يقضي أكثر من خمسين في المائة من إجمالي زائري البرتغال عطلاتهم في الغارف (4.997 كيلومتر مربع)، المنطقة التي تقع في أقصى جنوب البرتغال، وتتمتّع بساحل رائع، وبعض من شواطئ البلاد الأكثر جاذبيَّةً. صيف الغارف حارٌّ وجافٌّ، وشتاؤها معتدل، ما يجعل منها وجهة مقبولة في نهاية العام. توفِّر المنطقة المركزيَّة الشهيرة والأكثر تطوُّرًا في الغارف منتجعات ساحليَّة حيويَّة، حيث كلّ سبل الراحة مُتاحة للسائحين، وبعض ملاعب الغولف الأهمّ في البرتغال. وإلى الشرق، تشكِّل سلسلة من الجزر الرملية والبحيرات جزءًا من متنزَّه طبيعي ومحمي، مع جوّ يقرب من إسبانيا في المدن والقرى الحدودية. في الآتي، لمحة عن عناوين سياحية جديرة بالزيارة في الغارف.

فارو

فارو هي عاصمة الغارف؛ المطار الدولي فيها هو بوَّابة غالبيَّة الزائرين الذين يأتون إلى جنوب البرتغال لغرض السياحة. يقطن فارو نحو خمسين ألف نسمة، وهي مركز صناعي وتصنيعي حديث. قبلة السائحين في فارو هي "المدينة القديمة" ذات الأسوار الرومانيَّة والمغربيَّة، والجدران الدفاعيَّة. تعرَّضت المدينة لأضرار بالغة من جرَّاء الزلزال الكبير، الذي ضربها في سنة 1755، وما بقي اليوم يرجع في الغالب إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. هناك، تلفت الشوارع المرصوفة بالحصى، والساحات التي تحيط بالصرح الديني التاريخي. ويحلو استكشاف المقاهي والمطاعم والمنازل الأنيقة وورش عمل الحرفيين.
من جهةٍ ثانيةٍ، تقع خلف المرسى القريب الصغير، مجموعةٌ من البحيرات والأراضي الرطبة التي تعجُّ بالحياة البحريَّة. تتكوَّن هذه الحديقة الطبيعيَّة أيضًا من العديد من الجزر ذات الشواطئ الرائعة، بما في ذلك الشاطئ الذي سمِّي على اسم المدينة.

فيلا ريال دي سانتو أنطونيو

من المُرجَّح أن يسمع السائح في المكان اللغة الإسبانيَّة تتردَّد بكثرة، إلى جانب البرتغاليَّة، لأنَّه أقرب ما يكون إلى إسبانيا. في هذه المدينة الحدوديَّة، تكثر مناطق الجذب السياحي؛ ومنها: الأرشيفات التاريخيَّة في Arquivo Histórico Municipal التي تسرد للزائرين عن صناعة تعليب السردين وسمك التونا في المنطقة التي اختفت تقريبًا، وفي إطار تفاعلي حيويّ. وفي الساحة الرئيسة الوسطيَّة، هناك لوحة من الفسيفساء تشع من المسلَّة المركزيَّة، التي تحيط بها أشجار البرتقال، والكثير من المقاهي والمطاعم الجذَّابة.
من النشاطات المقترحة على السائحين، ركوب العبَّارة من الرصيف بالقرب من المرسى إلى بلدة "أيامونتي" الحدوديَّة الإسبانيَّة لتناول الطعام في أحد المطاعم، التي تُقدِّم الـمقبَّلات (تاباس) الشهيَّة. تستغرق الرحلة في العبَّارة، التي تحمل السيارات أيضًا، حوالي 20 دقيقة لعبور نهر "غواديانا".

