تحرص إدارة المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل، برئاسة بروفيسور قصي حاج يحيى، على حث وتشجيع الطاقم الأكاديمي على دمج الإبداع والابتكار في سيرورة التعلم عامةً، وفي عملية التعلم عن بعد التي تفرضها الظروف الحالية، وذلك من خلال استخدام شتى الأدوات والوسائل الديجيتالية وتوظيفها بشكل ناجع لإنجاح عملية التعليم، إلى جانب الحرص على اختيار المضامين التربوية المناسبة.



ويشدّد بروفيسور قصي حاج يحيى، رئيس المعهد، على أهميّة التماشي والتأقلم مع روح العصر وملاءمة المضامين التعليمية والتربوية مع متطلبات العصر الديجيتالي وإدخال عناصر الابتكار والابداع في التعليم لزيادة التشويق والاهتمام لدى الطلاب، إلى جانب تحفيزهم على أخذ دور فعال في عملية التعليم. ويضيف أنّه سيحرص على أن يكون التعلم عن بعد جزء من برنامج الإعداد للسنة القادمة، وسيطالب بتحويل 20% من المساقات في كل قسم إلى تعلم عن بعد.



وتدمج عبير زيبق- حداد، المحاضرة في المعهد، الإبداع في عملية التعليم من خلال الاستعانة بمختلف الأدوات الديجيتالية مثل التصوير والإخراج ومسرح الدمى المصوّر وإنتاج الأفلام القصيرة التي تنقل مضامين تربوية هامة، وتأليف وسرد القصص المصوّرة وغيرها. وقد بدأت بالاعتماد على الوسائل الديجيتالية ما قبل أزمة الكورونا التي خلقت واقعًا جديدًا، وأجلست الجميع في البيوت مضطرين لمواصلة التعليم عبر البرمجيات الديجيتالية، أمّا بالنسبة لعبير زيبق-حداد فقد كانت هذه التجربة مميزة لأنّ اعتمادها على الديجيتال سبق هذه الأزمة. وهي ترى أنّ الصوت والصورة والإنتاج والشاشة بإمكانها تحويل عملية التعليم إلى أكثر إثارةً وإبداعًا للمعلمين والطلاب على حدً سواء.



وبدوره، بدأ د. إبراهيم عامر، المحاضر في مجالات العلوم والكيمياء، باستخدام مختلف التطبيقات والبرمجيات الديجيتالية في عملية التعليم منذ نحو عشر سنوات، وهو يدمج الابداع والخيال من خلال تقنيات الأنيميشن والتصوير ثلاثي الأبعاد والحركة وغيرها، ويساعد كل ذلك في وضع الطالب في مركز العملية التعليمية بينما يقوم المعلم بدور الموجّه. وبحسب د. إبراهيم عامر فانّ التطبيقات والبرمجيات الديجيتالية لا تكشف الطالب على المعلومة فحسب، كما يحدث في التعليم التقليدي وانّما تساعده على التفاعل وأن يعيش التجربة بكافة حواسّه، فعلى سبيل المثال يمكن تعلم أنواع النباتات من خلال تطبيقات خاصّة تسمح للطالب بتصوير أيّة نبتة يصادفها في جولاته والاستعانة بهذه التطبيقات للتعرف على جميع خصائصها، وكذلك الأمر بالنسبة لأي موضوع كان.



ومن جانبها، تستخدم المحاضرة مارلين إيرز في مساق "صانعو الأحلام" اليّة التصوير لتجسيد مضامين تعليميّة، بحيث يعتمد الطلاب على محيطهم وبيئتهم القريبة لتصوير صور إبداعيّة تجسّد نصوص شعرية وأدبية مختلفة، وتقول إيرز أنّ استخدام الخيال والإبداع لخلق صورة تجسّد نصًا أدبيًّا يكشف الطلاب على مكامن الإبداع لديهم ما يعزّز من لإيمانهم بقدراتهم. ويتضمّن المساق إقامة معرض فني نهائي لإبداعات الطلاب والذي يمكن أن يكون هذا العام معرضًا افتراضيًّا كما يحتّم الوضع.



أمّا د. عايدة نصر الله، المحاضرة في مجال الفنون، فتقول أنّ مهمتها الأساسيّة هي تحفيز الطلاب على التفكير الإبداعي، ويمكن الاستعانة بعالم الديجيتال لنقل وتجسيد هذا الإبداع من خلال العديد من الوسائل والأدوات الرقمية كفن الفيديو والسيميولوجيا البصرية واللغوية وصناعة الأفلام والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها الكثير من الوسائل التي تساعد على تجسيد المضامين التعليمية بطرق إبداعية، ويمكن أن تساعد حتى في تجسيد مفاهيم ونقاشات فلسفية كمعنى الموت والحياة وغيره. وتقول د. عايدة نصر الله أنّ التدريب على التفكير الإبداعي يساعدنا في النظر إلى كل الأمور بطريقة مختلفة بحيث يمكنّنا من رؤية الإبداع في كل شيء حتى في التفاصيل الصغيرة، ولسنا مضطرين إلى البحث عن الإبداع بعيدًا، يكفي أن ننظر إلى عمل ربات البيوت داخل منازلهنّ لنرى كم من الإبداع يتضمّن. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]