على مدار نهار اليوم الخميس، 09.04.2020 علت في مدينة شفاعمرو الكثير من النداءات والمناشدات التي هابت بمواطني ومواطنات المدينة بالحضور إلى ساحة قاعة العوادية على أطراف المدينة لإجراء فحوص الكورونا في المحطة المتنقلة التابعة لنجمة داوود الحمراء. لكن وبشهادة الجميع، لم يكن عدد الفحوص التي تم إجراؤها فعليا كبيراً، ولا يرقى لمستوى مدينة كبيرة وعريقة بحجم شفاعمرو، حيث تفاوتت الأرقام المتداولة حول عدد هذه الفحوص على مدار اليوم، لكن مصدرا موثوقا في المدينة أكّد أن العدد الرسمي للفحوص التي تم إجراؤها عمليا لم يتجاوز الـ 166 فحصا لا غير، من أصل أكثر من 44 ألف مواطن يقطنون المدينة.

للاستيضاح عن هذا الموضوع وفهم أسباب عدم تجاوب سكان المدينة مع نداءات إجراء الفحص، تحدث موقع بكرا إلى الدكتور جمال ياسين، مسؤول ملف الصحة في بلدية شفاعمرو، والذي بادرنا بالقول، إن هذه الفحوص ما هي إلا محاولة لذرّ الرّماد في العيون.. و"ضحك على اللحّى" بحسب المثل العربي المعروف.

عندما سألناه عن سبب اعتقاده هذا أجاب: "لقد حاولت بنفسي أن أحجز دورا لإجراء الفحص أنا وموظف آخر في البلدية (الاسم محفوظ في ملف التحرير)، واتصلنا كلٌ بدورة لنجمة داوود الحمراء للقيام بذلك، فما كان من الموظفة التي تردّ على المكالمات إلا أن طرحت علينا مجموعة من الأسئلة الغبية (كما وصفها ياسين)، لتقول لنا في النهاية إننا لسنا مستوفين للمعايير التي تجعلنا نذهب لإجراء الفحص"!

أعطنا أمثلة عن الأسئلة المذكورة..

"من بين الأسئلة: هل كنت على اتصال أو على مقربة من مريض مشخص بالكورونا؟! ولماذا سأكون على اتصال أو أقترب من شخص أعرف سلفا أنه مصاب بالكورونا!! وكذلك سألتنا: هل تعمل في مؤسسة صحية أو دار مسنين؟ هل تعمل في نقل طواقم طبية، أطباء أو ممرضين؟ وإذا كان ردّك على قسم من هذه الأسئلة سلبيا، تقول لك الموظفة إنه لا حاجة لك بإجراء الفحص"!

وأضاف: "طلبت من الموظف الآخر الاتصال بهم ولقّنته بعض الأعراض التي عليه أن يذكرها لها، لعلها تدعوه لإجراء الفحص، مثل أنه يعاني من السعال منذ يوم أمس، وأنه لديه تهيّج في الحلق وما شابه. لكن هذا أيضا لم يؤتِ أية نتيجة. فقد أعادت عليه الموظفة نفس الأسئلة التي طرحتها علي، ولما كانت إجابته عليها بـ لا.. قالت له إنه لا يحتاج لإجراء الفحص".

إذاً، بماذا تفسّر عدم حضور الكثير من سكان المدينة لإجراء الفحوص؟

"كما قلت لك، يبدو أن محطة الفحوص هذه أقيمت بسبب الضغوط التي مورست على الحكومة ومؤسساتها لإجراء الفحوص في المجتمع العربي أيضا، وليس من منطلق الرغبة الحقيقية بإجرائها. وإلا بماذا تفسر أنني أنا شخصيا تلقيت عشرات بل وحتى مئات المكالمات من مواطنين ومواطنات في المدينة يعربون عن رغبتهم بإجراء الفحص ويستفسرون عن كيفية القيام بذلك. هذا العدد الذي تلقيته أنا شخصيا، ناهيك عن التوجهات التي وصلت إلى آخرين في إدارة البلدية. لقد تم إنشاء هذه المحطات ليقولوا للناس "ها نحن أقمنا المحطات وأجرينا الفحوص" ليس إلاّ، نوع من الدعاية والبروباغندا غير الصادقة"...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]