ساهمت ازمة كورونا في البلاد بتسليط الضوء على إشكاليات وازمات في مرافق واتجاهات عديدة لربما أهمها وضع مراكز وبيوت المسنين حيث يصل عدد المسنين في هذه المراكز الى 25 الفا كون الفئة المستهدفة من فايروس كورونا هي المسنين في الدرجة الأولى، حيث تم منذ اللحظات الأولى لانتشار المرض عزل المسنين في هذه المؤسسات واقصائهم عن الواقع الخارجي في محاولة لحمايتهم والحفاظ على ارواحهم وقد منعت عائلاتهم من زيارتهم والتواصل معهم مباشرة وبالرغم من ذلك فقد بدأت تظهر حالات إصابة بالفايروس في بيوت مسنين يهود ما دفع أصحاب هذه المراكز والقائمين عليها باتخاذ إجراءات اكثر حدة وصرامة منها تقليص عدد العمال لمنع احتكاك المسنين مع البيئة الخارجية الحيوية للفايروس وزيادة ساعات العمال الذين استمروا برعاية وخدمة المسنين الا ان ذلك كله لم يشفع لوزارة الصحة لدى أصحاب المؤسسات كون هذه الإجراءات الوقائية كانت ذات قرارات انفرادية وليست من الوزارة التي اتهمت بالتخاذل وسوء الإدارة بما يتعلق بالشريحة الأهم في هذه المرحلة خصوصا بعد ان تكشفت كل مظاهر الاقصاء والتهميش اذ ان الوزارة حتى الان لا تجتهد على اجراء الفحوصات لكل بيوت المسنين ولا تحول أدوات وقاية بشكل كافي بحجة انهم معزولون وهذا يكفي او حتى الاهتمام بزيادة الميزانيات في هذه المرحلة على الأقل لزيادة نشاطات المسنين والترفيه عنهم وخلق أجواء اكثر مرحة واملا بعيدا عن الاكتئاب والخوف، كل ذلك سلط الضوء على اهمال الوزارة لهذه الشريحة على مدار العام، وكشف عن سيرورة غير ناجعة متعلقة بالخدمات التي تقدم للجيل الذهبي ونقص حاد في القوى العاملة التي كان من الممكن ان تساهم بتقليص البطالة في الدولة.

الوزارة تتعامل مع مراكز المسنين بتثاقل

عزمي اجميل عامل اجتماعي ومدير جميعة "من اجل المسن" في الطيبة اكد بانه حتى هذه اللحظة هناك تقصير من الوزارة، حيث تتعامل بتثاقل مع مراكز المسنين وأوضح: قبل أسبوعين قاموا بتزويدنا بكمية قليلة من معدات الطوارئ مثل كمامات ومعقم وامور أخرى مقابل مادي، وامس ارسلوا لي رسالة الكترونية بان هذه المعدات هي كهبة ولا يريدون ان ندفع كمركز للمسنين مقابلا لها، نحن كمركز مسنين موجود في الطيبة فان معظم العمال من المدينة ولا نواجه مشكلة سفريات وما الى ذلك وحتى انني قلصت عدد العمال الى إجازة بدون راتب في هذه المرحلة حتى لا يتواجد عدد كبير من الأشخاص في مركز المسنين، وضاعفنا عمل الموظفين الذين استمروا بالعمل، عمليا زدت ساعات الموظفين حتى اخفف من وجودهم في المركز، كما قمت بتجنيد موظفين في المركز يعملون لمدة ثلاثة أيام وينامون في المركز حتى لا يحتكون بالعالم الخارجي وينقلون العدوى الى المسنين، وبالتالي نحصر المرض، كما خصصنا غرف للحجر الصحي للمسنين الذين عادوا من المستشفى حتى نتأكد من ان صحته بخير.

اجرام!!


وتابع ل "بكرا": قررت الوزارة مؤخرا ان يتم اجراء فحوصات للمسنين في المراكز وللعاملين أيضا بينما حتى اللحظة لم يتصل بنا احد ولم يتواصل معنا احد ولكنني سمعت بانه بعد الضغط من قبل رئيس البلدية والمركز والاهالي تم اجراء فحوصات في احد مراكز المسنين في الشمال بطريقة غريبة حيث تم فحص جميع الموظفين ونسبة 30% فقط من المسنين وهذا اجرام، اذ انه في مراكز المسنين في إسرائيل هناك حوالي 25 الف مسن وهي الشريحة الأكثر عرضة للخطر بسبب الوباء، لماذا لا يقومون بإجراء الفحوصات حيث انه خلال يومين ممكن اجراء فحوصات لكل مراكز المسنين.

