بالرغم من اعلان بعض رؤساء السلطات المحلية العربية فتح بوابات المدارس واستقبال الطلاب بشكل طبيعي كما أعلنت الحكومة ضاربة بعرض الحائط القرارات التي اتخذتها اللجنة القطرية بعد اجتماعها بمهنيين ولجان أولياء أمور الطلاب في هذا الشأن بعدم العودة الى المدارس في المجتمع العربي، في مختلف مراحلها، خلال الأسبوع القادم، لما في ذلك من أخطار محدقة، الا ان الصرح التعليمي الابتدائي لم يشهد اليوم استقطابا للطلاب حيث ان الأهالي التزموا كليا بعدم ارسال أبنائهم الى المدارس.

توصياتي هي الانتظار حتى الأربعاء والتروي

بروفيسور بشارة بشارات مدير جمعية "صحة المجتمع العربي" قدم توصيات للجهات الرسمية تتعلق بمسألة العودة الى المدارس ومزاولة الحياة الطبيعية حيث رأى انه في الوقت الحالي سيكون من الصعب إعادة الطلاب الى المدرسة من الناحية الصحية وقال: توصياتي في الفترة الأخيرة هي الانتظار والتروي، في البداية علينا الفصل بين المدارس العربية والعبرية اذ ان وقت انتهاء دوام المدارس اليهودية هو نفس وقت انتهاء دوام العربية وبعد ان تقرر فتح المدارس اقترحت التروي أسبوع لأنه في المجتمع الإسرائيلي عموما بدأت ازمة كورونا تنتهي اذ ان حالات المتماثلين للشفاء اعلى بكثير ممن يصابون بالمرض، لذلك فان المجتمع الإسرائيلي حاضر للعودة الى المدارس ولو تدريجيا بينما مجتمعنا العربي في تأخير معين لان المرض بدأ متأخر أسبوعين عن المجتمع اليهودي لذلك الامر غير واضح لدينا اذا ما بدأت الدالة بالانخفاض ام لا لذلك يجب الانتظار أيام أخرى قبل العودة للمدارس، كما ان شهر رمضان قد بدأ قبل أسبوع ولا تعلم مدى تأثيره على كورونا هل سيكون هناك ارتفاع ام انخفاض في الحالات لذلك فان توصياتي هي الانتظار حتى الأربعاء والتروي حتى نرى ما هي نسبة العدوى والتغيير الذي يحصل عليها ولا يجب ان يكون هناك أي رجوع قبل العاشر من أيار.

فيما رأى بشارات انه لا يضر عودة الطلاب للمدارس في القرى التي لم تشهد إصابات كورونا في حال التحضير جيدا لاستقبال الطلاب مثل تعقيم الصفوف التعليمية وأيضا حصر المعلمين وعدم استقبال معلمين من بلدات موبوءة، بينما وجب الحذر في قرى مثل دير الأسد او حورة النقب التي شهدت عشرات الحالات

المدارس اليهودية والعربية وطواقمها تفتقر الجاهزية لاستقبال الطلاب

بدورة قال مدير المركز اليهودي العربي للسلام السيد سامر عثامنه الذي اشغل بالسابق مديرا لقسم التربية في جفعات حبيبة أن قرار إرجاع الطلاب الى مقاعد الدراسة مستهجن وغريب وخاصة أن 40% من الإصابات بفيروس كورونا منذ 19/4/2020 هم من الأطفال بحسب أقوال وتصريح من د. رياض مجادلة وغيره من المختصين. فبظل تلك النسب للعدوى والمرض عند الأطفال لن يراهن الأهالي بهذه المرحلة على سلامة ابنائهم وصحتهم ولذلك رأينا أن معظم لجان أولياء الأمور عربا ويهودا قد صرحوا وبحق أنهم لن يقوموا على ارسال ابنائهم للمدارس. أضف الى ذلك المدارس وطواقمها تفتقر الجاهزية لاستقبال الطلاب ورأينا أكثر من تصريح على ذلك من سلطات محلية عربية وحتى يهودية كمدينة تل أبيب.

