اكد الإعلامي والمحلل السياسي والاستراتيجي، فالح حبيب، ان شعبية المشتركة كبيرة في صفوف المجتمع العربي في اسرائيل.

وقال عن التوقعات لنتائج انتخابات الكنيست الـ23 لـبكرا: من السابق لأوانه التكهن خاصة وأنه ما زال متسعا من الوقت ليوم الانتخابات. هناك مؤشرات عديدة تشير إلى أن الأزمة السياسية بقيت على حالها للوهلة الأولى وبيضة قبان الميزان بقي ليبرمان وكثير من الأمور مربوطة بمزاجه العام. ليبرمان معروف كسياسي غير متوقع وكل أمر عنده متوقع حتى وإن يحاول الأن الظهور بمظهر صاحب الكلمة والموقف للحفاظ على قاعدته و"بلوك" الأصوات الذي بحوزته. لكن لاحظ معي، في الوقت الذي تمكن فيه "چانتس"، وبالمعنى المجازي، اِبقاء ورقتين انتخابيتين من على يساره تتلخص بتحالف اليسار "العمل، چيشير، ميرتس" والقائمة المشتركة وحصر جميع أصوات اليسار في قائمتين لا أكثر، وحدد صورة حزبه الجماهيرية على أنه هو فقط حزب المركز، وهذا ليس صدفة، بل لأنه يسعى لجلب أصوات من اليمين وخاصة من "أسرائيل بيتنا-يسرائيل بيتانو" إذ هناك على الأقل مقعدين يسعى "چانتس" وكتلة أبيض أزرق للحصول عليها وليس تقاسمها مع "ليبرمان". نلاحظ أن نتنياهو ورغم الدراما المسائية التي حدثت في الساعات، بل اللحظات الأخيرة من تقديم القوائم، نجح بفرض وحدة من خلال التلميحات وتهديد ووعيد لجميع الأطراف وعلى رأسها وزير التربية والتعليم "بيرتس" وليس صدفة تواجد الأب الروحي لصهيونية الدينية حاييم دروچمان في قلب المفاوضات، ليس لمكانته في أوساط أنصاره ولكلمته المسموعة، بل لأن هناك من لوح بأنه لن تكون لديه أي موانع ليستبدل "بيرتس" على رئاسة "البيت اليهودي" أيضا، ورغم كل هذا المخاض، لاحظ معي أن نتنياهو لم يتمكن من توحيد جميع أحزاب اليمين تحت راية واحدة، وإذا اعتبرنا أن قوة "عوتسما يهوديت" و"بن چڤير" بقيت على حالها تعادل نحو أكثر من 80 ألف صوت والتي تقدر بنحو مقعد ونصف أو مقعدين، يعني سيكون الثمن لهذه الخطوة وابقاء "بن چيفير" خارج تحالف اليمين الذي يقف على رأسه "نفتالي بينت"، قد يكون ثمنه اسقاط حكومة اليمين في منافسة تقتصر على كل صوت، وبالتالي كل مقعد فيها يعتبر حاسما في عملية تشكيل أي إئتلاف حكومي. وهل تظن أن مغازلة نتنياهو وجميع اليمين "لبن چڤير" ومحاولة تطميعه بالعديد من المزايا والمناصب ليتنازل عن مواصلة المنافسة عفوية؟! قطعا لا. اليمين يدرك أن خسارة مقاعد تعني خسارة الحكم وهذا ما لا تريده أوساط اليمين. وكما أقول دائما في مجال قد تنقلب الأمور فيه كليا بين ليلة وضحاها، يبقى كل شيء مفتوحا.

المشتركة 

وتابع:القائمة المشتركة لم تطلق حملتها الانتخابية بعد، ورغم ذلك ظلت موجودة في العناوين وأعضائها في ساحات الميادين. لا أريد أن أقول أن القائمة المشتركة في أوج وذروة شعبيتها، بل سأكتفي بالقول تواضعا، أن شعبيتها كبيرة في صفوف مجتمعنا. هناك أسباب عديدة قادت لهذا الوضع يطول شرحها، ولكن سأكتفي بأهمها: أ- المواطن العربي أدرك أنه كلما كان للمشتركة عدد مقاعد أكثر كلما زادت فرص تأثيرها وتأثيرها أصبح أكبر، وعملية خلق أمل لدى المواطن العربي الذي جرب تقريبا جميع الأحزاب وفهم بالنهاية أن جميع الأحزاب يسهل عليها دائما التضحية بالعربي أولا على مذبح مصالحها. لهذا الغالبية ستجد المشتركة بيتا لها ولن تجد لهذا البيت بديلا. أمل التأثير خلق تغيير، نعم تغيير في نهج مجتمعنا السياسي أو بمعنى أدق خلق لديه محفر المشاركة.