ونوه قائلا: بالنسبة لمعدات الوقاية مثل الكمامات والمعقم ومعدات أخرى التي بدأت تختفي من السوق فان أسعارها أصبحت مضاعفة، وعدت الوزارة ان تساعدنا بهذا الشأن وزودتنا بالدفعة الأولى وكانت قليلة جدا، وبطبيعة الأحوال لا نربح الكثير من الأموال ودائما هناك مشاكل بيننا وبين الوزارة حول هذا الامر والمشاكل اليوم تزداد لأننا في ضائقة مالية بسبب الوضع ويجب ان نقوم بنشاطات اكثر للمسنين وننوع في الطعام وولائم حتى يشعر المسنين بانهم في منزلهم ولا يوجد وباء ويتوقفوا عن الخوف، خصوصا اننا منعنا الاهل من الزيارة ولكننا نحرص على تواصل المسن مع عائلته بطرق مختلفة، الوزارة لا تغطي هذا الامر كل ذلك نقوم به على حسابنا الخاص والمصاريف طائلة وكثيرة، عدا عن الاستمرار بإصدار إرشادات تتناقض مع سابقاتها دون دراسة ودقة ويتراجعون عن قراراتهم بسرعة والامر يسبب الخوف والبلبلة للموظفين.

بعد هذه المرحلة يجب إعادة النظر بكل ما يعلق بالخدمات الموجودة بداخل هذه المراكز

محمد محمود بكري أخصائي نفسي : بلا شك ان تأثير هذه المرحلة على كبار السن هو مباشر وهو يشكل تهديد على صحتهم الجمسيه والنفسيه. فهم الفئه الاكثر عرضه لمضاعفات فايروس الكورونا مما يزيد من مخاوفهم وقلقهم. كبار السن هم في مرحلة تسمى الكهوله او الشيخوخة وفي هذه المرحله غالباً ما يقل نشاط هذه الفئه ويغلب على أجسادهم الضعف والشعور بالعجز بعد ان كانو ذو عطاء في مجتمع كامل.

التغيرات التي تحدث في جيل الشيخوخة قد تولد صعوبة بالتكيف مع الوضع الجديد وأحياناً يشعرون باليأس من الحياة ويشعرون بالوحدة والانعزال وهذه المشاعر ممكن ان تتطور الى ما يسمى الاكتئاب.

عدم القيام بفحوصات كافيه في دور المسنين قد أثار مخاوف المسنين أكثر وزاد من شعورهم بالعجز والوحدة، خصوصاً بعد عزلهم عن عائلاتهم ومنع الزيارات لهم. لذا كان يجب على المسؤولين في دور المسنين بمساعدة وزارة الصحه توفير كل الظروف للحفاظ على سلامتهم النفسية، هذه الرسالة لم تصل الى المسنين بل وصلهم العكس بأنهم فئه غير ضرورية وليس هناك من يهتم بهم مما سبب لديهم شعور بالخوف والقلق والاكتئاب في بعض الحالات.

يجب ومن الضروري في هذه الازمه بالذات دعم المسنين عاطفياً والوقوف الى جنبهم وعدم تركهم لوحده، ان يكون هناك تواصل دائم بين المسنين وعائلاتهم بشتى وسائل التواصل الاجتماعي في ظل منع الزيارات لهم وذالك من أجل التخفيف من شعورهم بالعجز، العزلة والتهميش.

وتابع : بطبيعه الاحوال وفي الوضع العادي كان لدينا شكوك بأن المسنين لا يحصلون على الرعاية المناسبة في دور المسنين ولا يتلقون الخدمات الائقه بهم ولذالك يجب إعادة النظر لان هذه الفئة بحاجه الى رعاية كبيرة خصوصاً وانهم يتواجدون طيلة الوقت في مكان مغلق وغير واضح ما يحصل بالداخل، وبعد هذه المرحلة يجب إعادة النظر بكل ما يتعلق بالظروف والخدمات الموجوده بداخل دور المسنين.