ونوه: لكن وبهذا المضمار أوجه اللوم على الحكومة وعلى من يقف على رأسها، بحيث انه ومن خلال تصريحاته منذ بدء الأزمة أدخل الناس الى حالة من الرعب والخوف من هذا الفيروس ومن تداعياته وخرج الى الشاشات كل يوم وأعلن عن تزايد عدد الإصابات بالدولة والان يريد أقناعنا بدون أي تمهيد وبدون اي سيطرة على الفيروس بالدولة ان ارجاع الطلاب الى مقاعد الدراسة هو آمن، متجاهلا تجارب عالمية أخرى مثل اليابان التي تفشى بها الوباء من جديد بعد إرجاع الطلاب الى المدارس. كما ان عدم وجود ضمانات بخصوص النظام الوقائي والصحي الذي سيتّبع في المدارس ولا توجد معلومات واضحة ومطمئنة للأهالي بخصوص جهوزية المدارس العربية لاستيعاب الطلاب لتفادي أخطار تفشي العدوى وانتقالها بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الطلاب والاحتكاك المباشر بينهم يقوي قناعة الأهل بعدم إرسال أبنائهم. أضف الى ذلك الطلاب بهذا الجيل يصعب عليهم التقيد والانصياع وعدم الحركة والحفاظ على مسافات آمنة. من هنا بات توقع تفشي الوباء والمخاطرة بسلامة الطلاب عالي ولذلك يجب تأجيل ارجاعهم والتريث حتى يستتب الوضع ويتحسن.

ختاما أكد عثامنه أنه يدعم قرارات اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية بعدم العودة إلى المدارس في المجتمع العربي خلال الأسبوع القادم.

هل فكر متخذو القرار كيف يؤهلون الاطفال للعودة؟ آمل ان يتدارك المسؤولون قراراتهم ويتدبروا العواقب قبل التطبيق

د. هند إسماعيل محاضرة ومعالجة نفسية علاجية ومرشدة علاجية اختارت في تعقيبها ان تسرد حادثة مرت عليها خلال تواجدها في أحد المحلات وقالت: استوقفتني صرخة في الحانوت قبل ايام. التفت وإذا بطفل لم يتجاوز الثالثة من عمره يصرخ لأمه بانه "صاب". لم افهم في البداية حتى رأيت امه تسرع الى المعقم على طاولة المحاسبة وتناول لطفلها ليمسح ايديه لاهثا، والدموع تملأ عينيه. انتبهت الام لانتباهي فالتفت متبسمة واثقة بنجاحها: علمته ان يأخذ حذره في عدم لمس اي شيء في الخارج وإذا لمس شيئا ان يعقم يديه على الفور.

وتابعت: الضغط الممزوج بالرعب، كان واضحا على وجه الصغير. اما الام فبدت عليها نظرة الرضا اذ نجحت بتدريب ابنها تماشيا مع التعليمات التي تلقيناها جميعا للحماية من الوباء. وزارة الصحة شدّدت ووزارة التعليم طبّقت واقفلت ابوابها. والاهالي نفّذت التعليمات. الصحة البدنية أولا. والتعليم في مرحلة لاحقة وغاب عن كل الوزارات والاطراف الصحة النفسية.

وأضافت: ما غاب عن الوزارتين ان هناك جيل غض مهمته العمرية اليوم هو اكتساب الاحساس بالثقة الاساسية والأمان. جيل زعزعت الازمة قواعد الامان من تحت قدميه، أغلقت روضته وساحاتها وابتعد عن اصدقائه ومعلماته. فلا امان في الروضة، ولا امان في لمس الألعاب، ولا في حضن الجدة، والاكسجين الذي يتنفس قد يحمل الخطر. نحن البالغين نملك القدرة على ان نلائم ردود افعالنا لمتطلبات الواقع المتغيّر، اذ ندرك هذا التغيير أكثر وندرك انه مؤقتا، وقد نعتاد روتينا آخرا، اما الطفل قبل السادسة فان التغييرات قد تترسخ كثوابت يتطلب تغييرها وقت اطول وجهد أكبر.

