فيروس قتل النساء لم يتوقف لم تقتلهن الكورونا بل قتلهن التخلف والجهل وانعدام الإنسانية، زمزم محاميد قتلت بعشرين رصاصة في ام الفحم، نسرين جبارة قتلت بست رصاصات في الطيبة، خديجة ابو سبيت قتلت خنقًا من عرعرة النقب. على ضوء هذه الحالات وحالات قتل أخرى وصلت الى 14 ضحية من أبناء المجتمع العربي دعت ناشطات نسويات واجتماعيات الى مظاهرة رقمية بعنوان "الكورونا لن تمنعنا من الصراخ ولن تنسينا هذا الفيروس الذي كان متفشيا ولا زال متفشياً بيننا" وذلك يوم الاحد الساعة الخامسة مساءاً.

وجاء في بيان الدعوة: عشرات المحاولات من القتل، طعن، خنق. ضرب وتعنيف وتهديد. كل هذا يهدد في بلداتنا وقرانا بينما انتباه العالم متوجه نحو وباء الكورونا وحماية البشرية منه، ما زالت النساء تواجه العنف والقهر والكبت القاتل ولا زلنا نعيش بسلام مع سفك دماء النساء. لقد سجن الوباء كل العائلات في بيوتها، وفِي أسر عديدة تحولت حياة النساء والفتيات لجحيم لا يطاق في ظل الضغط النفسي والاقتصادي. في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم تتحمل النساء عبئًا ثقيلًا وتدفع الكثيرات منا ثمنا غاليا قد يصل لسلب حياة الكثيرات، قررنا نحن ناشطات نسويات من جميع أنحاء البلاد اننا سنواصل مناهضتنا ضد كل أنواع العنف والقمع، ومسيرتنا نحو الحرية والحياة مستمرة في العمل والشارع ومن البيت ايضاً. لن تمنعنا ظروف الطوارئ هذه من السكوت، والاحتجاج والانتفاضة ضد الذكورية والقتل وفوضى السلاح، في ظل التحريض المستمر ضد عملنا ونشاطنا. ما زلنا نتمسك بالحياة لأننا نستحق الحياة.

ندعوكم وندعوكن جميعًا نساء رجال وأطفال شباب وشابات، أصحاب مناصب ونفوذ، عمال وناشطين مثقفين ومتعلمين، فنانين وإعلاميين للانضمام والمشاركة في مظاهرتنا الرقمية. من خلال مشاركة الحدث على الشبكات تحضير كمامات واقية تفاصيل لاحقا كتابة وتحضير الشعارات التي سنشاركها على صفحة الحدث تغيير صورة الكافر والبروفايلات في الوقت المحدد. الخروج ببث حي ومباشر في نفس الوقت مع الكمامه والشعارات الى الشرفات البلكونات الأبواب.

أكثر من 80%من جرائم قتل النساء العربيات لم يكشف بعد عن هوية المجرمين ولم تقدم لوائح اتهام

نائلة عواد مديرة جمعية نساء ضد العنف قالت ل "بكرا": للأسف نعلم ان النساء وأطفالهن هن الأكثر عرضة للعنف وخاصة في حالات الطوارئ والحروب، كم بالحري عند صدور أوامر عزل قد تضاعف من الخطر المحدق بالنساء المعنفات خاصة بوجودهن كل ساعات الليل والنهار مع الشخص أو الجهة العنيفة والمعنفة

وتابعت: للأسف الجريمة البشعة وقتل الشابة زمزم محاميد من ام الفحم لم تهز المجتمع ولا القيادات السياسية الاجتماعية والدينية ولا جمعيات المجتمع المدني الحقوقية والخيرية، فقط سمعنا اصوات الجمعيات النسوية والنسويات والنسويين وهذا للأسف المشهد المتكرر، وكم بالحري عندما نكون في حالات طوارئ كأزمة الكورونا التي تشغل الجميع والكل خائف من تبعاتها وبصدق ولكن لا أحد للأسف ممن ذكرته سابقًا يعنيه أو يعير اهتمام لجرائم العنف والتهميش وانتهاك الحريات وأقصى هذه الأشكال قتل النساء، صمت المجتمع يشكل أرض خصبة لاستمرار جرائم قتل النساء والعنف ضدهن وتهميشهن وانتهاك حقهن الأساسي بالعيش الكريم