ألكوتيم

نادرًا ما تتمّ زيارة المناطق الداخلية الجرداء من الغارف، حيث الكثافة السكّانية متدنيَّة، ولا يزال الجزء الأكبر بعيدًا عن خريطة السياحة. ولكن، وعلى بعد حوالي 40 كيلومترًا إلى الشمال من "فيلّا ريال"، تقبع قرية "ألكوتيم" الحدوديَّة الخلَّابة. هناك، تدعو النصيحة السياحيَّة إلى بدء الجولة من القلعة التي ترجع إلى القرن الرابع عشر (تشمل رسوم الدخول الوصول إلى متحف أثري صغير). توفِّر جدران القلعة إطلالات خلَّابة، تشمل قرية"سانلوكار دي غواديانا" الإسبانيَّة، التي تقع على الضفَّة المقابلة للنهر. وتتنقل خدمة عبّارات منتظمة بين القريتين- وهناك فرق زمني مدّته ساعة بين إسبانيا والبرتغال.

تافيرا

بالقرب من الساحل في الغارف الشرقي، تعدُّ تافيرا واحدة من مدن المنطقة الأكثر جمالًا، وهي تقع على جانبي نهر Gilão الواسع، وتحظى بتراث من آثار الرومان والمورون، الذين كانت مستوطنتهم على ضفاف النهر تعلوها قلعة لا تزال مرئيَّة حتى اليوم. تعتبر الأسقف المائلة التي تحدِّد جزءًا كبيرًا من هندسة تافيرا فريدة من نوعها في هذا الجزء من الغارف، وكذلك وفرة الصروح الدينيَّة في البلدة القديمة. على جانبيّ النهر جسر أنيق، كان بُني في القرن السابع عشر على أسس رومانية.
تجذب الحدائق على طول النهر؛ الحدائق التي تصطفُّ إلى جانبيها أشجار النخيل، وتزدهر الأسواق القريبة التي تبيع الفواكه والخضراوات الطازجة. تغادر العبارات من الرصيف إلى جزيرة تافيرا، الوجهة المُفضَّلة للباحثين عن الشمس، وواحدة من الجزر القليلة في المنطقة التي يُسمح فيها بالتخييم. بدلاً من ذلك، يمكن للسائح الانضمام إلى رحلة بحريَّة لمشاهدة معالم المدينة على طول " ريا فورموزا "، وهو ممر مائي جميل وغير ملوث وجزء من حديقة طبيعيَّة محميَّة.

أولهاو

أولهاو، ميناء مقصود من السائحين، حيث سوق السمك التي تنظّم عند الفجر، والفواكه والخضراوات الطازجة، ومطاعم المأكولات البحريَّة في شارع Avenida da República النابض بالحياة، والمنازل ذات الأسطح المسطّحة البيضاء. وأولهاو المُطلَّة على البحر، هي نقطة انطلاق للسائحين الراغبين في اكتشاف المحميَّة الطبيعيَّة، حيث الثروة البريّة.

لولي

بعيدًا عن الساحل، لولي مدينة مزدحمة ذات ماضٍ عريقٍ، تشتهر بخاصَّة بحضن سوق الخضراوات والفواكه المسقوف، والأكثر زيارةً من المحليين والسائحين. هناك، تتجمَّع الأكشاك والكبائن في مبنى ذي قبَّة حمراء، ونوافذ على هيئة حدوة حصان، وتاريخ يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر. في صباح السبت، تمتد متفرِّعات السوق حتَّى الشوارع المحيطة، وذلك مع حضور الفلَّاحين لبيع محاصيلهم. ومن المحطَّات السياحيَّة الأخرى في لولي: القلعة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر، حيث الإطلالات اللافتة على "المدينة القديمة"، والمتحف. وفي الشوارع الخلفيّة في Wander Loulé ، هناك أنقاض الحمَّام الإسلامي.
تقع "ألتي" على بعد حوالي 25 كيلومترًا شمال غربي لولي، وهي قرية خلَّابة على السفوح، وتنتشر فيها الحدائق المليئة بالأزهار، وتتمتَّع بشوارع ضيِّقة مرصوفة بالحصى، ومنازل بيضاء اللون، ومقاهي تغري بالاستراحة فيها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]