استبعد اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، أن تكون هناك مصالحة منفردة بين دول المقاطعة الأربع وقطر، وأن ما صدر عن القمة الخليجية الـ 40 في الرياض أكد، بما لا يدع مجالا للشك، فشل مساعي المصالحة.

وقال الخبير الاستراتيجي في حديث لـ"سبوتنيك"،  الأربعاء: "ترددت أنباء كثيرة قبل القمة الخليجية الأخيرة بالرياض، عن مصالحة وشيكة ومنفردة بين قطر والمملكة العربية السعودية، وهذا الأمر أثار الكثير من التساؤلات حول تلك المصالحة المنفردة، وشعر البعض أن هناك اختراقا وتخليا، وبدأ بعض المحللين في الحديث عن فتور في العلاقات بين القاهرة والرياض".

وأضاف مظلوم أن "من بين الأنباء التي ترددت أن صفقة الـ20 مليار دولار بين مصر والإمارات هي ترضية لمصر في سبيل المصالحة، ثم جاء البيان الختامي للقمة الخليجية، الذي ركز على التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي"، مضيفا: "أعتقد أن هذا التركيز جاء نتيجة الإحباط، الذي حدث بعد إخفاق المصالحة في الفترة التي سبقت القمة".

واستطرد الخبير الاستراتيجي المصري: "دعوة الرياض لأمير قطر، بشكل مباشر وعدم حضوره وإرسال رئيس الوزراء كان له أثر كبير في هذا الاحباط، بعد أن أيقن الجميع تخلي أمير قطر عن المصالحة، وما دار في الكواليس، وهذا يعني أنه لا أمل في عودة العلاقات حاليا رغم الضغوط الكبيرة والوساطات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والكويت وسلطنة عمان".

وأكد مظلوم: "ما دار في القمة الخليجية وما صدر عنها أعطى رسالة طمأنه لكل أطراف الأزمة، بكل وضوح وشفافية، أنه لا علاقات أو مصالحات منفردة مع قطر ودحض كل التسريبات والتحليلات السابقة، وكانت أغلب تصريحات البحرين والإمارات تتحدث عن فشل المصالحة، وهو ما أكده وزير خارجية البحرين بأن قطر تماطل ولا تريد حل الأزمة الخليجية، وهذا الأمر أعطى أيضا طمأنه لمصر بأنه لا حل بين دول مجلس التعاون وقطر وتغييب أزمة مصر مع الدوحة".

وأوضح الخبير الاستراتيجي أن "هناك أشياء غريبة تحدث داخل مجلس التعاون الخليجي، هذه الأيام، وهناك استقطابات من دول"، مضيفا: "كنا نتمنى المستقبل الزاهر لمجلس التعاون الخليجي، وأن يتماسك ويضم مستقبلا العراق واليمن "وقت تأسيسه"، ويصبح نموذج للتعاون بين الدول العربية في أحد المناطق".

وأكد مظلوم مجددا على استحالة أن تضحي السعودية بعلاقاتها مع مصر والإمارات والبحرين من أجل حل مشكلة قطر.

وكانت القمة الخليجية الـ 40، التي اختتمت أعمالها بالرياض، أمس الثلاثاء، قد بحثت عددا من الموضوعات والقضايا في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب طرح التطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاس الأوضاع الأمنية في المنطقة على دول المجلس.

وأكدت القمة على أن أي اعتداء على دولة من دول المجلس هو اعتداء على الجميع، وطالبت أعضائها بتوحيد الصف ضد إيران، بينما ويرى مراقبون أنها مثلت بداية جديدة تنبأ بقرب الوصول لقرار صريح وواضح حول الأزمة مع قطر.

وفي 2017، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعتها لقطر على خلفية اتهامات للدوحة بتمويل جماعات إرهابية والتدخل في شؤون دول الجوار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]