قرّرت الحكومة الأردنية منع خروج المواطنين من المنازل إلا للضرورة القصوى، وتعطيل جميع المؤسسات والدوائر الرسميّة باستثناء قطاعات حيويّة يحدّدها رئيس الوزراء بناءً على تنسيب الوزير المعني، ووضع الجيش علر مداخل المحافظات.

وناشد رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، مواطني المملكة بعدم مغادرة البيوت الا للضرورة.

كما ناشد الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، مواطني بلاده بالتضحية في سبيل القضاء على هذا الوباء مع نشر عناصر من الجيش الفرنسي في شوارع الدولة.

فما الذي يجري في تركيا؟ فرنسا؟ والأردن؟ في ظل تفشي فيروس الكورونا؟

فرنسا 


وقال مراسل تلفزيون فلسطين في باريس - ابراهيم حموز في حديث خاص لـبكرا: الذي يجري في فرنسا هو كباقي دول العالم من انتشار فيروس كورونا و السلطات تقوم على احتواء انتشار الفيروس باتخاذ إجراءات عدة و هي بدءًا من هذه الليلة سيتم نشر مئة الف شرطي و دركي على الأراضي الفرنسي و إقامة حواجز ثابته و متنقلة لتنفيذ القرارات التي اتخذت واهمها عدم الخروج من المنزل الا للضرورة ومن يخالف يغرم بغرامه قدرها ١٣٥ يورو كحد أقصى .

وتابع: يمكن ان نقول ان تفشي الفيروس بهذا الشكل هو عدم اتخاذ هذه التدابير بشكل مسبق و لغاية اللحظة يمكن ان نقول بان الوضع نسبيا مسيطر عليه ، و الجيش ليس موجود بالشوارع و إنما سيتم استخدام و حدات من الجيش لمساعدة الأطقم الطبية في مكافحة المرض و مساندة لقوى الأمن في الجمهورية الفرنسية و اعتبر الرئيس الفرنسي ان فرنسا في حاله حرب صحية ضد فيروس كورونا.

واختتم حديثه: مع كل هذه الإجراءات يمكن أن تسيطر فرنسا و تحد من انتشار الفيروس إذا ساهم المواطنين في ذلك و تم الانصياع للقرارات التي اتخذت من قبل الدولة الفرنسية.

تركيا 


وبدوره، قال الصحفي التركي عمر عادل غل لـبكرا: أولا العدد في تركيا ليس قليلا كما يقولون فبلغ عدد الإصابات في تركيا ٤٧ إصابة بعضها قادم من أوروبا والبعض قادم من السعودية وباقي الإصابات من محيط هذه الحالات .

وفي رده على سؤالنا اذا كانت السلطات التركية تخفي معلومات فيما يتعلق بالوباء في أراضيها، أجاب: في جواب السؤال يجب التركيز على نقطتين: في كل تصريح لوزير الصحة التركي يقول عدد الحالات المسجلة لدينا هذا يعني أنه ربما كان هناك مصابون لا يعلمون أن إصابتهم هي بفيروس كورونا ربما يظنون أنهم يعانون من أي ارتفاع للحرارة .

وتابع: من المعروف أن المعارضة التركية وقنواتها ومندوبوها يتصيدون الأخطاء التي تقوم بها الحكومة تصيدا والشعب التركي يتابع جيدا مواقع التواصل الاجتماعي ولو كان هناك حالات كما تقول لرأيت المعارضة تغطي هذه الحالات وتفضحها أنت في تركيا لديك ٨١ محافظة وفي كل محافظة آلاف المشافي ومن غير المعقول أن تكون كل هذه المشافي وكل الأطباء العاملين فيها تبعا للحكومة ولو كان هناك أي تقصير لوجدت أصواتهم تملأ الدنيا .

