أغرق موضوع التوقيع على ائتلاف حكومي بين زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو وزعيم حزب أزرق - ابيض، بيني غانتس، شبكات التواصل الاجتماعي بالمنشورات المستاءة.

وعبر العرب عن غضبهم واستيائهم من خطوة كهذه وذلك من خلال منشوراتهم الفيسبوكية.

وقال الناشط السياسي شريف زُعبي لـبكرا: حكومة نتنياهو والاربعين حرامي التي تشكلت بتركيبة تحتوي 36 وزير و16 نائب وزير . هي حكومة يمينية جديدة يترأسها اكبر محرض على الجماهير العربية .

وتابع: هذه الحكومة برنامجها الاحتلالي هو تنفيذ 'صفقة القرن' ومخططات ضم الاستيطان، وستتبنى سياسات رأسمالية تمسّ بالطبقات العمالية والشرائح المستضعفة كحجة للخروج من ازمة الكرونا ، مما سيعمّق من صعوبة الاوضاع السياسية والاقتصادية للمواطنين العرب.

وأوضح: وجود وزير عربي في هذه الحكومة هو لتزينها فقط وبغض النظر عن عنصريتها .

وأنهى حديثه: وتبقى مهمتنا ان نكون في قيادة المعارضة ضد هذه الحكومة وسياساتها اليمينية، وتوظيف قوتنا البرلمانية والجماهيريّة، القائمة المشتركة ولجنة المتابعة واللجنة القطرية للرؤساء وكل مؤسساتنا الوطنية، لمتابعة السير في طريق النضال والدفاع عن حقوق أهالينا المدنية والقومية وعن حق شعبنا الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

السيادة الإسرائيلية

وبدورها، قالت النائبة السابقة - نيفين ابو رحمون لـبكرا: أهم ما في هذا الائتلاف هو "فرض السيادة الإسرائيليّة" على مناطق التي حاولت اسرائيل من خلال حكومتها اليمنية الصهيونية الدينية التي تقف على رأس مؤسساتها في السنوات الأخيرة الى تثبيته من خلال سياسيين ومن برامج سياسية جاءت لتفرض مخطط الضم الزاحف. وقد بدأ ذلك قبل هذا الائتلاف حين تم تشريع قانون القومية كمدخل لتنفيذ مخطط الضم خصوصا في نزع الشرعية الفلسطينية عن الأرض وتثبيت "السيادة الاسرائيلية" على مناطق ج. هذا الائتلاف كان متوقعا، رغم صعوبة المعنى السياسي له، ولكن يوضّح مدى شعبوية السياسة الاسرائيلية في التعاطي مع القضايا السياسية.

واضافت: من الواضح أن الحكومات الأسرائيلية هي حكومات اقصائية وعدائية تجاه الفلسطيني، ولكن بشكل خاص في السنوات الأخيرة يمكن الحديث عن هوس كبير في تعزيز الهوية اليهودية لاسرائيل ويأتي ذلك كل مرة على حساب الفلسطيني، تشريع قوانين، وسياسات عامة موجهة على المستوى الوجودي كأصحاب لهذه البلاد.

ونوهت: هذا الائتلاف هو تتمة لسياسات عامة قائمة ، يسعى الى تعزيز سياسات اقصائية تجاه الفلسطيني من خلال الموقف والكلمة والوعي، والمرحلة السياسية التي لحقت بنا بعد قانون القومية هي مرحلة سياسية مفصلية خصوصا أنها تجرّد الفلسطيني من شرعية وجوده، ومن ملكيته التاريخية ، الى جانب سعيه الى نسف حق تقرير الشعب الفلسطيني كاملا وهذا يتترجم أيضا في مخطط الضم الذي يكون بمثابة نكبة جديدة لنا كشعب فلسطيني. عدا عن العداء الممنهج الذي سيأخذ الفلسطيني الى صراعات يومية على كافة المستويات.

وأنهت حديثها: باعتقادي هنالك حاجة هامّة الى ترتيب أوراقنا على مستوى فلسطيني في التعامل مع واقع قد يبدو للوهلة الأولى له تبعات وتحديات كثيرة، تتطلّب منا نضالات كفاحية في وجه هذا الانفلات السياسي الاسرائيلي.

اتفاق متوقع 


ومن جانبه، قال المحلل السياسي د. ثابت ابو راس لـبكرا: الاتفاق بين الليكود وكحول لافان كان متوقعا على ارضية ازمة وباء الكورونا واحد نتائجها الخطيره التي تمثلت باكثر من مليون ومائة الف عاطل عن العمل يجلسون اليوم في بيوتهم. نتانياهو وغانتس يعرفون ان انتخابات رابعة ستلحق الضرر بالاقتصاد الاسرائيلي وستنزع الثقة من الديمقراطية الاسرائيلية التي أرهقت في ١٥ شهرًا.

وأضاف: الاتفاق سيئ لمحبي السلام ويدهور المجتمع الاسرائيلي نحو الفاشية. ان ابرز ما في الاتفاق هو حصول نتانياهو على مبتغاه الاول بامكانية فرض السياده جزء من الناطق المحتلة مع بداية شهر تموز هذا العام. هذا الامر يسد الطريق على اي امكانية سلام اسرائيلي فلسطيني. كذلك فقد نجح نتانياهو بتكبيل غانتس بكل ما يتعلق بخطته لاضعاف السلطة التشريعية في اسرائيل. غانتس الذي تبجح برغبته بالدفاع عن الديمقراطية الاسرائيلية خسر مراكز تأثير مهمة من خلال الاتفاق الائتلافي وعلى راسها رئاسة الكنيست ولجنتا القانون والكنيست. هذه المراكز لها تأثير مباشر على منع سن اي قانون يؤثر على مستقبل نتنياهو السياسي.

وزاد: وعلى صعيد المواطنين العرب فقد تنازل غانتس عن رغبته بابطال او اجراء تعديلات على قانون القومية حيث وعد بذلك عشية الانتخابات. وبذلك وجه طعنة لمن اوصوا عليه عند رئيس الدولة او من صوت لحزبه مباشرة في انتخابات الكنيست على مدار ثلاثة انتخابات متكررة .

وعن تحديات الحكومة، قال: التحديات التي تواجه هذه الحكومة والتي اطلق عليها حكومة طوارىء في نصف السنه الاولى، كبيره والاوضاع السياسية العامة في البلاد وفي الشرق الاوسط وملفات الفساد التي تنتظر نتنياهو تشير الى ان عمر هذه الحكومة سيكون قصير.

وأنهى حديثه: ان امكانية تعيين وزير عربي في هذه الحكومة لن تغفر لغانتس فعلته السياسة ولن تمنع استمرار تحريض نتانياهو ضد المواطنين العرب. الخاسر الاكبر باقامة هذه الحكومة هو غانتس نفسه . فشرذمة حزبه وانسلاخه عن يش عتيد اضعفه واضعف حزبه بحيث اصبح لا يشكل اي خطر على الليكود ورئيسه. لذلك باعتقادي ان نتانياهو سيستغل اقرب فرصة بعد انفراج ازمة الكورانا وبعد مضي السنة والنصف من رئاسته للحكومة ليدعو لانتخابات تشريعية جديدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]