تمكن فريق بحثي ياباني، بقيادة تاكاومي ساكاي من جامعة طوكيو ميتروبوليتان، من حذف مجموعة من الذكريات الأليمة من الذاكرة الطويلة الأمد في عينات من ذبابة الفاكهة، والتي تستخدم عادة في اختبارات كهذه بسبب بساطة تركيبها الجيني ودرجة الشبه بينه وبين الإنسان.
جاءت النتائج -التي نشرت في 14 مارس/آذار بدورية "جورنال أوف نيوروساينس"- لتقول إن هذا الفريق قد توصل لتلك الاستجابة عن طريق إبقاء ذبابات الفاكهة في الظلام لمدة يومين متتاليين.
ولإحداث ذكرى مؤلمة في أدمغة ذبابات الفاكهة، يعرّض الفريق البحثي ذكرا غير متزاوج لأنثى تزاوجت سابقا، في هذه الحالة عادة ما تمارس هذه الأنثى ضغطا شديدا على الذكر وترفض التزاوج معه، مما يبقيه في حالة رعب مستمر بحيث يتفادى أية إناث بعد هذه الحادثة.
وبحسب الدراسة، فإن ذلك يعني أن المعلومة الجديدة الخاصة بالتعامل مع الإناث قد دخلت إلى الذاكرة الطويلة الأمد الخاصة بذكر ذبابة الفاكهة.
بعد ذلك، أبقى الباحثون مجموعة من الذكور التي تعرضت لتلك الصدمة لمدة يومين متتاليين في الظلام، ثم بعد ذلك تم تعريضها مرة أخرى للإناث، فأقبل الذكور على الإناث مرة أخرى، مما يعني أن تلك الذكرى قد محيت من أدمغتها.
في مقابل ذلك، كانت المجموعة من الذكور التي لم توضع في الظلام أقل إقبالا بفارق واضح على الإناث، مما يعني أن الذكريات المؤلمة ما زالت عالقة في أدمغتها.
وبحسب الدراسة، يشير ذلك إلى الدور الفعال الذي يمكن للضوء أن يلعبه في الذاكرة الطويلة الأمد، ويعتقد الباحثون من جامعة طوكيو ميتروبوليان أن ذلك يرتبط بعامل بروتيني يدعى "عامل تشتت الصبغات"، لكن الأمر يتطلب المزيد من الفحص لكشف تلك العلاقة.
ونحن نعرف بالفعل أن عملية التبادل بين النهار والليل تؤثر بشكل قوي على فيسيولوجيا أجسامنا، بداية من مستوى الكورتيزول وضغط الدم ووصولا إلى الوظائف الإدراكية، ونعرف كذلك أن الذكريات الطويلة الأمد يتم تثبيتها والحفاظ عليها في المخ عن طريق بناء بروتينات وتشابكات عصبية بين الخلايا بصورة محددة تسهم في إبقاء الذكرى، لكن الآلية الخاصة بهذه العملية ما زالت مجهولة إلى الآن.
ويأمل باحثو جامعة طوكيو ميتروبوليان أن يساهم ذلك الكشف الجديد في تطوير معارفنا الخاصة بتلك الآلية، مما قد يساعد مستقبلا في تطوير علاجات أو تقنيات تخفف من أثر الذكريات المؤلمة التي تتسبب في الكثير من الأمراض النفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
[email protected]
أضف تعليق