أصبحت ظاهرة التنمر في المدارس وبين المراهقين مؤخرا ظاهرة مقلقة ومنتشرة جدا وسط تجاهل شبه تام للجهات المختصة مثل المدارس والوزارة وحتى الاهل والتقليل من خطورتها حيث انتشر مؤخرا فيديو مصور لفتاة من مدينة شفاعمر تتهجم وتضرب فتاة أخرى من اعبلين بعد انتهاء الدوام المدرسي وخلال انتظارها للحافلة على المحطة حيث قامت الفتاة المتنمرة برفقة فتيات اخريات قمن بتصوير الحدث الذي حوى الفاظ نابية وسيئة وغير مقبولة وجهتها الفتاة المتنمرة الى الفتاة الأخرى. قامت بصفع الفتاة على وجهها واهانتها ووصفتها بعبارات نابية ولحقتها عندما حاولت الضحية الهرب، الاب الياس خليفة والد لمى خليفة وهي الفتاة التي تعرضت لهذه الحادثة من عبلين حدث "بكرا" بحرقة عن الحادثة قائلا: القانون سيأخذ حق ابنتي، الاعتداء على ابنتي حصل يوم الثلاثاء الماضي حيق قام عدد من الفتيات بانتظار ابنتي على محطة الباص، كما ان ابنتي لا تعرفهن فقط كانت تعرف واحدة منهن ولا يوجد هذه العلاقة القريبة بينهن وقد علمت من البنات ان والدة الفتاة التي اعتدت على ابنتي طلبت من ابنتها ان تضرب ابنتي وتصورها اثناء ذلك.
وتابع: انا متضايق جدا مما حصل لأبنتي حتى هي خائفة جدا وتبقى بجانب والدتها، وقد ربيت ابنتي بشكل جيد ان تحترم الاخرين وهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها امام أربعة فتيات ولا تملك الجرأة ان تضرب. انا الان اتابعها جيدا واحاول ان اخفف عنها
وقدم نصيحة للأهل وقال: انصح الاهل ان ينتبهوا الى أبنائهم وان يعرفوا من يرافقهم لان الوضع أصبح خطيرا جدا ومخيف، كما ان المدرسة تتحمل المسؤولية هناك الكثير ممن يعانون مثل ابنتي ولكن لا أحد يعلم بهم والمدارس لا تعمل على حل المشكلة.

آفة مجتمعية خطيرة دون اهتمام او حلول

ورأت عبير عبد الحليم مديرة التعليم المدعوم بالمجتمع العربي للأشخاص مع أزمات نفسية من وزارة الصحة ان ظاهرة التنمر موجودة في حياتنا بشكل دائم ولكنها تتحول الى آفة مجتمعية تصيب اكبر عدد من المراهقين والمراهقات بالذات في مجتمعنا العربي نتيجة لتغير لمفاهيم معينة في مجتمعنا ولفوضى معينة بالمفاهيم والعقائد واوضحت ل "بكرا": حيث اليوم نحن مع مفهوم ومعتقد انه اذا لم تكن قويا بما يكفي فسيتم دهسك، بما معناه قانون الغاب، قوي يعني عنيف، العنف امر شرعي ومقبول حتى أعيش، كما ان أسباب التنمر هي شرعنة المجتمع للعنف بشكل عام والألعاب التكنولوجية خاصة والفيديوهات التي تنشر وتضع المتنمر في المكان المسيطر على الموضوع والقوي والناس تخافه لذلك أقوم بتقليده، للأسف اليوم يتم تقليد الانسان المتنمر ويتم اعتباره قدوة، وأيضا المدارس لا تعطي أهمية لهذه المواضيع لأسباب عديدة منها عدد الطلاب داخل الصفوف المعلمة لا تستطيع حل كل المشاكل وتضع قوانين صارمة وحازمة بدون مراعاة خصوصيات المراهقين او مشاعرهم، وبالطبع الطريقة لإخراج هذه المشاعر المكبوتة لدى المراهقين غير موجودة، لذلك يقوم المراهق بالتنمر، كما ان العائلة لا تدعم وتحضن ولا تعطي المفاهيم الصحيحة، الوضع سيء جدا واذا استمرينا بهذا الهبوط بمعتقداتنا ومفاهيمنا فسنصل الى مرحلة أسوأ، علينا محاربتها بكافة الطرق من خلال محاضرات ومساحة للطالب ان يعبر بطريقة صحيحة والعمل على المفاهيم بطريقة صحيحة من خلال ورشات وتفعيل الطالب بطريقة معينة حتى يفهم قوانين معينة لا نفرضها على الطالب مباشرة لان هذا الفرض هو احد أسباب التنمر للأسف نرى هذا الفيديوهات يوميا، وان اطلب من كل تصله فيديوهات مشابهة ان لا يقوم بنقله لأننا نساعد بنشر الظاهرة ونساعد كل متنمر ان يقوي التنمر لديه وان نساعد بانتشار الآفة، وبالتالي الانسان الذي واجه التنمر او يصبح متنمر اكثر او يقبل بدور الضحية وينتحر في النهاية.

الوزارة تعقب: نتابع!

وبعد ان توجه "بكرا" الى الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم للوسط الغير يهودي كمال عطيلة قال: وزارة التربية والتعليم تنظر بخطورة بالغة الى ظاهرة التنمر وتعمل جاهدة من اجل محاربة وتقليص هذه الظاهرة، اما بالنسبة للحادثة سيقوم التفتيش في لواء الشمال بفحصها بعمق ومعالجتها وفق التعليمات المتبعة.
جدير بالذكر اننا توجهنا الى الناطق بلسان الشرطة لوسائل الاعلام العربية بغية التحدث مع جهات من الشرطة تتعامل مع حالات مشابهة بهدف نشر التوعية للأهل حول كيفية التصرف في حال تعرض أبنائهم الى حادثة مشابهة. ولكن حتى اللحظة لم نحصل على جواب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]