في حب السلام والمحبة والوطن، تغنت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، أمس، في حفلها على المسرح الرئيسي لمنظمة اليونسكو العالمية في باريس، في إطار احتفالية "اليوم العالمي للغة العربية لعام 2019"، لتكون بذلك أول مطربة فلسطينية تغني على مسرح اليونسكو الرئيسي .

وحلقت دلال أبو آمنة خلال الحفل بصوتها بين الحضور الذي أتى من كل حدب وصوب في باريس، منتصرًا بحضوره على جميع أزمات السير التي تعاني منها مدينة النور بسبب الاضراب الذي تعاني منه المدينة منذ أيام، حيث امتلئ المسرح بالجمهور الذي جلس ينصت بتمعن لصوت دلال أبو آمنة، وخلع عنه رداءه الواقع على باب مسرح الحفل، ليرتدي بالصوت المترنم والموسيقى رداء من روح المحبة والسلام.

وأطلقت دلال أبو آمنة خلال الحفل ألبومها الغنائي الجديد "نور" للمرة الأولى في فرنسا، والذي يعتبر كرحلة موسيقية في الشعر الصوفي، حيث قدمت خلاله مقطوعات قديمة لكبار الشعراء الصوفيين مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي ورابعة العدوية والحلاج وابن الفارض، بألحان وتوزيعات حديثة وضعت خصيصًا لهذ المشروع، وقد قامت دلال بإنتاجه بالتعاون مع مؤسسة البستان في فيلادلفيا، كما تعمل حاليًا على التحضير لإطلاقه رسميًا في فلسطين عام 2020.

وعلى الرغم من كون عرض وألبوم "نور" هو عبارة عن إحدى عشر مقطوعة غنائية وموسيقية متصلة، بدون فواصل، إلا ان الجمهور الحاضر للحفل كان قلبه وروحه يزاحمانه فتأبى يداهم إلا تصفق تصفيق حار يعبر عن اشتعال روحهم بروح الأغنيات.

واختتمت دلال أبو آمنة الحفل بتوجيه كلمة للجمهور، شاكره إياهم على حضورهم الذي ملئ القلب، مؤكدة انها جاءت من فلسطين تحمل كل رسائل الحب والسلام، رغم الظلام الذي يطوف حول العالم الا ان "النور" دائمًا قادم لا محالة.. واهدت للجمهور في نهاية الحفل وصلة غنائية تراثية طافت بها على مجموعة من مقطوعات التراث العربي والتي تدل على ثراء اللغة العربية وتعدد لهجاتها.

وحرص على حضور الحفل مجموعة من الشخصيات الرسمية والعامة، من ضمنهم: سلمان الهرفي السفير الفلسطيني في باريس، إضافة إلي مساعدة رئيس منظمة اليونسكو التي هنأت دلال بعد نهاية الحفل على نجاحه، وأثنت على الرقي والرسائل التي تحمل المحبة والسلام في ألبومها الجديد.. كما حضر الحفل مجموعة من قيادات معهد العالم العربي في باريس إضافة إلى مجموعة من باحثي اللغة العربية من جميع أنحاء العالم.

من الجدير بالذكر أن دلال أبو آمنة هي فنانة فلسطينية من مدينة الناصرة، إضافة إلى كونها دكتورة باحثة في علم فسيولوجيا الدماغ والأعصاب.

وقد طافت دلال معظم دول العالم بحفلاتها ومشاريعها الغنائية التي يأتي مشروع "يا ستي" على رأسها، وهو المشروع الغنائي الذي يعمل على استعادة الجلسات النسائية الفلسطينية قديمًا ويعيد تقديم الأغاني التراثية بمشاركة الجدات الفلسطينيات اللواتي تتجاوز أعمارهن الـ 70 عاما.

وقد حقق المشروع نجاح منقطع النظير وصل لإقامة أكثر من 100 حفل فني في فلسطين ومجموعة من الدول العربية والأجنبية، إضافة إلى مشاركة مجموعة كبيرة تتخطى الـ 150 امرأة في حفلات المشروع واللواتي ينقسمن إلى نساء من الشتات الفلسطيني إضافة إلى نساء عربيات والجالية العربية في المدن الأجنبية.

كما قدمت دلال في مشوارها الفني ألبومين غنائيين وهما "عن بلدي" وألبوم "يا ستي" وتعمل حاليًا على التحضير لإطلاق ألبومها الصوفي الجديد "نور".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]