أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن ذكرى عيد الأم تأتي هذا العام في ظروف استثنائية ضاعفت معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل القلق المستمر مع انتشار مرض "كورونا" المستجد ووقف الزيارات.

وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر في تقرير له بمناسبة عيد الأم يوم السبت أن 19 أسيرة أم في سجون الاحتلال يعشن حاله من القلق الشديد على أبنائهن في ظل انتشاء فيروس "كورونا"، بينما يشعر الأبناء بمزيد من القلق على أمهاتهم بعد وصول المرض إلى سجون الاحتلال.

وأضاف أن وقف الزيارات خشية انتشار المرض ضاعف معاناة الأسيرات، حيث أنها الطريقة الوحيدة للتواصل مع عائلاتهم والاطمئنان عليهم في ظل حرمان الاحتلال لهم من التواصل عبر التلفون كبديل عن وقف الزيارات.

وبين أن الاحتلال يعتقل في سجونه (43) أسيرة فلسطينية من بنيهن (19) أمًا، لديهن عشرات الأبناء يحرمون من رؤيتهم ويفتقدون إلى حنانهم والاجتماع بهم في يوم الأم وخاصة الصغار جدًا منهم، والذين يحتاجون إلى رعاية مباشرة وقد تركت بعض الأسيرات أطفال في فترة الرضاعة لا تتجاوز أعمارهم عدة شهور.

وأشار إلى أن الأسيرات يشعرن بالمرارة والقسوة كلما مر عليهن مناسبة وهن لا يزلن في سجون الاحتلال بعيدًا عن الأهل والأحبة، ولكن معاناة الأمهات منهن تكون مضاعفة لافتقادهن إلى أبنائهن خلال تلك المناسبات، وخاصة التي يحتاج فيها الأطفال إلى وجود الأم بجانبهم، وحرمان أبنائهن من حنان ومودة أمهاتهن.

وتعيش الأسيرات الأمهات حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد، والتوتر والتفكير المستمر بأحوال أبنائهن وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وخاصة أن بعضهم لا يزال صغير السن ولم يتجاوز السنوات الثلاثة الأولى من عمره، وهذا القلق يزداد هذه الأيام في ظل انتشاء وباء "الكورونا" المعدي، والذي وصل بعض المناطق الفلسطينية.

وأفاد الأشقر بأن أوضاع الأسيرات صعبة للغاية، حيث تتعمد إدارة السجن التضييق عليهن وإذلالهن ومنع عدد منهن من زيارة ذويهم بحج واهية، وتتعرض الأسيرات لحملة قمع منظمة وحرمان من كافة حقوقهن.

ولفت إلى أن إدارة السجون لا زالت تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بهدف التفتيش، إضافة إلى حرمان الأسيرات من التعليم، ونقلهن في سيارة البوسة السيئة في ظروف صعبة، إضافة إلى فرض أحكام مرتفعة وردعية بحقهم، كما ينتهك الاحتلال خصوصيتهن بوضع كاميرات مراقبة في ساحات السجن، وضع الحمامات خارج غرف الاعتقال.

وناشد "أسرى فلسطين" المنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان، والمؤسسات التي تعنى بقضايا المرآة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات وإطلاق سراحهن جميعًا في ظل الخشية من انتشار مرض "كورونا" داخل السجون وتهديد حياة الأسرى بالخطر، وخاصة النساء والأطفال والمرضى وكبار السن.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]