تطرّق تقريرٌ نشرته صحيفة "الدياريو" الإسبانية إلى الأسباب الشائعة التي تجعل الكثير من الأشخاص لا يلتزمون بالوقت، ويتأخرون دائماً عن مواعيدهم.
وبحسب الصحيفة، فإنّ سكان العالم ينقسمون إلى مجموعتَيْن كبيرتين: مجموعة من الأشخاص الذين يصلون في الوقت المحدّد، ومجموعة أخرى دائماً ما تتأخّر عن مواعيدها.
وذكرت الصحيفة أنّ الوصول إلى المواعيد والعمل في الوقت المحدّد أمر مثالي، في حين ينمّ التأخير المتكرّر عن عدم احترام الآخرين الذين يصلون في الوقت المحدد.
والتأخير المقصود هنا لا يعني التأخير لمدة دقيقة أو دقيقتين عن الموعد، وإنّما المقصود أولئك الأشخاص الذين باتت هذه المسألة عادة بالنسبة لهم.
ووفقا لمسح أجري مؤخراً، تتراوح نسبة الأميركيين الذين يتأخرون عن مواعيدهم باستمرار بين 15 و20%، وغالباً ما يتأخر هؤلاء الأشخاص لحوالي ساعة، وليس لبضع دقائق فحسب.
هل يختلف الشخص الملتزم بوقته عن غيره؟
التقرير أشار إلى أنّ التأخير وعدم الانضباط في الوقت لا يعود لسبب محدّد، ذلك أنّه يوجد دوافع وأنماط مختلفة تؤدّي إلى سلوك التأخر المستمر، مثل غياب الدافع والحماس للموعد الذي سيذهب إليه، أو تمضية ليلة سيئة وعدم النوم لساعات كافية.
ولكن الأمر المثير للاستغراب هو أنّ معظم الناس الذين يتأخرون دائماً يفعلون ذلك تجاه أي نشاط أو موعد، سواء كان جيداً أم سيئاً، على الرغم من أن عواقب التأخر في كثير من الحالات عادة ما تكون سلبية، مثل فقدان الوظيفة، أو غضب صديق.
وأوردت الصحيفة أنّ أحد الأبحاث خلص إلى أن بعض الأشخاص أصبحوا "مبرمجين" على الوصول متأخرين لمواعيدهم؛ لأنّ ذلك أصبح جزءاً من طريقة تفكيرهم.
ومن ناحية أخرى، يرى بعض الباحثين أنه ربما يوجد سبب بيولوجي للتأخير عند بعض الأشخاص. لقد اكتشف هؤلاء الباحثون أنّ ما لا يقل عن نصف مرضى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانون من تشوهات في المركز التنفيذي لعقلهم، وهو ما يلعب دوراً حاسماً في إدارة الوقت.
ونوّهت الصحيفة إلى أنّ الدماغ عادة ما ينظّم وظائف عديدة مثل التنظيم وتخطيط التحفيز والتنظيم العاطفي وإدارة الوقت. وحتّى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمتلكون نقاط القوة والضعف في كل مجال من هذه المجالات.
من جهة أخرى، سلّط بعض الخبراء الضوء على دور العامل الوراثي في مسألة التأخير المستمر عن المواعيد. ومن الممكن أن يعاني الشخص من مسألة التأخير في حال كان آباؤه واجهوا مشاكل في إدارة الوقت. كما توصّل الخبراء إلى استنتاج بسيط للغاية، مفاده أن الأشخاص الذين يتأخرون دائماً عن مواعيدهم يستخفون بقيمة الموعد بقدر مدة زمن التأخير.
يعتقدون أن الدقيقة تعادل 77 ثانية
كذلك أشارت الصحيفة إلى أنّ سلسلة من الدراسات أفادت بأنّ البشر عموماً ينقسمون إلى مجموعتين، تسمى المجموعة الأولى "أ" وهي التي تلتزم بالوقت، وتراه أمرا مقدساً. أما المجموعة الثانية "ب"، فلا تلتزم مطلقا بالوقت، ولا تعطيه أهمية كبيرة. وقد اكتشف الخبراء أن الأشخاص من النوع "أ" يستطيعون حساب دقيقة نفسيا بأنها تعادل 58 دقيقة، في حين أن الأشخاص من النوع "ب" لا يقومون بإجراء مثل هذه الحسابات الدقيقة، حيث يتصرفون وكأن الدقيقة تساوي 77 دقيقة.
وذكرت الصحيفة أنّ خبراء في كلية الطب في هارفارد خلصوا إلى أن الأشخاص المتأخرين دائما ما يشعرون بالاسترخاء أكثر من أولئك الذين يصلون دائما في الوقت المحدد. ويعود ذلك إلى أن الأشخاص المتأخرين دائما لا يسمحون لأي شيء أن يعكر مزاجهم، ولو كان موعدا في ساعة محددة. لهذا السبب، يعدّ هؤلاء الأشخاص أقل عرضة للمعاناة من المشاكل الصحية المرتبطة بالإجهاد، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وختاماً، عرضت الصحيفة بعض الحيل التي قد تساعدنا على تخطي مشكلة التأخير، على غرار إنشاء استراتيجية للقيام بالأشياء في الوقت المحدد. وتتمثل هذه الطريقة في تخصيص الوقت اللازم الذي يسمح لك بالوصول في الوقت، دون أي نوع من التأخير، مع الأخذ بعين الاعتبار العراقيل التي يمكن أن تتسبب فيها حركة المرور وتأخيرات القطار.
المصدر: عربي 21
[email protected]
أضف تعليق