وعن النواب العرب، قال: النواب العرب، وإن كان هناك تفاوت بينهم بالاداء والحضور، إلا أنهم لم يتركوا فراغا وأغلقوا الطريق على جميع الأطراف السياسية الخارجية، ووقفوا إلى جانب أبناء شعبهم رغم الادوات الشحيحة التي يملكونها، ورغم أنهم في المعارضة، ولكن اتضح، وهذا ما فهمه المواطن العربي، أنه في برلمان كل صوت قد يكون له دوره وتأثيره، وجودهم في لجان مركزية وحيوية عديدة له انعكاسات مباشرة على حياتهم مهم جدا.

وأردف: الأن لاحظ أيضا، أنه مهم أن تبقى الأرجل على الأرض، في وقت ما، عندما انقسمت المشتركة وكان بالمقابل المنافسين عيساوي فريج وعلي صلالحة في ميرتس، كان هناك تصويت احتجاجي نوعا ما على ممارسات النواب العرب من الأحزاب العربية التي سبقت مخاض تشكيل المشتركة آنذاك، وأصوات كثيرة ذهبت لميرتس، ولكن سرعان ما تعدل هذا الأمر وعادت الكثير من الأصوات إلى قواعدها بعد اعادة تشكيل المشتركة. لهذا، وفي ظل غياب بديل يساري حقيقي وقوي، وغياب تمثيل عربي واقعي في الأحزاب الصهيونية، تحقيق هدف الخمسة عشر مقعدا (الـ15 مقعد) ليس بهين وبسيط، لكنه ليس بصعب المنال. يجب تحريك الشارع العربي واستمرار النزول للشارع كما يفعلون، لأن للاحتكاك الإنساني أثر في النفوس، وتذكر أن عمة "جون كينيدي" اللزم انتخبت منافسه "نيكسون"، لأنه توجه لها مباشرة. رفع نسبة التصويت وخروج الناخب العربي والتصويت للمشتركة هو ما يجب أن يكون الهدف. واستمرار عملية خلق الأمل ليكون محفزا قويا له للخروج إلى صناديق الاقتراع والتصويت فقط للمشتركة.

انتخابات رابعة

وفي رده على سؤالنا حول إمكانية الذهاب لانتخابات رابعة، اجاب: في كل مرة اعتقدنا فيها أنه ليس معقولا ولا يمكن الذهاب لانتخابات ثانية حدث، وذهبنا لثالثة وحدث، لهذا لماذا يجب أن نستبعد عملية الذهاب لرابعة؟! ليس كل ما لا يستوعبه العقل البشري لا يحدث (هههههههه)!كارثة بكل المعايير والمقاييس لدولة شبه مشلولة. باعتقادي سيكون هناك تنازلات عديدة من قبل أحزاب كثيرة باسم حماية الأمن القومي والمجتمعي وسيكون أسهل في حالة وترك نتنياهو الساحة السياسية أو غُيّب.

واختتم حديثه: نتنياهو في بداية النهايات إذا لم يكن في نهاية النهايات. لاحظ استطلاعات الرأي الأخيرة، وإن كانت كالعطر يمكن شمها، لكن لا يمكن تجرعها، لأنها توثق لحظات من عمر فئة أو شريحة الخ، إلا أنها مؤخرا تبدو صادقة. في كل مرة تكون فيها مقارنة بين نتنياهو وجانتس، هناك تقارب بالنتائج، وهذا ما دفع بنتنياهو أيضا أن يتنازل عن فكرة الانتخابات المباشرة، فهو أدرك، وبناءً على استطلاعات داخلية، أن شعبيته آخذة بالتراجع تدريجيا. صحيح نتنياهو خلق واقع اجتماعي لا يرى أنصاره غيره، ككلهم علينا، اليمين مُلاحق، القضاء والاعلام ضدنا الخ، إلا أنني ما زلت مقتنعا تماما أنك لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت. التحليلات كثيرة وعديدة أكتفي بذلك، ولكن لنتذكر دائما: في مجال قد تنقلب فيه الأمور رأسا على عقب بين ليلة وضحاها يبقى كل شيء مفتوحا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]