وعن قلة عدد الحالات في تركيا، تحدث: قلة العدد ترجع للطف الله أولا ولنظافة الشعب التركي ثانيا ببيوته ومؤسساته وشوارعه ومرافقه العامة واهتمامه بمسألة الطهارة والنجاسة بشدة وهو المشهور عن الأتراك في كل أنحاء العالم وثالثا للإجراءات التي اتخذت منذ بدأت الأزمة في الصين حيث كان الطيران التركي من أوائل شركات الطيران التي قطعت رحلاتها مع الصين بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الحدود مع إيران وقطع الرحلات معها والحجر الصحي على الرعايا الأتراك الذين تم إحضارهم من الصين في بداية الأزمة .

وحول الإجراءات المتخذة في تركيا، قال: اتخذت الحكومة التركية إجراءات مشددة للتضييق من دائرة انتشار الأمرض كانت على عدة محاور :أولها : محور الصحة حيث بدأ وزير الصحة من اليوم الأول تواصله الشفاف مع المواطنين ونشر التعليمات عبر وسائل الإعلام وتخصيص رقم ١٨٤ للاستعلام حول أي موضوع يتعلق بهذا الوباء . كما أعلن جاهزية المشافي لاستقبال أي حالة مرضية وتم تفريغ السكنات الجامعية لإخضاع القادمين من السفر إلى عزل احترازي لمدة ١٤ يوما هذا وكانت الوزارة قد منعت تصدير ورفع سعر الكمامات ومواد التعقيم وكشف الحرارة قبل ظهور أية حالة في تركيا .

وزاد: أما المحور الثاني فهو محور التربية والتعليم حيث أغلقت المدارس والجامعات أبوابها وتحولت الدراسة إلى دراسة عن بعد بدعم مجاني للانترنت بعد أن كانت الوزارة قد قامت بتعقيم المدارس والجامعات قبل التعطيل . والمحور الثالث هو محور الشؤون الاجتماعية والعمل الذي أباح للعاملين الذين تجاوزت أعمارهم الستين الإجازة المأجورة بالإضافة إلى الموظفات الحوامل والمرضعات وهناك دراسة لتعطيل الموظفين الذين يستطيعون العمل من منازلهم .

وتطرق غل إلى تعقيم المواصلات العامة في تركيا قائلا: وفي محور المرافق العامة والمواصلات هناك تعقيم متكرر يوميا لكل وسائل النقل ومحطات المترو والترام وغيرها بالإضافة إلى وضع أجهزة لتعقيم اليدين في كل محطة . وقد قامت البلديات بتعقيم ألعاب الأطفال المتواجدة في الحدائق والساحات ودعت الأهالي إلى تجنيب الأطفال للأماكن المغلقة وحددت من دوام المراكز التجارية حيث أصبحت تفتح أبواها عند الساعة الثانية عشرة وتغلقها عند الثامنة كما أغلقت كل النشاطات الثقافية والرياضية والمسارح والمتاحف ودور السينما والحانات وأماكن اللهو منذ بداية الأزمة . ومنعت احتكار التجار لأي من المواد وخصصت رقما للشكاوي في هذا المجال .

واختتم حديثه: أما المحور الأخير فهو وزارة العدل التي قامت بفحص السجناء المتواجدين في السجن كما تقوم بعزل كل سجين جديد لمدة ١٤ يوما مع تأجيل كافة المحاكمات في البلاد وتعطيل دوام كاتب العدل المناوب في أيام العطل ومحاسبة من ينشر أية معلومات أو وثائق مزورة تنشر الذعر والرعب بين الناس . وحثت كل الشركات في تركيا والدوائر الحكومية المواطنين على الاعتماد على الاتصالات الهاتفية وخدمات الانترنت وحل كافة أمورهم دون اللجوء إلى التماس المباشر مع الموظفين .أما عن الجانب الديني فقد تم إيقاف صلاة الجمعة وصلوات الجماعة تماشيا مع قرار الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين دون إغلاق المساجد التي بقيت مفتوحة لتقام فيها الصلوات بشكل فردي ونسأل الله السلامة والشفاء لكل المرضى .

