يستمر النائب الجبهاوي ورئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست ايمن عودة بإثارة الجدل في كل منشور ينشره على صفحته الخاصة في "فيسبوك" او تصريح يدلي به لوسائل اعلام مختلفة، ولكن هذه المرة الهجوم فاق التوقعات لربما لأن المنشور الأخير لعودة مس وبشكل مباشر قضية حساسة لدى عدد كبير من الفلسطينيين خصوصا في الداخل وذلك حين انتقد عودة بمنشوره السياسات الإسرائيلية العنصرية المميزة التي قتلت مصطفى يونس واياد حلاق وطالب المشاركة كخطوة احتجاجية يوم السبت القادم في المظاهرة الكبيرة ضد هذه السياسات في القدس بمناسب مرور 53 عاما على الاحتلال، ما اثار استياء الكثيرين الذين هاجموا شخص ومعتقدات عودة حتى وصل الهجوم الى الجبهة وقياداتها منتقدين بحسب ادعائهم ما وصفوه بالمشروع الجديد الذي يحاول ايمن عودة وحزبه بناءه ضاربين بعرض الحائط -حسب ادعائهم- ان الاحتلال قائم منذ 72 عاما وليس 53 عاما أي منذ عام 1948. ومنهم من انتقد أيضا البيان والمنشور وما حواه حول اغتيال اياد حلاق صاحب القدرات الخاصة على يد عناصر من الجيش الإسرائيلي متهمين ايمن بالتخاذل وواصفين المنشور بالهش ولا يليق بان يصدر من قائد اذ لا يرتقي والحدث.

الموقف الذي طرحه الرفيق ايمن وتم تشويهه هو ان هناك احتلال اخر غير ال 48 هو احتلال ال 67

من جانب اخر البعض التمس عذرا للنائب عودة مشيرا الى انه بشكل دائم يتم تشويه ما يصرح به او يكتبه او يفهم بشكل خاطئ، حيث نشرت الشبيبة الشيوعية في الناصرة منشورا دعت خلاله المشاركة في مظاهرة السبت القادم ومصححة ما كتبه عودة في صفحته "بمناسبة مرور 72 عاما على الاحتلال". للوهلة الأولى يظهر من خلال المنشور ان البعض غير راض عن تصريحات عودة ولكن عند توجه مراسلة "بكرا" لكارلو رشرش سكرتير الشبيبة الشيوعية في الناصرة وسؤاله حول الامر أوضح قائلا ل "بكرا": مظاهرة يوم السبت يقوم بتنظيمها الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والشبيبة الشيوعية قطريا بالإضافة الى عدة منظمات موجودة وفاعلة في المجتمع المدني وفاعلة سياسيا في الخارطة السياسية الإسرائيلية.

وتابع موضحا ومتطرقا الى قصد عودة من منشوره: المظاهرة هي سنوية نقوم بها هي احياء لذكرى احتلال ال 67 والذي مر عليه 53 عاما وتعقيبا على ما كتبه الرفيق ايمن نحن كشبيبة شيوعية وكوادر جبهة ديمقراطية للسلام والمساواة كلنا ثقة تامة برفاقنا في الأماكن القيادية كقيادة قائمة مشتركة او متكلمين باسم الجبهة او في الحزب الشيوعي، واثقون من مواقفهم، والموقف الذي طرحه الرفيق ايمن وتم تشويهه هو ان هناك احتلال اخر غير ال 48 هو احتلال ال 67 حيث نقوم بإحياء هذه الذكرى سنويا.
لذلك ندعو كل القوى الوطنية والأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، أحزاب عربية ويهودية تحت مشاركتنا في مظاهرة ضد الاحتلال وكل الظواهر في مجتمعنا العنف والقتل والهدم، يوم السبت في دوار رابين في تل ابيب السادسة مساء.


