كتب شادي عواد في صحيفة الجمهورية اللبنانية: تقدّم منصّات التواصل الإجتماعي خدمات عديدة ومختلفة تلبّي مجموعة من الاحتياجات للبشر، أبرزها التواصل مع الناس الذين قد يستحيل الإتصال بهم في الواقع، مُتخطّية الحدود الجغرافية واللغوية.


تقدّر أحدث الإحصاءات عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الناشطين حول العالم بنحو 3.8 مليارات شخص، أي ما يقارب نصف سكّان العالم. وبعد انتشار فيروس كورونا، زاد هذا العدد إلى حوالى الأربعة مليارات شخص. وفي زمن كورونا، تلعب وسائل التواصل الإجتماعي دوراً إنقاذياً لأشخاص كثيرين من الذين يعانون خلال الحجر بسبب العزلة.

محتوى منوَّع
توفّر منصّات التواصل الإجتماعي محتوى منوّعاً من الترفيه إلى التعليم والتوعية والأخبار وغيرها. وأصبحت تطبيقات التواصل الإجتماعي في كثير من الأحيان، بديلاً عن شاشات التلفزيون والراديو وغيرهما من الوسائل الإعلامية. لذلك، قامت كبرى وسائل الإعلام المحلية والعالمية بالتعويل كثيراً على هذه المنصات لإيصال المحتوى الذي تقدمه لجمهور أوسع، خاصة في ما يتعلق بأخبار فيروس كورونا وعدد الإصابات وكيفية الإنتشار، كون أغلب الأشخاص يعتمدون على هذه المواقع للوصول إلى المعلومة بجوانبها المختلفة. في السياق عينه، زاد عدد المؤسسات الرسمية والمسؤولين والسياسيين والصحافيين الذين يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي لبثّ تصريحاتهم حول كورونا، وتفسير بعض المواقف والأمور وإعلان القرارات الهامة عبر حسابات رسمية. بالإضافة إلى ذلك، سمحت وسائل التواصل الاجتماعي للأشخاص ببَث الفيديوهات والأحداث لحظة حصولها، بحيث انتشرت العديد من الفيديوهات من مدن عدة في العالم تظهر خلوّها من المارّة والسيّاح، أو فيديوهات لأمور كانت تحصل خلال الحجر المنزلي مثل حفلات الغناء الجماعية على شرفات المنازل. في المقابل، وعلى الرغم من كل الذي ذكرناه، لم تخل مشاركات وسائل التواصل الإجتماعي من الأخبار المزيفة، التي تحتاج جهداً ومعرفة للتمييز بينها وبين الحقيقة. فالحاجة إلى المعرفة دافع قوي لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث تزيد هذه الحاجة وقت الأحداث الكبرى العامة والأزمات، مثل أزمة فيروس كورونا.


تخفيف وطأة الحجر
ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي بشعور الأشخاص بأنّ الأزمة جماعية وأنهم ليسوا وحدهم الذين يعانون منها، الأمر الذي خفّف من وطأة الأزمة بشكل عام. إذ أتاح المحتوى المتوفّر عبر وسائل التواصل الإجتماعي خلال أزمة انتشار وباء كورونا، بما احتوى من فيديوهات منزلية وأمور ترفيهية، في جعل الحجر المنزلي أخفّ وطأة، كون مشاركة هذا النوع من المحتوى يظهر للأشخاص أنهم ليسوا وحدهم والأمور ليست بالسوء الذي يتخيّلونه. وبحسب الخبراء النفسيين، تكون أغلب هذه السخرية من باب ما يسمّى في علم النفس التحليلي الإعلاء النفسي، وهي حيلة دفاعية نفسية تساعد العقل على التغلّب على الإحساس أو السلوك غير المرغوب فيه بتحويله إلى سلوك مقبول.
المصدر: الجمهورية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]