المجتمع العربي لا يهمل المسنين بل يخاف عليهم ويحاول حمايتهم

الاخصائية النفسية د. لينا بولس د. لينا بولس رئيسة وحدة الجودة والتمييز في كلية سخنين لتأهيل المعلمين وعضو طاقم الادارة قالت ل "بكرا" رأت ان الابتعاد عن المسنين في المجتمع العربي يحصل بهدف حمايتهم هذه الفترة وليس اهمالهم او تهميشهم: جميعنا نعلم ان المسنين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة ب كورونا لان جهاز المناعة لديهم يكون اضعف وعلاجهم يتطلب تكاليف باهظة وادوية كثيرة، لذلك يصنفوا على انهم مجموعات خطر في المجتمعين العربي واليهودي، وفي المجتمع اليهودي معظم المسنين يتواجدون في مراكز تسمى "الجيل الذهبي" وجميعهم بنفس الجيل وبمجموعات سكنية اما في مجتمعنا العربي فهم يسكنون في البيوت وبما انهم عرضة للمرض وخطر الموت بسبب كورونا كان الحل هو الابتعاد عنهم قدر الإمكان وابقائهم في بيئتهم الخاصة للوقاية وحمايتهم من كورونا الامر مخيف ومزعج بالنسبة لهم لكن بالنهاية الهدف هو حمايتهم وآمل ان يتعامل الجميع معهم بهذه الطريقة دون اهمالهم، في المجتمع العربي المسنين يتواجدون في البيوت لذلك اعتقد ان المسنين في المجتمع العربي وضعهم اسهل من المسنين في المجتمع اليهودي، لذلك فانه في المجتمع العربي لا يوجد تهميش لأننا مجتمع عاطفي نهتم بالمسنين ونحميهم حتى من بعيد.

وتابعت: بالنسبة للمجتمع اليهودي فان المسنين يتواجدون في بيوت للمسنين وهناك اشخاص أصيبوا بالفايروس بعضهم توفي بسبب ذلك وهذه الحلقات المغلقة سببت الخوف والابتعاد والتهميش، لذلك اقتراح احضار عمال من خراج البلاد هو غير وارد لان الحدود مغلقة وإمكانية احضار عمال صعبة، لذلك هذه فرصة للعمال العرب واليهود في البلاد حتى يعملوا مع هذه الشريحة هذه الفترة بالذات وبالتالي نزيد فرص العمل، ونفتح سوق عمل جديد. وبالتالي فكرة اننا نعزل المسنين لأننا نخاف منهم غير صحيحة في مجتمعنا العربي بل الابتعاد من اجل حمايتهم والخوف عليهم وليس منهم.

تشغيل أكثر عمال في مجال رعاية المسن لرعاية أفضل للمسنين خلال هذه الفترة

سماح جلجولي مديرة مركز ريان الطيرة الإقليمي للتشغيل رأت انه كان بالإمكان تفادي الوضع الذي وصلت اليه بعض بيوت المسنين اليوم من الإهمال والتقصير وشعور المسنين بالتهميش من خلال استثمار اكبر عدد من القوى العاملة لرعاية المسنين خلال هذه الفترة وسد احتياجاتهم ما يساهم بعدم شعورهم بالوحدة والاكتئاب وأيضا يساهم بتشغيل عدد لا بأس به من المواطنين وقالت: في ظل ازمة كورونا نعي الان نتيجة إهمال وتقصير الدولة خلال سنوات عدة نتيجته أدت الى النقص الحاد في القوة العاملة في مجالات التمريض ورعاية المسنين في بيوت المسنين والمستشفيات تحديدا في ظل ازمة كورونا وهذا يؤدي الى نقص معايير الرعاية الصحية وخدمات الرعاية العامة ومرافق الرعاية الخاصة بالمسنين.

وتابعت: عدم الاستثمار خلال السنوات الماضية في إعداد وتأهيل عاملين في هذه المجالات بالإضافة الى الاجور المنخفضة وزيادة أعباء العاملين في هذه المجالات من خلال عمل في ورديات طويله تزيد عن 12 ساعة يوميا وبأجور متدنية ادى في ظل ازمة كورونا الى نقص حاد في العاملين في هذا المجال.