الأردن 

ومن ناحيته، قال الصحافي الأردني غيث التل لـبكرا: الأردن هو جزء من هذا العالم الذي أصابه فيروس كورونا وانتشر به وما يجري في الأردن لا يختلف عما يجري في أي دولة ثانية أصابها هذا الوباء إلا أن أرقام الإصابات المعلن عنها لا تزال تحت السيطرة لغاية هذا اليوم ومعظم الإصابات حملت الفيروس معها من أوروبا او انها خالطت أشخاص قادمون من الخارج ومن بين المصابين اردنيون وأشخاص يحملون جنسيات عربية وأجنبية.

وعن الأوضاع، قال: نحن بعيدون عن وصف الأوضاع بالمتدهورة لغاية هذا اليوم الحالات لا تزال 34 حالة ومعظمها تحت السيطرة وصحتها مستقرة وفق ما يتم الإعلان عنه بشكل رسمي ومتتابع من قبل الحكومة إلا أن الخوف من عدم التزام المواطنين بحجر أنفسهم في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة يزيد احتمالية المخالطة وربما انتقال الوباء بشكل أكبر والأمر هنا معلق بوعي الأردنيين والمواطنين بضرورة عدم الخروج إلا للضرورة وعدم التجمع والالتزام بشروط الصحة والسلامة المعلن عنها في جميع الدول.

وحول أسباب الخوف في المملكة، تحدث: ومن الأسباب التي اثارت الهلع والخوف هو الكشف عن مصابين في عرس أقيم بمدينة اربد حضره مئات المدعوين وكان من بين المصابين العريس نفسه ووالد العروس وهنا يخشى ان تكو العدوى انتقلت لعدد كبير من الحاضرين وان يقوموا هم بدورهم بنقلها للمحيط الخارجي وتتفشى الحالات بعد ذلك كما ان الإعلان عن إصابة ممرضة في مستشفى البشير الحكومي اثار القلق لدى الأردنيين.

وتطرق إلى خطورة الأمر في الاردن قائلا: الخطورة تكمن في حال ارتفاع الأعداد المصابة لا قدر الله حيث ان المستشفيات المخصصة للعزل الصحي لا يمكنها استقبال جميع الحالات اذا ارتفع العدد بشكل كبير ومفاجئ وهذا امر عانت منه معظم دول العالم لذلك فإن الخطورة الكبرى والخوف من عدم التزام السكان والمواطنين بالتعليمات الحكومية بضرورة البقاء دخل منازلهم لان هذا الوباء ينتقل بسرعة كبيرة وعن طريق اللمس.

وردا على سؤالنا عن الإجراءات المتخذة في المملكة الهاشمية للحد من تفشي الفيروس، أجاب: اتخذت السلطات عدداً كبيراً من الإجراءات الوقائية منها تعطيل جميع المؤسسات التعليمية في الأردن بلا استثناء ومنع الجلوس في المطاعم وإغلاق المسابح ودور السينما والمسارح ومنع الأنشطة العامة بالإضافة إلى تقليص عدد الموظفين المتواجدين في أماكن العمل بهدف الى النصف في معظم الوزارات والمؤسسات كذلك تم اغلاق الحدود البرية والبحرية والمطارات اعتباراً من اليوم.

ولوحت الدولة باستخدام قانون الدفاع لإلزام السكان بالبقاء بمنازلهم وهو امر يتوقعه الأردنيون و يترقبون صدور القرار الرسمي بتطبيق هذا القانون.

وأنهى حديثه: وقررت الحكومة اليوم اتخاذ إجراءات قاسية لضمان منع انتشار المرض مثل تعطيل جمعي الدوائر الرسمية والحكومية والقطاع الخاص عدا القطاع الصحي ومنع التنقل بين المحافظات وإيقاف وسائل النقل العام واغلاق المراكز والتجمعات التجارية ومنع التنقل بين المحافظات وتوقيف اصدار الصحف اليومية.

يذكر ان العالم بأسره يواجه عدو غير ظاهر للعيان، وهو فيروس الكورونا الذي يحصد يوميا مئات الأرواح في إيطاليا ودول اخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]