وأشارت الى ان سياسات الحكومة العنصرية الاحتلالية تساهم في تدعيم الإجرام وانتشار السلاح وتقليص في الميزانيات لتنفيذ القوانين والقبض على المجرمين ومعاقبتهم وإنزال اشد العقوبات ضدهم (أكثر من 80%من جرائم قتل النساء العربيات لم يكشف بعد عن هوية المجرمين ولم تقدم لوائح اتهام)89.5%من الشكاوى التي قدمتها النساء العربيات المعنفات تم إغلاق ملفاتهن، تقليص بميزانيات الرفاه الاجتماعي وعدم تنفيذ الخطة الوزارية من سنة 2017لمحاربة العنف ضد النساء وتحويل 250 مليون شاقل لخمس سنوات.

وقالت: دولة كل همها تحتل وتزيد من قوتها العسكرية والحروب وكذلك انتخابات متكررة خلال سنة 3 مرات بالطبع هذا يكون على حساب الميزانيات التي كان من المفروض ان ترصد للرفاه والصحة والتربية والتعليم، وترصد لتطوير خطط حماية دعم ورفع وعي لمنع الجرائم وحماية النساء المعنفات. وختاما دعت قائلة: نحن بهذا ندعو الجميع الوقوف يوم الاحد ورفع اصواتهم/ن ضد جرائم قتل النساء والمشاركة في الحملة الرقمية عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

بعد اعدام زمزم لن نمر مر الكرام على قتل النساء

سماح سلايمة مدير جميعة "نعم" النسوية عقبت بدورها قائلة: نحن بالجمعيات النسوية نطالب كل المواطنين والمواطنات التزام البيت بسبب الكورونا ولكن ليس التزام الصمت. يجب ان تتصاعد مناهضة العنف والقتل في كل بيت. انضموا إلينا بأقل المجهود لكي يعرف كل قاتل ان هناك من يحاسب ومن يعترض ومن يحتج على الفيروسات الفتاكة التي حصدت من مجتمعنا العشرات قبل وباء الكورونا. العنف والقمع والذكورية وفوضى السلاح ما زلنا نبحث لها عن لقاح.

ونوهت: بعد قتل ثلاث نساء منذ بداية العام وبعد الصور المرعبة من إعدام زمزم محاميد الميداني لا نستطيع مر الكرام على منظر جثث ضحايا قتل النساء وقررنا ان ظروف الحجر الصحي تستوجب احتجاج رقمي ولذلك خططنا الخروج عبر شبكات التواصل يوم الاحد ببث حي ومباشر من بيوتنا ضد القتل وضد العنف ولن تخرس صوتنا الكمامات.

بسبب الكورونا تم تهميش قتل النساء

الناشطة النسوية والاجتماعية غدير هاني قالت لدورها ل "بكرا": اليوم مع انتشار فيروس الكورونا صار كل ما يتعلق بالعنف ضد النساء وقتل النساء احداث لا تذكر بوسائل الاعلام كحدث رئيسي مع الاسف هذا الاسبوع قتلت سيدة من ريشون لتسيون وزمزم محاميد من ام الفحم، الموضوع لم يلق اهتمام في وسائل الاعلام لذلك علينا ان نعمل على الاستمرار في النضال حتى وان كنا في البيت ولم نستطع النزول للتظاهر.
وتابعت: هناك نساء سيضطررن للبقاء مع الرجل العنيف في البيت فما بالكن بوجود الاطفال بطبيعة الحال النقاشات ستزداد والعنف سيتفاقم كل ذلك امام اعين الاطفال. لذلك مهم جدا المحافظة على التواصل مع دوائر التأثير التي تعمل معها وتلتقي بها الجمعيات النسوية، واقسام الرفاه الاجتماعي كذلك هي مسؤوليتنا كمجتمع الحفاظ على تلك النساء فهن امهاتنا، اخواتنا وبناتنا.

