أجرى موقع "بـُكرا" حديثًا مع الأستاذ أيمن سيف، الرئيس السابق لسلطة التطوير الاقتصادي للمجتمع العربي المنبثقة عن مكتب رئيس الحكومة، والذي يعمل حاليًا كمستشار اقتصادي للجنة القطرية للسلطات المحلية العربية، وهيئات أخرى- حول تعامل الجهات المعنية من المجتمع العربي في كل ما يتعلق بتفشي فيروس الكورونا وتداعياته وما يترتب عليه من مخاطر.
وشدّد الأستاذ سيف على أن تهميش وتجاهل احتياجات المجتمع العربي في هذا المجال تلحق الضرر بجميع مواطنين الدولة، وليس فقط بالمجتمع العربي، مشيرًا إلى أنه إزاء تقاعس مؤسسة نجمة داوود الحمراء عن القيام بواجباتها في المجتمع العربي، يمكن الاستعانة بجهات وهيئات أخرى، وفي مقدمتها العيادات المحلية، مع تزويدها بالموارد اللازمة.
وأضاف أنه لا يعتقد أن البلدات العربية شبه خالية من إصابات الكورونا، وأنه عندما تقوم الجهات المختصة بواجباتها على أكمل وجه، فسيتبيّن أن الأرقام المعلنة حتى الآن عن عدد الإصابات في هذه البلدات أكبر بكثير " وسيصاب الجميع بالصدمة من الوضع الحقيقي، الذي يضّر بالجميع"- كما قال.
التوجيهات يجب أن تعمّم على المواطنين- سواء بسواء
وأعرب الأستاذ سيف عن قلقه من ظاهرتين خطيرتين، تتمثلان في استهتار فئات من المجتمع العربي (وخاصة الشباب) بالتعليمات والتوجيهات المتعلقة بالحد من انتشار فيروس الكورونا (مشيرًا إلى تحسّن في هذا المجال مؤخرًا)- بالإضافة إلى ضعف وفقر السلطات المحلية العربية التي لا تملك الموارد الكافية لتقديم العون لمواطنيها. وهذه مسؤولية الحكومة والجهات المسؤولة عن التعليمات التي يجب أن تساوي بين المجتمعين العربي واليهودي من ناحية التوقيت والتوضيح، حتى لا يبقى المواطنون للعرب محرومين من تذويت وتطبيق التوجيهات.
مع اقتراب شهر رمضان
ويتوقع الأستاذ سيف أن يكون حجم الضرر الاقتصادي اللاحق بالمجتمع العربي بسبب تداعيات "أزمة الكورونا" أكبر من الضرر اللاحق بعامة سكان الدولة لكون الكثيرين من العمال والعاملات العرب يشتغلون في فروع التجارة والخدمات. دون حقوق. دون حقوق اجتماعية تُذكر، لا سيما مخصصات البطالة للعاملات، كذلك، أشار إلى أن معظم المصالح التجارية العربية هي مصالح صغيرة، وهي بالكاد تجلب ارباحًا، حتى قبل نشوء أزمة الكورونا، التي تشكل ضربة قاتلة لهذه المصالح في غياب الدعم الحكومي- ناهيك عن عجز السلطات المحلية عن تقديم العون المادي والهاتفي.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك (23.4.2020)، أشار الأستاذ أيمن سيف، إلى العقبات والتشويشات التي ستواجه الأسر التي تتزاور وتتواصل بهذه المناسبة، وإلى عجزها عن الصرف والانفاق على الاحتياجات المترتبة على كل ما يلزم من طعام وغذاء وهدايا، بالإضافة إلى الخسائر اللاحقة بالمتاجر التي تبيع السلع الخاصة بالشهر الفضيل.
ودعا الأستاذ سيف وعبر موقع مؤسسة "هشومريم" أيضًا، الحكومة ودوائرها، وجميع الجهات ذات العلاقة إلى الالتفات إلى احتياجات المجتمع العربي. الطبية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، وإلى التواصل مع الفعاليات والقيادات المحلية القطرية، لتقويم الأوضاع واحتواء وحصر الأضرار والخسائر- قبل فوات الأوان.
[email protected]
أضف تعليق