ملاحظات انتهازية، تحاول استغلال هفوات لبعض النواب، وتضخيمها

المحلل السياسي والقيادي محمد دراوشة قال لـ "بكرا": نشهد وجود نوعين من الملاحظات ضد النائب ايمن عودة، وكذلك ضد نواب آخرين من القائمة المشتركة. مثل من هذه الملاحظات هو نقد شرعي للقيادة بسبب عدم قدرتها على تلبية وعود ما قبل الانتخابات، مثل التأثير على من سيكون رئيس الحكومة، او رئاسة المعارضة. فمن حق المواطن أن ينتقد ويساءل قيادته، ولا ارى بذلك اي شائبة.
وتابع: من ناحية أخرى نرى ملاحظات انتهازية، تحاول استغلال هفوات لبعض النواب، وتضخيمها، واستغلالها لمصالح جانبية، جزء منها بسبب خلافات داخل الاحزاب نفسها، او بين الاحزاب التي تركب المشتركة، وأحياناً من جهات خارج المشتركة ترى بنفسها منافساً مستقبلياً.
ونوه مختتما: المهم ان لا يكون النقد جارح، وان يبقى موضوعياً، وهادفاً. وبذلك نحافظ على ثقافة الحوار التي نتمكن فيها الاختلاف بشكل حضاري على اي موضوع. ففي نهاية الامر كلنا في زورق واحد، وعلينا مسؤوليات جماعية، والقيادة السياسية ليس معصومة عن الخطأ، ولكنها ليست محصنة من المحاسبة الجماهيرية، بشرط عدم الانزلاق الى التجريح الشخصي.

لصالح من هذه الهجمة؟!
بينما وافقه الرأي المحامي والناشط شادي الصح اذ تساءل في بداية تعقيبه: لِمَ هذه الهجمة على أيمن عودة؟ وتابع: هل لضعف يكمن في داخلنا فلم يعد بمقدورنا مجابهة من يقوم باضطهادنا يوميا من هدم بيوتنا واضطهاد يومي، فنوجه جل غضبنا على من انتخبناهم ليمثلونا أمام العالم، أعلم علم اليقين كم يواجه اعضاء الكنيست العرب من اضطهاد وعنصرية من أجلنا يتحملون يومياً ما يواجهون ونحن بدل أن نقدم لهم الشكر، يمسك كل منا هاتفه وهو جالس في بيته تحت المكيف او خلف مكتبه او تلك التي تحمل بيدها اليسرى كباية النسكافيه او فنجان قهوتها وتبدأ بالكتابة للفت الأنظار!! هل هذا ما ينقصنا في هذه الأوقات وليس ذلك فقط فبعد يومين أو أقل بكثير نعود لمزاولة عملنا كالمعتاد وننسى ما كان وبينما اعضاء الكنيست الممثلين لنا يكونون في الواجهة الأمامية للدفاع عن شعبهم ووطنهم في الخطوط الأمامية. أروني ماذا فعلتم أنتم! وفي صالح من هذه الهجمة؟ ملاحظة: هناك من قدموا لشعبهم ويقدمون منشوري لا يتطرق اليهم، إنما مُوجه الى اولئك الذين فقط هدفهم الحكي الفاضي.

انفصام سياسي

المحلل السياسي إيهاب جبارين لم ينصف عودة في تعقيبه وقال بدوره: نحن كأقلية اصلانية نعيش بين كثير من المناطق الرمادية واللبس بتعريفات الكثيرة، فأنت تسعى للمساواة في دولة تعيش في حالة عداء مع بني جلدتك، مما يشبه حالة من حالات الانفصام السياسي. ولكن هنالك ثوابت يجب عدم النزوح والزعزعة عنها وتعريفها بلسان حر وطليق، الاحتلال بدأ في العام 1948 ومن تلك اللحظة كل ما جرى هو مجرد إضافات. هو احتلال واحد ورواية واحدة ونكبة واحدة. حتى لو أجندة حزبية تسعى لإقامة حل الدولتين لشعبين، أو خمسين دولة لشعب واحد، هذه الرواية والثوابت يجب عدم الزحزحة عنها أو تمييعها لغايات في نفس يعقوب. بل على العكس لأول مرة تسعى الضحية لتقديم تنازلات ليقبل بها اليسار الإستعلائي، وبالمناسبة، اليسار هو كان السبب في كلا النكبة والنكسة.
ونوه: ما جرى يضيف الى الساحة عمق الأزمة القيادية التي نحياها، على ما يبدو أنه قد غاب عن السيد أيمن عودة أنه يمثل كافة الجماهير العربية والتي لا تتوافق أجندتها مع أجندة حزبه بشكل كامل. وبالتالي عليه أن يتصرف وفق ذلك ولا أن يسعى وراء غاياته في تتويجه كرئيس اليسار الجديد في ظل ضعفه. باعتقادي أن ما يعيشه عودة حاليا من إيمان بالشراكة العربية اليهودية أقله على هذا النحو من تنازلات، هو غشاوة ستنقشع عاجلا أو اجلا.