وتابعت: للأسف عدد لا يستهان به من المسنين لا يجدون من يهتم لحاجاتهم الصحية والإنسانية وبالتالي لو استثمر في السنوات الاخيرة بالعاملين في هذه المجالات من ناحية دورات اجور تلائم أهمية عملهم لما كنّا وصلنا الى وضعنا الان. ففي بحث اخير نرى ازدياد في الحاجة للعاملين في مجالات رعاية المسنين احدى المعطيات انه في سنه 2059 سوف يشكل العاملون في مجال رعاية المسنين نسبه 8% من القوة العاملة في البلاد. وهذا المعطيات في ازدياد دائم فمن المهم آلان بناء خطط عمل لدراسة كيفية التغلب على نقص العاملين في مجالات الرعاية الصحية ان كان في المستشفيات وفي بيوت المسنين.

هنالك إشكالية في الميزانيات ولكن يجب عدم استغلال كورونا لمهاجمة الوزارة هذه الفترة

د. زاهي سعيد الناطق بلسان وزارة المعارف للوسط العربي حول كورونا رأى بدوره انه لا حاجة لإجراء فحوصات عشوائية طالما ان مركز المسنين في بلدة معينة معزول عن العالم الخارجي وقال: الأهم هذه الفترة ان لا يزور أي شخص بيت المسنين وهناك بيوت مسنين كثيرة لم يصلها الفايروس بسبب انعزالها عن الخارج، وفي حال وجود شخص مريض على الإدارة ان تفحص كل الموظفين، لا يوجد حاجة الى الخوف او اجراء فحوصات بشكل عشوائي، ومستقبلا ممكن ان يتم الاهتمام كما يجب في مسألة وأزمة الميزانيات، بالتأكيد هناك ازمة من ناحية تحويل ميزانيات الى مراكز المسنين ولكن يجب الا يتم استغلال الازمة الان ومهاجمة وزارة الصحة ما يهم الان هو منع انتشار المرض في هذه المراكز.

وزير الصحة يعيّن مدير عام مستشفى ايخيلوف مسؤولا عن مشروع لرعاية المسنين
وبتوجيه من وزير الصحة يعقوب ليتسمان والمدير العام للوزارة موشي بار سيمان توف، تم تعيين البروفيسور روني جامزو مدير مستشفى إيخيلوف والمدير العام السابق لوزارة الصحة، ليكون مسؤولا عن مشروع للعناية بمراكز المسنين في إسرائيل في ظل أحداث الكورونا.
وقال وزير الصحة يعقوب ليتسمان: "قررنا زيادة تعزيز رعاية المسنين من خلال مشروع مخصص لهذه المهمة. يمتلك البروفيسور جامزو خبرة كبيرة وقدرات تنفيذية ممتازة وأنا واثق من أنه سيكون قادرًا على قيادة المشروع بأفضل الوسائل لرعاية هؤلاء المسنين، جنبًا إلى جنب مع إدارة الوزارة وكجزء من التعاون المستمر".
بدوره، قال موشيه بار سيمان توف مدير عام الوزارة: "إسرائيل أفضل من معظم الدول المتقدمة بكل ما يتعلق بتعاملها مع وباء الكورونا وكذلك في مراكز رعاية المسنين. بالإضافة إلى ذلك، من أجل ضمان تعامل أفضل للمسنين، طلبنا من البروفيسور جامزو تولي المهمة والتأكد من أن علاجهم يتم بأفضل طريقة. للبروفيسور جامزو خبرة كبيرة في إدارة الرعاية الصحية، وأشكره على التزامه بهذه المهمة الهامة".
من ناحيته، قال البروفيسور روني جامزو: "إن التحدي المباشر في علاج فيروس كورونا هو حماية أهلنا جميعًا، بناة الدولة، في مراكز رعاية المسنين في إسرائيل. بعد الوصول إلى درجة عالية من الاستعداد وإدارة روتين كورونا بنجاح كبير في ايخيلوف، قبلت تكليفي بمهمة قيادة المهمة الوطنية الهامة في التعاون بين مختلف الجهات المسؤولة. أنا على دراية جيدة بالتحديات والصعوبات الموضوعية لهذا الحدث، وأومن بالطواقم المهنية في الوزارة، ويمكننا التعامل مع الحدث وتحقيق نتائج فورية وانقاذ الحياة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]