وتساءلت: كيف نقنع هذا الطفل غدا بان ما منع بالأمس لأنه خطر صار اليوم مسموحا وأصبح آمن؟ او كيف نضمن ان يدبر اموره إذا "صاب وارتعب" وكانت امه بعيده. ومن مفارقة الوضع ان من يجلسون في مواقع اتخاذ القرار، يتلقون بشائر للأمان الصحي ليعودوا لتأهيل القاعدة الاقتصادية، مبتدأين خطتهم بأكثر الحلقات حساسية: الاطفال في المرحلة العمرية الغضة، بعد ان ترسخت في اذهانهم الصغيرة خطورة ما قد يحدث في الخارج. وبعد ان اختلت قواعد الامان لديهم. بل بعد ان تداخل واقع كورونا في عوالمهم. واصبحت لديهم كمامة ديزني وسبايدر مان. هل فكر متخذو القرار كيف يؤهلون الاطفال للعودة؟ هل الطواقم التربوية جاهزة للتعامل مع طفل يرفض ان يلمس لعبة لمسها زميله من قبل؟ او مرعوب من الدخول الى صف يوجد به عدد كبير من الطلاب. هل الاهالي مستعدون لهذه الخطوة، هل لديهم ما يقولون لطفلهم ان اراد كسر باقي قواعد العزل بما انه خرج؟ هل سيدرك ابن الروضة هذا التحول خلال يوم ويندمج وكأنه لم يكن معزولا لشهرين هل لدينا جواب لماذا هو وليس اخيه ابن العشر؟ ماذا عن المربيات والطواقم المساعدة؟ هل جاهزات لاختراق حاجز المترين لمساعدة طفل وقع سهوا، او يحتاج مساعدة في الحمام؟ كنت من اول المنادين لتعزيز المربيات ودعمهم لمواصلة عملهم مع كامل الاحتياطات، ولتمكين طواقم الطوارئ العاملة خلال كل الفترة.
ونوهت: اما وقد تقرر شملهم ببرنامج العزل، وبدا الاطفال بتذويت خطورة الوضع فإن عودتهم اولا وبشكل سريع فيه مخاطرة وتحدّي وربما كسر اخر للروتين يتطلب من جهاز التربية تداركه. إذا كان القرار اقتصاديا. فهل نصف يوم لنصف اسبوع سيساعد الاهالي للعودة لمزاولة اعمالهم؟ ام سيجبرهم ان يتفرغوا ليكونوا متاحين للتوصيل والاستقبال؟ كلنا نريد بل نصلي ان تعود الحياة الى مجاريها.. وننعم جميعا بالصحة البدنية والانتعاش الاقتصادي ولكن بحكمة وتدبر وبأقل ضرر نفسي. لماذا لم يعاد طلاب الجامعات والثانويات مثلا وهم بأمس الحاجة لتحديد مصيرهم التعليمي؟ وهم قادرون على استيعاب الانتقال والتأقلم اليه باستعمال كافية آليات الوقاية؟ آمل ان يتدارك المسؤولون قراراتهم ويتدبروا العواقب قبل التطبيق.

وفي النهاية وجهت دعوة قائلة: هي دعوة لكل أهل للحرص والاصرار. ولكل مربية بدراسة العودة من كافة جوانبها. غدا ستستقبلون اطفالا يختلفون عمن ودّعتم قبل شهرين فاستعدوا.

لن اعيد ابنائي الى مقاعد الدراسة

الناشط الاجتماعي والسياسي المحامي باسل دراوشة عقب قائلا: الحكومة تجتمع عبر تطبيق الزوم (اجتماع عن بعد) لتعيد ابناؤنا في الصفوف الاول للثالث لتتعلم عن قرب وعلى مقاعد الدراسة في بداية الأسبوع المقبل 03.05.2020. ونقلا عن دكتور رياض مجادلة ان 40% من المصابين بالكورونا من تاريخ 19/4 حتى اليوم هم من الاطفال!! بناء على ذلك وفي هذه المرحلة لن اخاطر ولن اراهن على سلامة ابنائي وصحتهم ولن ارسلهم للمدارس حتى تعود الحياة الطبيعية الي مجاريها. عدى عن ذلك فانا مقتنع ان العودة الى مقاعد الدراسة خلال شهر رمضان المبارك لن تفيد الطلاب والطالبات وذلك لأن تجربة الماضي من خلال الغياب الكثير للطلاب في رمضان بدون علاقة لكارونا. العودة لن تفيد طلابنا في هذه المرحلة وقد تكون العودة لمقاعد الدراسة مقبولة بعد عيد الفطر السعيد مشروطه بتغير الظروف وباتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة وصحة ابناءنا.

وأضاف: هذا موقفي بعد تفكير عميق ومتابعة الاحداث والتطورات المتعلقة بالكارونا. فإن كان العلم رسالة، فالصحة غنيمة وأمانة، وقراري هذا جاء للأسباب عديدة منها: عدم وجود ضمانات بخصوص النظام الوقائي والصحي الذي سيتّبع في المدارس ولا توجد معلومات واضحة ومطمئنة للأهالي بخصوص جهوزية المدارس العربية لاستيعاب الطلاب لتفادي أخطار تفشي العدوى وانتقالها بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الطلاب والاحتكاك المباشر بينهم. الطلاب المفروض عودتهم في هذه المرحلة ينتمون لجيل يصعب عليه التقيد بعدم الحراك والحفاظ على مسافات آمنة. عدم استقرار قرارات المؤسسات الرسمية والحكومية بما يخص باستئناف التعليم، وعدم وضوح الرؤية لقرارات وخطط وتوجيهات وزارة التربية والتعليم في مجتمعنا العربي بشكل عام. انا ايضا ادعم قرارات اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية بعدم العودة إلى المدارس في المجتمع العربي خلال الأسبوع القادم.

