تُطل علينا في هذه الأيام ذكرى مباركة ومجيدة هي ذكرى مولد السيد المسيح له المجد في مدينة بيت لحم العربية الكنعانية الضاربة جذورها في التاريخ، تُطل علينا هذه الذكرى ويحذونا الأمل بأن يعم السلام في أرض السلام وأن يعيش أبناء شعبنا بمسلميه ومسيحييه بحرية واستقلال وفي تحقيق حلمه بدولته المستقلة وعاصمتها القدس.
هذه الذكرى بقدر ما تحمل من معاني فرح ومحبة إلا أنها ولدى مغتصبي الحق العربي الفلسطيني في كنيسته الأرثوذكسية من أبنائها الوطنيين الأحرار على يد المجموعة التي تُهيمن على هذه الكنيسة ممن يُسمون أنفسهم أخوية القبر المقدس، هذه المجموعة التي زكمت رائحة فسادها الأنوف وطغت على الأسطح، هذه المجموعة والتي يقودها البطريرك غير المستحق ثيوفلوس ما زالت مُمعنةً في البيع والتفريط بأوقافنا الوطنية العربية الأرثوذكسية.
إننا كمجلس مركزي وحراك شبابي كنا ومع أخوة أعزاء لنا في الحركة الوطنية قد رفعنا الصوت عالياً في وجه هذه المجموعة الفاسدة والذي تُوّج في المؤتمر الوطني الأرثوذكسي الذي عُقد في بيت لحم والذي تقرر فيه اعتبار البطريرك غير مستحق وغير مرغوب فيه ولا مرحب به وتجب مقاطعته من قبل كل من له اتصال وصلة به. وقد تأكدّ ذلك الموقف الذي أدان سلوك البطريرك المذكور وأدان أية بيوعات وطالب باستردادها كل من المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي الفلسطيني وكلّف وأناط أمر المتابعة للجنة التنفيذبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أننا وفي هذه الأيام نرى من يستقبله ويدافع عنه وكأنه بريء وكأنه لم يرتكب أية جريمة في بيع أوقافنا.
رغم كثرة مناشداتنا ونداءاتنا بمقاطعة هذا البطريرك إلا أننا وفي هذه الأيام نطلقها صرخةً مدويةً بضرورة قيام دولة فلسطين ممثلة برئيسنا الأخ محمود عباس أبو مازن ودولة رئيس الوزراء الأخ الدكتور محمد اشتيه بضرورة أخذ موقف حازم ومقاطعة هذا البطريرك في احتفالات عيد الميلاد يوم (06/01/2020) مُثمنين دور رؤساء البلديات الذي انتصروا لقضيتهم بمقاطعة البطريرك وعلى رأسهم رئيس بلدية بيت لحم الأخ أنطون سلمان. وأننا في ذات الوقت ندعو اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس الى إعادة النظر في سياساتها ومواقفها وطريقة تعاطيها مع القضايا والملفات ذات الأهمية الوطنية الحساسة الناتجة عن حالة الفساد في إدارة البطريركية برئاسة ثيوفلوس ومستشاريه ومعاونيه. وإننا في الوقت الذي ننظر للقرار القاضي بعدم بيع أو تصرف بأي عقار من أوقافنا إلا بإطلاع اللجنة الرئاسية وموافقة المجلس المختلط عليها فإننا في ذات الوقت نحذر من مغبة الانزلاق إلى موقع الشريك في التصرف بهذه الأوقاف كما هو حال مشروع القرية السياحية المقترح على أراضي دير مار سابا في بيت ساحور.
أهلنا وأخواننا وأبنائنا مسلمين ومسيحيين إنّ الأرض والأوقاف تعلو على كل هم وهي رمز البقاء والوجود وهي أهم من علاقة بين كنيسة وأخرى فيما يُسمى (الاستاتيكو) فالأرض أهم من كل ذلك. إننا ومن هذا المنبر نناشد كافة الفرق الكشفية أيضاً والمؤسسات بمقاطعة الموكب لهذا البطريرك والاحتفال الشعبي بدون حضوره أو بعد دخول موكبه.
إنّ هذا البطريرك قد ملئ الدنيا ابتهالاً بما سماه انتصاراً في قضية باب الخليل وكم كنا نتمنى أن يكون صادقاً في أنه قد انتصر، ولكن ما جرى هو لا يعدو عن تجميد لدعوى قدمتها الشركات الاستيطانية بحق المستأجرين ولم تحضر تلك الجلسة مما حدا بمسجل المحكمة أن يُجمد طلبهم، وهذا لا يعني أنه ليس بإمكانهم تجديد تلك الدعوى.
أهلنا وأحبتنا في كل مرة يرتفع صوتنا في مواجهة البيوعات والتسريبات تُكال من قبل البطريرك وزبانيته التهم للشرفاء من أنهم ضد البطريركية ويتذرع المدافعون المنافحون عنه بأنّ هذه البيوعات واقعة في الأراضي المحتلة عام (1948) وكأنها ليست أرض فلسطينية ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فها هي تفوح من جديد رائحة صفقات وبيوعات في منطقة بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا ومشاريع استثمارية وكأنّ البطريركية وأوقافنا ملك خالص لهذا البطريرك، في الوقت الذي ما زالت رواتب الكهنة لم تُدفع منذ ثلاثة أشهر.
أهلنا وأحبتنا نُعايدكم ونقول المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة آملين وضارعين من صاحب العيد بأن يحفظ شعبنا وأهلنا من كل سوء وأن يحل العيد القادم علينا وقد تخلصنا من ربقة هذه المجموعة الفاسدة.
[email protected]
أضف تعليق