أكد المؤرخ والباحث في الشأن السياسي، د. جوني منصور، أن اسرائيل لا تزال تعيش أزمة حكم مستمرة منذ العام الماضي عندما اجريت اول انتخابات خلالها.
وقال لـبكرا:ها هي الانتخابات الثالثة للكنيست الاسرائيلي تؤكد هذه الحالة. بمعنى أن هناك شرخا سياسيا واجتماعيا في من يدير الدولة. وليست هناك خلافات او تباعدات فيما يتعلق بجوهر كينونة الدولة. فالمعسكر اليميني الذي يتزعمه نتنياهو ومعسكر المركز واليسار يؤكد على يهودية الدولة. بمعنى آخر، ان هذه القضية غير مدرجة على اجندة النقاش والمناظرات.
نتنياهو فاسد ومرتش وانه مخالف للقوانين والانظمة
يسود الاعتقاد لدى اوساط اسرائيلية كثيرة ان نتنياهو فاسد ومرتش وانه مخالف للقوانين والانظمة، ولكنه يسوق نفسه بكونه "ملك اسرائيل" ولا آخر سواه. انه حقق انجازات تستجيب مع قاعدته الشعبية وهي صفقة القرن، وقانون القومية من قبله، ونقل الشفارة الامريكية الى القدس، وان القدس عاصمة وحيدة وابدية لاسرائيل ولا تقسيم لها، وانه سيضم الاغوار وغير ذلك... كل هذا ينساق مع توجهات المجتمع في اسرائيل نحو اليمين، واعتبار ان الاستيطان ليس احتلال وانما شرعيا بالتمام. وانه يمكن تحقيق سلام اجباري والزامي مع الفلسطينيين وفقا لهذه التوجهات . اي سلام بدون الارض، وبدون دولة فلسطينية بين اسرائيل والنهر. في حين ان غانتس لم يحقق ما يطمح اليه الشعب في اسرائيل.
وتابع: لكن، تبقى الازمة بين من يريد تغيير نتنياهو ومن يريد ان يبقى ابديا على ما يظهر، وهنا السؤال: هل سيكون لملفات نتنياهو القضائية دور في انهاء حكمه؟ طبيعي انه سيسعى الى المماطلة، ويمكن الى شطبها بطريقة التفافية، وهنا السؤال الاخر: هل سينهض المجتمع في اسرائيل بعد ان تتبين مسألة فشل الانتخابات الثالثة ويُحدث تغييرا في الحكم؟ هذا منوط بما ستفرزه محاولات نتنياهو المستميتة لاقامة حكومة برئاسته. وقد لا تعيش طويلا، لكنه سيسعى الى تشكيلها باي ثمن ليحافظ على وجوده.
وحول المشتركة، قال: اما فيما يتعلق بالمشتركة التي كسبت تأييدا منقطع النظير عليها ان تضع استراتيجية عمل واهداف لتحققها ليس فقط على الصعيد البرلماني بل الشعبي والعالمي. اعني، نقل القضايا التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني في الداخل الى محافل دولية ولكن بطرق مدروسة وليست شعاراتية وشعبوية. ويجب الحذر من ارتماء المشتركة في احضان الام الاسرئايلية، واعني بذلك ان يتحول النضال من اجل المساواة والحقوق القومية الى مسألة نقاشية حول كيفية منع نتنياهو من البقاء في الحكم او لتوصية على هذا او ذاك لتشكيل الحكومة. على المشتركة ان تلعب دور المعارضة القوية والفعالة. وهذا يتطلب تدريبا قويا والتعرف على معارضات في برلمانات اخرى.
وعن الأمور التي يتوجب على المشتركة فعلها، قال: واقترح على المشتركة تشكيل جسم يخطط لها سيرها كي لا تبقى شعبوية... اي ان يكون هناك جسم تفكيري وتخطيطي دقيق لأن الانجاز يجب الحفاظ عليه ان كان المجتمع يريد الاستمرار في التعاطي مع اللعبة البرلمانية الاسرائيلية.
واختتم حديثه: ارى ان الوضع بعد الانتخابات معقد ويحتاج الى دراسة متأنية جدا. فالازمة في الحكم مستمرة، ولن يقوى فريق على تشكيل حكومة الا بأعجوبة. ولا أراها تحدث بالمرة. وباعتقادي ان انتخابات رابعة ستجري في مدة زمنية ليست ببعيدة. وأن نجح نتنياهو في تشكيل حكومة الا ان مشاكل وعراقيل كثيرة ستواجه هكذا حكومة من داخلها ومن خارجها.
[email protected]
أضف تعليق