السلطات المحلية باستطاعتها تشغيل الكوادر الموجودة لتقليل الأضرار ولبناء برنامج عودة آمن وتدريجي إلى المدارس

الاقتصادي والمهني خالد حسن قال: باعتقادي التخبط السائد بكيفية العودة إلى الحياة ما قبل الكورونا وبضمنها متابعة المسيرة التعليمية جاء ليظهر التباين الشاسع ما بين الحكم المركزي والحكم المحلي، فلا بد من الإشارة هنا إلى دور السلطات المحلية الأساسي بإدارة النواحي الحياتية وبضمنها الشؤون التعليمية في كل بلد، ولكن هذا الدور غالباً غير مدعم مادياً وغير مؤهل مهنياً لمواجهة تحديات عادية فما بالنا بالتحديات الفجائية؟؟؟ لذلك تتدحرج المسؤولية أولاً وأخيرا على عاتق الأهالي عن طريق لجان أولياء الأمور وأطراف أخرى لكي يقطعوا دابر القول بقرارات تتماشى مع رؤيتهم لمصير أبنائهم.

وتابع: من المتوقع، والله أعلم، بأننا سوف نتعايش مع وجود الكورونا، شئنا أم أبينا، وعلى ما يبدو سوف تعود المياه إلى مجاريها ولكن مع كورونا. ونحن كلجان أولياء أمور أعلنا عن نيتنا بعدم افتتاح المدارس لمنع العدوى، ولكن بالأساس السبب الأساس هو لأن مدارسنا غير حاضرة لمواجهة التحدي الجديد وهو مخاطر انتشار الكورونا وأيضاً الأهالي غير حاضرين نفسياً ولا توعوياً لإرسال أبنائهم إلى المدارس. وهنا يأتي دور السلطات المحلية بتوفير قاعدة الأمان للأهالي وأبنائهم عن طريق: تجهيز المدارس ضمن التحديات الجديدة. إطلاق حملات إرشاد وتوعية للأهالي والأبناء لكي يستطيعوا التأقلم مع الواقع الجديد.

ونوه: من المؤكد بأنه كل يوم تغلق به المدارس لهو خسارة فادحة لمستقبل أولادنا ومن ناحية أخرى لا نرضى بأن تغلق المدارس إلى الأبد. لذلك مطلوب في هذه المرحلة حلول قيادية وعلى نطاق واسع والتي من شأنها جبر ما كُسِر وإصلاح ما تعطّل. السلطات المحلية أعلنت عن عدم قدرتها قبول هذا التحدي، والتجأت إلى إعلان الإضراب، ولكن باعتقادي بأن السلطات المحلية باستطاعتها تشغيل الكوادر الموجودة بحوزتها وبضمن الإمكانيات المتاحة لتقليل الأضرار ولبناء برنامج عودة آمن وتدريجي إلى المدارس، كل سلطة حسب إمكانياتها. نعم المدارس مغلقة، ولكن على السلطات أن تعمل ليلاً ونهاراً لكي يعود أبناءنا إلى أماكنهم الطبيعية، على مقاعد الدراسة الآمنة.

عدم عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة يشكل عبئ على الاهل

رمزي كريم في بداية حديثه ل "بكرا" تمنى ان تعبر هذه المحنه بسلام ويعود الجميع للحياة الطبيعية. وقال: انا لست ضد العودة الى المدارس ولكن قبل ان نتخذ قرار العودة يجب فحص كل الايجابيات او السلبيات من العودة. والقرار يجب ان يكون بمشاركة الهيئات مثل قسم المعارف واولياء امور الطلاب والاهالي. حتى لا يتحمل الأهالي المسؤولية واللوم في حال كان هناك انتشار واسع للعدوى مجددا.

ونوه: اعلم ان عدم عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة يشكل عبئ على الاهل الذين لن يكون باستطاعتهم ممارسة الحياة بشكل طبيعي مثل الذهاب الى العمل ما يشكل أيضا بالنتيجة عبئا ماديا، الامر معقد وبالتالي يجب ان يكون هناك قرارا سليما بمشاركة جهات مختصة ومسؤولة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]