العربي بالنقب سجل تقدم ملموس على صعيد التعليم ، لدينا طالبات طب تدرس خارج البلاد، إضافة الى طالبات هندسة، وقانون ومواضيع أخرى ولم يقتصر بعد التعليم على العلوم الاجتماعية والتدريس .
وعليه افتخر كثيرا عندما أرى نساء يواصلن تعليمهن للقب الدكتوراة ، ويخترقن مجالات أخرى، واصبح العلم امر مهم جدا لمجتمعنا وخاصة النساء، لذلك اشعر بانني جزء من سيرورة نسائية التي حطمن الحواجز وحققن إنجازات".
من القرى غير المعترف بها الى واشنطن لتحقيق الحلم
وعن مسيرتها التعليمية تحدثت د. أبو ربيعة:" انهيت اللقب الأول كعاملة اجتماعية في جامعة بن غوريون، فترة التطبيق التي كانت في القرى غير المعترف بها، هنا جاءت نقطة التحول لديّ بانه الاليات التي لديّ لا تكفي، ويتوجب علي ان ادرس قانون ، والتخصص في قضايا حقوق الانسان، وعليه انهيت لقب اول في القانون في كلية كريات اونو ، ودائما راودني حلم الدراسة في خارج البلاد، وكان هنالك برنامج رجال قانون من اجل حقوق الانسان من قبل "الصندوق الجديد لإسرائيل" وكان معّد لاسرائيلي وفلسطيني من البلاد في كل عام في واشنطن، وهناك انهيت اللقب الثاني بتخصص القانون الدولي وحقوق الانسان، وتخصصت في منظمة حقوق الانسان منظمة "هيومن راتسوفتش" ، ومن ثم عدت للبلاد وعملت في جمعية حقوق المواطن كمحامية وقمت بتمثيل أهالي القرى غير المعترف بها ، وقضايا جندرية وتعدد الزوجات".
العودة للاكاديمية
ولكن تقول المحامية وامراة القانون :" رغم هذا شعرت انني يتوجب علي العودة للدراسة الاكاديمية، وعدت وانهيت اللقب الثالث في الجامعة العبرية، ضمن برنامج يتخصص بحقوق الانسان، الذي هو بشراكة مع جامعة برلين، وانهيت البوس دكتوراه الأول في الجامعة العبرية في القدس، والبوس دكتوراة الثاني في جامعة تل ابيب، والثالث في اكاديمية بولينسكن، التي اتواجد حاليا بها، وعندها توجه الي من كلية سفير قسم القانون ضمن منحة "معوف" لاستقطاب محاميون متميزون من المجتمع الفلسطيني ، واسنضم مع بداية السنة الدراسية القادمة لطاقم المحاضرين "الكبار" في كلية "سفير".
وعن القوة والعزيمة التي تتمتع بها د. راوية قالت:" والدي كان النموذج الأول لنا ، ولكن استمدت هذه القوة من والدتي التي كانت تقول بان العلم هو سلاح المرأة، وهذا ما اؤمن به، حيث يتوجب على المرأة ان تكون متعلمة ومستقلة اقتصاديا، ولتكون نموذج جيد لعائلتها، الامر ليس بالسهل وانما يتوجب تحدي جميع الصعاب، حتى الوصول".
سلاحنا هو ليس الذي يستعمل للجريمة والعنف انما هو سلاح العلم
واختتمت :" سأواصل دعم مجتمعي من موقعي الجديد، حيث تضم كلية سفير العديد من طلاب النقب، وعندما اقف كمحاضرة قانون امام طالبات قانون من القرى غير المعترف بها، فعندها سوف يشاهدن نموذج امراة ناجحة ولديها دكتوراه في القانون، وهذا بالطبع سوف يشجعهن على الدراسة وتحقيق النجاح، هذا كله مع استمراري في إيصال صوت القرى غير المعترف بها من كل موقع اتواجد به، لأني جزء من هذا المجتمع ويتوجب علينا عدم نسيان هموم شعبنا لأننا شعب واحد، وسلاحنا هو ليس الذي يستعمل للجريمة والعنف انما هو سلاح العلم لكافة المجتمع وخاصة النساء، كل شيء يبدأ بحلم ولكن مع تحدي الصعاب يصبح حقيقة، لان لكل امرأة يوجد القدرة للوصول الى ارفع المناصب، لذلك يتوجب على جميع النساء العربيات عدم الاكتفاء ومواصلة التعليم".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
مبروك. كل الاحترام والتقدير