بيان بارد ولا يتلاءم مع الحدث الصعب والمفجع والمحزن

بينما خاطب سامر عثامنه محاضر في مركز "جفعات حفيفة" النائب عودة وقال: انت رئيس القائمة المشتركة التي صوت لها أكثر من 90 % من أبناء شعبنا وحصلت على 15 عضوا، فمن حقنا ننتقدك من حقنا ان نتوقع منك رسم طريق النضال المجدي والفعال.
وتابع: إذا كان هذا بيانك وردك على قتل وإعدام ميداني لإياد الحلاق فعلى الدنيا السلام. هذا بيان بارد ولا يتلاءم مع الحدث الصعب والمفجع والمحزن أما إذا كان بياناً لدعوة الجماهير للمشاركة بالمظاهرة ضد الاحتلال فهذا شيء آخر. انا مع كل مظاهرة ضد الاحتلال لرفع الصوت والاحتجاج لا غير لكن لا أتوقع منها أكثر من ذلك. منذ بدء الاحتلال حسب بيانات غوغل كانت هناك أكثر من 4230 مظاهرة، وبالمقابل الاحتلال أصبح شرساً أكثر. أعمق أكثر، علني أكثر ووقح أكثر. وعلى فكرة يا أيمن المظاهرة كان مخطط لها قبل إعدام إياد والاحتلال منذ 72 عاما وليس 53 عام. ربما يا أيمن آن الأوان للتفتيش عن آليات أكثر نجاعة لمنع إعدام مصطفى أخر وإياد أخر من أبناء شعبنا.

"كيف يعترف الحزب الشيوعي بنكبة هو كان شريكًا فيه؟"
اما الناشط محمد ماضي فطالب بمعرفة الحقائق وقال: الحزب الشيوعي، ايمن عودة، الاحتلال بدأ في 1976وليس في العام 1948 انا متفاجئ ممن تفاجئ حول ما كتب أيمن عودة يوم أمس وقوله ان الاحتلال بدأ في 1967م وليس في عام النكبة 1948. لأن من قرأ التاريخ يعرف أن عودة هو ابن الحزب الشيوعي المسمى الرسمي له "الحزب الشيوعي الاسرائيلي"، وحتّى وقت غير بعيد كان يعلّق علم اسرائيل في مخيماته ومناسباته العامة والخاصة
وتابع: الحزب الشيوعي لعب دورًا مهمًا في نكبة شعبنا الفلسطيني، بل إن أفراد منه شاركوا مع العصابات الصهيونية بل إن الشيوعيين يومها طالبوا باحتلال أجزاء أوسع مما تم احتلاله حينذاك!!! وكل هذا حسب ما أرخه مؤخرًا الدكتور محمود محارب، وهو بالمناسبة قومي الفكر لا إسلامي الفكر كما لا بد لنا أن نعلم أن صفقة الاسلحة التشيكية التي وصلت العصابات الصهيونية عبر الحزب الشيوعي، قد لعبت دورًا مفصليًا في انتصار الصهاينة في حرب النكبة فكيف يعترف الحزب الشيوعي بنكبة هو كان شريكًا فيها.

وتابع: كي أكون منصفًا وكي لا أظلم أبو الطيب، انتظرتُ ولم أكتب عن الموضوع منذ أمس، قلت لا شك أنها زلّة وسينشُر الأستاذ أيمن منشور توضيح او اعتذار او حتى تنويه لكن حتى الآن لم ينشر أي شيء بالمقابل لا يزال صبيان وصبايا ورفاق الحزب الشيوعي يلتزمون حق الصمت بخصوص الموضوع الى من يهمزون بأبناء الصحوة الإسلامية بأنهم كانوا تحت إطار أحزاب دينية او سياسة صهيونية قبل ان يهديهم الله، ويُبين لهم الطريق أقول نعم أبدا لا ينكر أياً منا ان جزء من ابناء الصحوة كانوا في الماضي تحت هذه الإطارات حتى ظهرت الصحوة وانتشلتهم مما كانوا عليه ، فهذا الأمر يكتب لهذه الصحوة ولقيادتها لا عليها مهم جدا أن نعرف الحقائق، حتى لا تضيع البوصلة

عودة يلتزم الصمت!

مراسلة "بكرا" توجهت الى النائب عودة للحصول على تعقيب منه وحتى اللحظة لا يوجد أي تعقيب حول الموضوع كما انه لم يصدر منه أي رد فعل عموما على الانتقادات التي اثارها منشوره، اذ من المعروف انه في اغلب الأحيان يلتزم الصمت، وسننشر التعقيب لاحقا في حال وصلنا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]