الكورونا فيروس صعب ولكن الأصعب منه هو فيروس القتل والعنصرية

الناشطة السياسية والنسوية فداء طبعوني قالت بدورها: محاولة قتل امرأة من اللد وقتل زمزم محاميد من ام الفحم هو امر متوقع وللأسف الشديد ظاهرة العنف ضد النساء هي منتشرة عموما في المجتمع ولكن في أوقات الازمات والتي يطلب خلالها من الفرد ان يعود الى بيته لأنه المكان الامن يتضح انه مكان غير امن لعدة نساء ويشكل خطر على عدة نساء بدون أي تفرقة بالقومية او الديانات وغيرها اذ ان هناك حالات عنف انتشرت في بلدان كثيرة وسنرى غير ذلك الكثير، هناك حاجة ان نرى ان مسؤوليتنا من خلال مساندتنا احدنا للآخر، الكورونا فيروس صعب ولكن الأصعب منه هو فيروس القتل والعنصرية والفاشية الذي يتفشى داخل هذه الدولة، نحن نعاني الضعف كنساء وجزء من اقلية مضطهدة وجزء من مجتمع ذكوري ابوي واجبنا ان ندعم بعضنا البعض وان نستمر بتواصل في الطرق التكنولوجية المختلفة وان لا نصمت عن الظلم والاضطهاد الذي يعانين منه عدة نساء وان نصدق المرأة، حتى نمنع القتل والعنف والتدهور والاستغلال خارج البيوت، هذه فترة صعبة علينا وهناك خطوط طوارئ مهم التوجه لها وان نشارك الاحد في المظاهرة الرقمية.

على الجمعيات النسوية ان تبحث عن اليات مختلفة لمحاربة الظاهرة

لمياء نعامنة مديرة جمعية السوار قالت: صحيح ان هناك تقاعس من الشرطة وان هذه القضايا ليست في سلم أولويات الدولة حتى تحلها وتتابعها ولكن تقع مسؤولية كبيرة على مجتمعنا خصوصا في قصية زمزم ونسرين من الطيبة حيث قتلت زمزم بسبب عقلية ذكورية تشرع القتل، وعلينا ان نحل هذه العقلية ونعالجها لأنه غير ذلك سيستمر قتل النساء، الامر الغريب انه تم وأد طفلة والمجتمع يشرع الامر، المجتمع هو من قتلها، وتقع المسؤولية الأكبر أيضا على مكاتب الشؤون الاجتماعية حيث تم قتل فتاة عمرها 19 عاما معروفة بالنسبة لمكاتب الشؤون، وهنا يجب ان انوه ان الحديث يدور حول انها غيرت دينها وهذا لا يشرع قتلها لها الحرية ان ترتدي ما تريد، وانا أقول ان الجرائم وانعدام الاخلاق في المجتمع لم ينظر اليه احد وانما حاسبوا فتاة وتصرفاتها، لا يحق للمجتمع قتل امرأة او انسان والمجتمع يكشف عن ضعفه عندما يقتل نساءه.
ونوهت: هناك فشل لكل الأطر حتى الان الحد من الظاهرة ويجب تغيير مفاهيم لدى الجميع وعلى الجمعيات النسوية ان تبحث عن اليات مختلفة لمحاربة الظاهرة وليس فقط البيانات واتهام الشرطة، علينا ان نفهم اكثر لماذا وصلنا الى هذا الحد وكيف محاربة الظاهرة وانزال اشد العقوبات بالقتلى حتى يكون هناك آلية ردع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]