تقع فيلَّا ليندا سرسق في حيِّ السراسقة المعروف في منطقة الأشرفيَّة، بقلب بيروت. هذا الحيّ الذي يضمُّ قصورًا وفللًا تراثيَّة قديمة تعود إلى القرن الثامن عشر تملكها عائلة سرسق العريقة. وتبرز فيلَّا ليندا سرسق بطابعها اللبناني القديم، كمعلم سياحي مُميَّز في الشارع الشهير. شُيِّدت الفيلَّا سنة 1880، ورُمِّمت سنة 2013، كما أُجريت تعديلات على الواجهة الشماليَّة لتكتسب الفيلَّا شكلها الحالي كنقطة التقاء للنخب والمناسبات التي تُقام فيها.
تتألَّف الفيلَّا من طبقتين، وتمتاز بأسلوب العمارة اللبنانيَّة، التي تتشكَّل من ثلاث قناطر خارجيَّة وداخليَّة. هذه التفاصيل التي شاعت في العمارة اللبنانية منذ سنة 1840، وباتت العلامة الفارقة في الهندسة الخارجيَّة والداخليَّة.
يبرز الطابع الشرقي في الداخل، بدءًا من المدخل الذي يتميَّز بطلائه باللون الأزرق الداكن، وحضن مرآة كبيرة مصنوعة من الصدف الدمشقي الشهير، إضافة إلى قطعتي "باهو"، موزّعتين إلى ناحيتي اليسار واليمين، ومُطعّمتين أيضًا بالصدف الدمشقي، وقد وضعت عليهما الشتول. في حين تتوسّط المدخل طاولة خشبية مستديرة، وضعت عليها قطعة أثريَّة على شكل إناء.الواجهات الخارجيَّة مزخرفة بالزجاج المُلوَّن، الذي يتناغم مع الألوان في الداخل والخارج. أمَّا الأرضيَّة فهي من الرخام الأبيض المُطعّم بالرخام الأسود على شكل مربَّعات.
تُطالعنا صالة استقبال كبيرة ومستطيلة مبهرة بزخرفاتها ونقوشها على السقف والجدران والأبواب، حيث الطابع الشرقي يطغى على المكان، فيما تتوسَّط الصالة بركة رخامية، ونافورة. وتتوزَّع على الجوانب واجهات زجاجيَّة تضمُّ بعض التحف والقطع الأثريَّة والمعروضات النادرة التي تعود ملكيتها للعائلة التي بنت الفيلَّا. وتتوزَّع أيضًا القناطر الثلاثيَّة في داخل البهو لتشكِّل امتدادًا للقناطر الخارجيَّة، بشكل لافت ومتجانس.
إلى جانب البهو الكبير، تقع الغرفة الشرقيَّة ذات المجلس التي يتخذ من الديوانية تصميمًا له، وهو يتميَّز بنقوش غنيَّة، مع تحفٍ أحضرتها المالكة معظمها من سوريا، وهي تعتبر اليوم من القطع النادرة التي تضفي على الفيلَّا قيمةً أثريَّةً وتاريخيَّةً.
تستوعب غرفة الطعام، بدورها، عددًا كبيرًا من الضيوف، وهي تُشكّل مساحةً غنيَّةً للتحف والشمعدانات والواجهات والخزائن الخشبيَّة، التي تتوزَّع في أرجاء المساحة، فيما تبرز المدفأة الكبيرة ذات الطابع الشرقي. وهي أيضًا من الخشب المطعّم، ما يمنح المكان لمسةً من الدفء. وتلفت الأنظار مجموعة من اللوحات التي تحمل تواقيع رسَّامين معروفين، وهي تنسجم بأقدميتها ومشهديتها، مع الحقبة التي شيِّدت فيها الفيلَّا، فيما السجاد العجمي القديم بنقوشه الدافئة يكسو الأرضيَّات.
الجدير ذكره أن الفيلَّا قد تحوَّلت منذ سنة 2013 إلى مكان تُقام فيه المناسبات والمعارض، بإدارة فندق "البريستول بيروت"، إلى جانب كونها مفتوحة للزيارة والاستكشاف في أوقات مُعيَّنة.
المصدر: سيدتي
[email protected]
أضف تعليق